وسط تجاهل دولي تواصل الجماعات السورية المسلحة التنكيل بالسوريين بدعم تركيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال سوريا، التي تحولت لسجن كبير ومصدر تمويل وتفريخ ( المرتزقة ).
في مدينة عفرين، نشر رجل مسن صورا تظهر قيام عناصر من جها الشرطة العسكرية بتعذيبه بعد اعتقاله بالنيابة عن أحد أولاده المطلوبين لديهم. وهذه الحالة تمثل واحد من المئات من الحالات الموثقة ، وتعرض المعتقلين للتعذيب والتنكيل بهم.
وكشفت مصادر خاصة عن مقتل عدد آخر من المعتقلين في سجون تلك الجماعات المسلحة لم يتم الكشف عنها، حيث دفنت الجثث ( سرا )، ومسحت ملفات هؤلاء المعتقلين، ومن المعتقلين الذين وردتنا اسمائهم من الذين قتلوا في سجونهم :
– حسين حسو، العمر 25 عاماً، من أهالي مدينة كوباني، فقد حياته في سجن الراعي.
– حمزة شعبان إبراهيم ، العمر 24 عاماً ، من أهالي قرية خليلاك أوشاغي، بناحية بلبل، خُطف بتاريخ 23 آذار 2018 من قبل ميلشيات السلطان مراد في مفرق قرية حسن ديرا، فقد حياته خلال شهر أيار 2018 في سجن الراعي، نتيجة الضرب و التعذيب الوحشي و حدوث كسور في الأضلاع.
– منان بريمو ، العمر 26 عاماً، من أهالي قرية ساتيا في ناحية معبطلي معبطلي، خُطف بتاريخ 15 نيسان 2018 على حاجز قرية قرزيحل، فقد حياته بتاريخ 21/09/2019 تحت التعذيب والاهمال الصحي ورفض نقله للمشفى للعلاج أو تلقاء أي دواء.
– عصمت رشيد مدور العمر 30 عاماً، من أهالي قرية خلنيرة في مدينة عفرين، خُطف بتاريخ 08/09/2018 من قبل ميلشيات أحرار الشام ، فقد حياته بتاريخ 8 حزيران 2020 تحت التعذيب.
– مصطفى رشيد صلاح العمر 31 عاماً، من أهالي قرية سنارة بناحية شيه ، خطف بتاريخ 5 آذار 2018 في مدخل مدينة عفرين أثناء العودة مع والده و تم اقتياده إلى جهة مجهولة، فقد حياته خلال شهر حزيران 2020 نتيجة مرض السل و المعاناة الطويلة دون المعالجة بشكل متعمد وإصابته بأمراض مزمنة ( الربو و التهابات القصبات ) .
– رزكار موسى العمر 26 عاماً، من أهالي قرية غزاوية، خُطف خلال شهر آذار 2018 من قبل ميلشيات فيلق الشام، فقد حياته في شهر أيار 2020 نتيجة مرض السل و تركه دون معالجة بشكل متعمد.
شهادات مروعة للناجين من التعذيب في سجون الميليشيات الموالية لتركيا شمال سوريا
قدم معتقل مفرج عنه شهادات مروعة عن التعذيب وظروف الحياة القاسية في سجون الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في شمال سوريا، وما يلقاه المعتقلون فيها من معاناة دفعت بعدد منهم للانتحار كوسيلة خلاص من التعذيب.
الشاب (إ ، ح) مواطن من عفرين كان يعيش مع عائلته في تركيا ، اعتقل وبعد شهرين تم ترحيله قسراً إلى سوريا عبر معبر باب الهوى، مع 16 آخرين، وأجبر على التوقيع والبصم على ورقة الخروج دون عودة، على أساس رغبته الشخصية دون ضغط من السلطات التركية للالتفاف على حقوق الإنسان.
وفور دخوله الأراضي السورية تم اعتقاله من كراج عفرين من قبل ميليشيات ( السلطان مراد )، واقتيد إلى السجن، وكانت التهمة تعامل وتخابر مع الإدارة الذاتية لتنفيذ هجمات وتفجيرات داخل عفرين وظل معتقلا مدة عامين وشهر.
ويضيف ( ا، ح ) في شهادته “خلال 27 يومًا من اعتقالي تعرضت لأبشع أنواع التعذيب من قبل رئيس السجن المدعو “أبو الليث” وتولى التحقيق معي المدعو “أبو خالد” وتم حرماني من مياه الشرب والأكل”.
يضيف : تم نقلي الى سجن آخر تابع لميليشيا فرقة الحمزات بقيادة “أحمد زكور الملقب بأبو عبدو البوشي”…وهناك
وعلى مدار شهرين من الاعتقال تعرضت مجددا للتعذيب الجسدي والتعنيف المعنوي وما رافقه من شتم وسب حيث كان هنالك ضباط أتراك من الذين اجروا معي التحقيق وتعرض للضرب من قبلهم …”
وذكر الشاب (إ ح) إنّه خلال مدة اعتقاله لدى الحمزات ، استطاع التعرف على 42 شخصاً من أهالي عفرين المعتقلين معه بينهم نساء وأطفال، والتهم متنوعة وكيدية لطلب الفدية من ذويهم.
يضيف ” تم اقتيادي إلى سجن كنا نسميه ( أبو غريب التركي) في منطقة حوار كلس، وهناك كان التعذيب مختلفا ، تم شق جلدي بأداة حادة وسكب روح الخل والملح على جسدي.
وذكر الشاب إنّ التحقيق معه ومع باقي المعتقلين كان يتم خلال الساعات المتأخرة من الليل بعد أن تمارس بحق المعتقل أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي خلال اليوم منها (التشبيح على البلنكو، وضع إبر تحت الأظافر وقلعها، الصعق بالكهرباء والضرب بالجنازير الحديدية) وكل هذا مع الحرمان من الأكل والشرب طيلة فترة التحقيق، وقال “يتولى ضباط من الاستخبارات التركية (MIT) التحقيق معنا ….”
يضيف “تم نقلنا مرة أخرى لمكان مجهول تحت الأرض، بعد 6 أشهر عرفنا أنّنا في سجن بمدينة الباب بريف حلب تديره فرقة الحمزات ومدير السجن كان يدعى أبو العبد الكادري.
يضيف ” من ضمن طرق التعذيب في سجن الباب، تجويع المعتقلين مدة طويلة عبر حرمانهم من الطعام، وبعدها تحلق رؤوسهم وتدهن بالمربى ويتم اجبارنا على تناول طعام سيء ، ولحس رؤوس بعضنا البعض، ويقتصر الأكل في باقي الأيام على نصف رغيف من الخبز المعفن وحبة زيتون وهي وجبة يوم كامل…”
وتحدث عن وجود القوارض وإصابة المعتقلين بالقمل والجرب ووفاة بعضهم نتيجة ذلك والامراض الأخرى الكثيرة نتيجة قذارة السجن وعدم تنظيفه او السماح بالاستحمام.
وذكر (إ ح) عدد من الأشخاص الذين ماتوا في المعتقل، منهم المواطن من عفرين كاوا عمر من أهالي قرية دار كريه، وكان يعمل معلم مدرسة في السابق، ومنهم أيضاً محمد عمر وهو مواطن كفيف من نفس القرية ، وذكر إنّ من بين المعتقلين الذين كانوا معه في السجن آنذاك، الدكتور رياض ملا من أهالي قرية جوقة.
وأوضح (إ ح) أنّ السجانين كانوا يجبرون المواطن كاوا عمر خلال التعذيب على شرب المياه الملوثة بعد تعطيشه على مدار أيام وضربه، حتى أصيب بإسهال حاد رافقه نزيف في المعدة، وعند طلب مساعدة طبيب، لكن عوضا عن ذلك تم ضرب كاوا عمر بأنبوب معدني على بطنه ورأسه حتى فارق الحياة.
وأضاف (إ ح) “من شدة التعذيب ووسائل الموت البطيئة التي يستخدمونها، يضطر بعض المعتقلين إلى الانتحار، ومنهم المواطن العفريني أحمد بيباكا الذي انتحر بسبب عدم تحمله التعذيب، وهو زوج المواطنة (ن س) التي اعتقلت مع زوجها وأفرج عنها بعد عامين و7 أشهر من الاعتقال”.
ارتفاع عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا والسجون التركية إلى 148 معتقلاً
فقد المواطن ( مسعود يوسف ، البالغ 43 عاماً ) حياته نتيجة التعذيب حيث كان معتقلا في سجن بمنطقة إصلاحي بولاية هاتاي \ اسكندرون التركية القريبة من حدود عفرين مقابل قرية ميدان اكبس السورية.
مسعود اعتقل بتاريخ 1 أيلول 2018 بعد دخول الجيش التركي مدينة عفرين من قبل الميليشيات المسلحة ثم تم نقله إلى داخل الأراضي التركية.
وقال شفان ( أخ الضحية ) ، لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا إنّ السلطات التركية في عفرين أبلغتهم باستلام جثمانه اليوم 19 أيار 2021 ، وإنّهم أبلغوا كذلك بأنّ أحد أرجله تم قطعها في وقت سابق بدون تقديم أيّة تفسيرات.
شهادات مروعة للناجين من التعذيب في سجون الميليشيات الموالية لتركيا شمال سوريا