باتت عمليات التعذيب والقتل وحوادث الاغتصاب والاعتداء ونهب وسرقة الممتلكات والتهجير من سمات مختلف المناطق السورية الخاضعة لسيطرة تركيا ، وهي ذات المناطق التي كان الرئيس التركي يطالب المجتمع الدولي بتقديم أموال له لكونها آمنة ، وهي لم تكن يوما آمنة للسكان والنازحين وأهاليها على حد سواء لكنها بالفعل ظلت آمنة للصوص والمرتزقة والجماعات المسلحة التي تحولت لأداة بيد أردوغان يرسلهم تارة إلى ليبيا وأخرى لأذربيجان، وآمنة لخلايا وقادة تنظيم داعش والقاعدة حيث تم تجميعهم تحت اسم “الجيش الوطني” التابع للحكومة السورية المؤقتة والائتلاف.
آخر الجرائم التي تمكنا من توثيقها هي جريمة الاعتداء بطريقة وحشية على شاب، حيث قام عناصر من الفرقة 20 بالتباهي بنشر مقطع فيديو لتعذيب المواطن “علي السلطان الفرج ” (19) عام بشكل وحشي، وتصويره في وضعيات شائنة وهو عاري.
وفي التفاصيل، أنّ الشاب قد عاد من من مدينة أورفا التركية قبل اسبوعين وكان قبل ذلك قد حدث اشكال بينه وبين شابين من مدينة دير الزور وتوعداه خلالها بمحاسبته عندما يعود الى قريته في تل أبيض السورية، وقبل نحو ثلاثة أيام قدمت سيارتان “مفيمتان” الى مقهى يعود لوالده في القرية واقتادوه من هناك، لأحد سجون الفرقة 20 وتعرض لتعذيب وحشي.
وفي الفيديو يقول الشاب الذي ظهر مقصوص الشعر ومربوط اليدين وتارة معصوم العينين والكدمات على أنحاء جسده ووجه، قائلا إنّ اسمه علي السلطان الفرج، وهو من الرقة، ناحية سلوك، قرية بلوة، وإنّه أخطأ بحق “الديرية” طالبا المسامحة من شخصين أحدهم يرتدي ثياب “الجيش الوطني” ويقوم بالدعس على رأسه وضربه فيما الآخر يقوم كذلك بضربه في أنحاء جسمه بطريقة وحشية.
وفي اتصال هاتفي مع الضحية \ علي قال ” قام اليوم 9 ايلول 2021 حوالي الساعة الثانية ظهرا بالقائي في ارض زراعية وانا مربوط ومغمض العينين ، ساعدنا أحد المزراعين بالوصول للمنزل” أضاف ” من قاموا بتعذيبي هم 7 اشخاص اثنان فقط منهم ظهروا في الفيديو ، وهم من “الجيش الحر\ الوطني الذين تدعمه تركيا”.
مصادر محلية أكدت لمركز التوثيق أنّ الفيديو مصور ضمن أحد مقرات فصيل “الفرقة 20” في بلدة تل أبيض ، وأنّ الشاب علي تم اختطافه قبل ثلاثة أيام ومنذ ذلك التاريخ وهو مجهول المكان، وأنّ شهود عيان أكدوا أنّ سيارة تابعة للفرقة “20”، التي يتزعمها المدعو عبد العزيز العلي السوادي المعروف باسم “أبو برزان الديري”، وهو شرطي سابق من دير الزور، انضم في وقت مبكر إلى جبهة النصرة في دير الزور، ومنها إلى تنظيم داعش ، وقد شكل منذ نحو ثلاث سنوات ما يدعى بالفرقة 20، المدعومة من تركيا وشارك عناصرها في الهجوم التركي على مدينتي تل أبيض ورأس العين وارتكبوا جرائم عديدة واستولوا على عشرات العقارات وقاموا بخطف العديد من المواطنين طلبا للفدية . المصدر أكد أنّ من قاموا بالتعذيب تحديداً هم مجموعة تابعة لـ”أبي برزان” تدعى “جماعة حسان الصقور أبو نور ” وتطلق على نفسها اسم “لواء صقور السنة”.