مقابر وسجون سرية في شمال سوريا بإشراف تركي

تمكن عشرات من السجناء المحتجزين (المختطفين) بينهم نساء وأطفال في سجن معراتة المدني في عفرين في ريف حلب، من الفرار بسبب فوضى الاشتباكات التي تحدث في المنطقة بين ميليشيات الجيش الوطني.

وكان “سجن معراتة” الخاضع لسيطرة ميليشيا فرقة الحمزة يضم المئات من المواطنين المختطفين، سبق وأن تم ذكره كواحد من أسوء السجون الأشبه بمسلخ بشري حيث اختفى منه العشرات يعتقد أنّهم قتلوا تحت التعذيب.

كما تمكن العشرات من المدنيين المختطفين من الفرار من سجن سري ضمن مقر الحمزات (الزراعة) في مدينة الباب حيث يشتبه وجود مقبرة جماعية خلفه لمعتقلين قتلوا تحت التعذيب.

وتظهر صور حصلنا عليها من داخل السجون وأدوات التعذيب، المنفردات والظروف الإنسانية الصعبة التي كان يعيشها المحتجزون ضمنه، حيث لم يكن السجن خاضعاً لإشراف أيّة جهة قضائية كما الحال مع بقية السجون.

وللحمزات تاريخ سيء مع السجون ضمن مقراته حيث عثر سابقاً على سجن ضمن أحد مقرات الفصيل في حي المحمودية في مدينة عفرين بعد هجوم نفذه الأهالي على المقر، السجن كان فيه 11 امرأة منهن عراة وطفل رضيع، ولاحقا كشف التحقيقات أنّهن تعرضن للاغتصاب مراراً وأنّ آخرين قتلوا تحت التعذيب.

إحصائيات مرعبة تتسرب من السجون السرية التي تديرها أجهزة أمنية تشرف عليها تركيا وطرق وأدوات التعذيب الجسدي والنفسي وكيف يتم معاملة المختطفين.

وتكشف لقاءات أجريناها مع معتقلين تمكنوا من الفرار أو أفرج عنهم، بعد دفع رشاوي، عن أدوات التعذيب الجسدي والنفسي التي تتنوع بين الاغتصاب، والجلد والكهرباء والحفر والتعليق والحرمان من النوم والأدوية واستخدام الملح على الجروح والصفع واستخدام الكلابة لخلع الأظافر  والأصابع وصب الماء البارد على الجسد والدولاب ( يتم تعذيب السجين فيه وتعليقه لأيام في شدة البرد والحر) وغير ذلك …

ومن أنواع التعذيب في السجون التي يديرها شلال وسلخ الجلد بواسطة حديد ومطارق ووضع السجين في “الضغاطة” وصعقه بالكهرباء وتهشيم العظام بالحجارة، والايهام بالغرق وإذابة البلاستيك على الجسم والتعذيب بالمنع من الشرب والاهمال الصحي الكامل والضغط على الخصيتين بواسطة الكلبشات البلاستيك ووضع الإبر تحت الأظافر وإذابة الجلد بالشمع والحرق بالبلاستيك …

ووصل عدد المعتقلين في عفرين وحدها منذ بداية العام 2022 إلى (615) شخصاً، بينهم (24) طفل و (35) امرأة و (351) مريضاً منهم (265) شخصاً بحالة صحية سيئة، وهم بحاجة لتدخل طبي عاجل.

ويؤكد فريق مركز التوثيق أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المعتقلين وأنّ جميع الاعتقالات التي تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكل تعسفي. وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.

ثلاثة آلاف معتقل يتعرضون للتعذيب الوحشي في السجون ضمن مناطق خاضعة لسيطرة تركيا شمال سوريا

كشف تقرير سنوي نشره مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا حول التعذيب، إنّ هنالك أكثر من 3 آلاف معتقل سوري مازالوا محتجزين في سجون تشرف عليها ميليشيات “الجيش الوطني السوري” ضمن مناطق خاضعة لسيطرة تركيا في شمال سوريا، وقال المركز: إنّ قرابة 200 منهم تم نقلهم للمحاكمة في تركيا، منهم 85 سوريا تمت محاكمتهم بأحكام قاسية بدون حضور محامي الدفاع أو ابلاغ عوائلهم لحضور جلسات المحاكمة.

وقال التقرير: إنّ المعتقلين تعرضوا بشكل أو آخر لمختلف أنواع التعذيب، فيما قتل ما لا يقل عن 172 بسبب التعذيب منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا في آب 2016، وأضاف المركز في تقريره أنّ عمليات الاعتقال والتعذيب تجري تحت أعين وبمشاركة أفراد من الجيش التركي وضباطه ومشاركة جهاز المخابرات التركية وذلك استنادا لعدة شهادات ومقابلات أجريت مع الضحايا ( يمكن الاطلاع عليها هنا 1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10 و 11 و 12 و 13 و 14 و 15 و 16 و 17 و 18 و 19 و 20 و 21 و 22 و 23 و 24 و 25 و 26 و 27 و 28 و 29 و 30….) وأكد التقرير إنّ ما يجري في تلك السجون يتم ابلاغ الجيش التركي بها وإنّ الوفيات الناتجة عن التعذيب يتم إبلاغه بها، وإنّ تركيا تتحمل بشكل مباشر مسؤولية التحقيق في أسباب الوفيات داخل المعتقلات، وتبعاتها.

وأكد التقرير، إنّه اعتمدَ بشكل رئيس على لقاءات مباشرة مع ضحايا الاعتقال أفرج عنهم مؤخرا ومع ذوي ضحايا قضوا تحت التعذيب ولقاءات مع عوائل المختفين قسرياً والمعتقلين الذين يتم حرمانهم من أيّة محاكمات عادلة ومن توكيل محامي ومن لقاء ذويهم، بالإضافة إلى المراقبة والتوثيق اليومية لحوادث التعذيب والاعتقال والاختفاء القسري منذ عام 2016، كما استند للقاءات أجريت مع عائلات ضحايا وناجين من التعذيب منهم مازال مقيماً في تلك المناطق وآخرون تمكنوا من النجاة والوصول لمناطق آمنة.

كما أشار التقرير إلى أنّ ميليشيا الجيش الوطني ومختلف تشكيلاتها وفصائلها المتعددة والأجهزة الأمنية المرتبطة بها ( جهاز الأمن العسكري ، جهاز الأمن السياسي ، جهاز الشرطة) يضاف إليهم المحاكم والقضاة منخرطين في التعذيب وفي الوفيات بسبب التعذيب حيث أنّ لكل ميليشيا سجون خاصة ، ولكن جهاز أمني سجن ضمن قطاعات جرى توزيعها وأنّ كل ميليشيا لديها جهاز أمني وسجن وقضاء خاص بها ضمن مناطق سيطرته.

وجاء في التقرير أنّ عدد المعتقلين من قبل ميليشيا الجيش الوطني السوري وبقية الأجهزة الأمنية وصل إلى 8453 مواطناً سورياً، وتم توثيق تعرض ( 1299 ) شخصاً منهم للتعذيب، تم الإفراج عن قرابة 5410 منهم، فيما مصير بقية المعتقلين مازال مجهولا.

التقرير أكد كذلك أنّ 172 شخصاً ماتوا نتيجة التعذيب، وأنّ عدد الذين تم الإفراج عنهم مقابل دفع فدية وصل إلى 1605 مواطناً.

وأشار التقرير أنّ حدوث وفيات نتيجة إهمال الرعاية الصحية بعد الإصابة بالأمراض، وأنّ أماكن الاحتجاز تفتقر لأدنى المعاير الصحية حيث يترك الشخص يتألم دون علاج ودواء حتى الموت، وأشار التقرير أيضاً إلى أنَّ هناك أساليب تعذيب عدة تجعل من المعتقلين فئة هشة ومعرضة بشكل خطير لانتشار فيروس كورونا فيما بينهم.

السجون الرئيسية في منطقة عفرين:

(1) سجن باسوطة، تديره فرقة الحمزات وبإشراف من الاستخبارات التركية عرف هذا السجن باسم القلعة نسبة إلى إحد السجون في فترة العثمانيين أثناء احتلالهم مدينة دمشق.

(2) سجن المحطة وسمي بالمحطة نسبة لكونه محطة للقطار أيضا تشرف عليه الاستخبارات التركية ويقع بالقرب من راجو، وأغلب المعتقلين فيه هم من أهالي راجو موباتا ميدانو أيضاً يعرف بكونه من السجون السيئة الصيت.

(3) سجن راجو أو ما يعرف بالسجن السلفي، من السجون الدينية القاسية.

(4) سجن الاستخبارات التركية في راجو، ويعتبر أيضا من السجون السرية، وتديره وتشرف عليه الاستخبارات التركية لوحدها، ويعتبر السجن مكان للتحقيق وترحيل المعتقلين إلى تركيا.

(5) سجن كوران، وهو سجن صغير عبارة عن أحد المنازل الواقعة على أطراف القرية تديره عناصر فيلق الشام الإرهابية أغلب المعتقلين فيه من أهالي قرية كوران وكفر صفرة وناحية جندريسه.

(6) سجن المواصلات، أيضاً يعتبر من اسوأ السجون في مدينة عفرين، ويديرها عناصر الجبهة الشامية، ويعرف بسجن التحقيق أيضاً تحدث العديد من شهود العيان والمعتقلين فيها عن التعذيب الشديد.

(7) سجن مدرسة الكرامة والتي تعتبر من أقدم المدارس في مدينة عفرين يمارس فيها شتى أنواع التعذيب وتديره عناصر فيلق الشام والاستخبارات التركية وفيها جناح للنساء.

(8) سجن المحكمة ويقع بالقرب من مشفى آفرين الجراحي قديما وهو عبارة عن أحد الأقبية التي تقع ضمن المحكمة القديمة وهو سجن خاص بالنساء.

(9) سجن حاجز ترنده تديره وتشرف عليه الاستخبارات التركية ويعتبر أيضاً من أخطر السجون التركية تمارس فيه كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.

(10) سجن مدرسة أزهار عفرين الخاصة تديره وتشرف عليه الاستخبارات التركية بشكل مباشر.

(11) سجن مدرسة أمير غباري في وسط عفرين أيضاً تديره وتشرف عليه الاستخبارات التركية.

(12) سجن مدرسة قرية خراب شران أيضاً قامت المجموعات الإرهابية بتحويلها إلى سجن.

(13) سجن مدرسة الاتحاد العربي في عفرين أصبح مقر عسكري ويوجد فيه جناح خاص للسجناء تشرف عليه مجموعات الجبهة الشامية الإرهابية.

(14) سجن شارع الفيلات في عفرين، وهو عبارة عن أحد المنازل المهجورة حولها عناصر أحرار الشرقية لسجن.

(15) سجن الاشرفية، أيضاً عبارة عن أحد المنازل التي استولت عليها مجموعات تابعه لتجمع عدل بقيادة المدعو أبو ادريس وتم تحويله إلى سجن سري.

(16) سجن عفرين أو كما يعرف باسم سجن معراته وهو قسمان مدني وعسكري.

(17) سجن الشرطة العسكرية:

(19) سجن “فصيل أحرار الشام” ويعتبر من السجون السرية.

(20)” سجن الأسود”  ويضم هذا السجن حوالي 800 سجين أكثرهم متهمين بالتعامل مع الإدارة الذاتية.

(21) سجن الشرطة العسكرية في مقر الثانوية التجارية في عفرين.

(22) سجن كفرجنه.

(23) سجن ميدان اكبس تابع لفيلق الشام ويطلق عليها فرع فلسطين.

(24) سجن الحمزات، في مدينة عفرين وهو سجن سري تابع لفصيل فرقة الحمزات اقتحم مؤخرا من الأهالي وتبين وجود العشرات من المعتقلين والمختطفين منذ عامين دون عرضهم على القضاء كانت بينهم 11 امرأة.

(25) سجن العمشات، موجود في منطقة الشيخ حديد في عفرين، تم تحويل مدرسة القرية لسجن، ووثق مقتل مدنيين داخله، واسم السجن نسبة لاسم قائد فيصل سليمان شاه الذي يسيطر على الناحية واسمه محمد الجاسم (ابو عمشة).

هذه سجون رئيسيه في عفرين إضافة إلى أنّ لكل فصيل أو لواء له سجن أساسي مرتبط به مباشرة في كل ناحية إضافة إلى السجون الموجودة في مقرات الفصائل للقرى التابعة لكل فيصل أضف أنّ هنالك سجون أخرى خارج عفرين يتم نقل غالب المعتقلين إليها وهي سجون الراعي وسجن سجو بإعزاز.



شهادات مروعة للناجين من التعذيب في سجون الميليشيات الموالية لتركيا شمال سوريا


الحرب في سوريا: “شهادات صادمة” يرويها معتقلون سابقون في سجون المسلحين الموالين لتركيا

فيديو….الجيش التركي شارك في التعذيب وصور حالات الاغتصاب : شهادات مروعة عن ما عاشته “نساء مختطفات” في سجون عفرين

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك