استقدمت القوات التركية جرافات وآليات ثقيلة لتدمير مقبرة في مدينة عفرين تقع قرب مبنى المجلس المحلي، وقامت باستخراج رفات أكثر من 71 جثة لمدنيين وعسكريين استشهدوا في فترة الهجوم على مدينة عفرين في شباط 2018.
وغالب الذين تم دفنهم في تلك المقبرة المؤقتة وقتها هم من ضحايا القصف التركي الذي استهدف حي المحمودية وسط مدينة عفرين يوم 16 آذار 2018.
وسبق أن قامت القوات التركية بتدمير وجرف عدد من المقابر في قرية متينا وقازقلي وافستا على طريق كفرشيل وحولتها إلى سوق لبيع الأغنام، إضافة لمقبرة سنارة الأثرية.
ويبدو أنّ الموتى في قبورهم أيضاً لا يسلمون من انتهاكات القوات التركية، حيث يواصل الجيش التركي ومسلحي الجماعات المسلحة نبش القبور، وتخريب المقابر والمزارات الدينية وأماكن العبادة والمراكز والرموز المقدسة بهدف طمس الذاكرة المحلية والهوية الاجتماعية، والتاريخ بعدما قاموا بتهجير سكانها، وخطف واعتقال وتهديد القلة القليلة من الذين قرروا البقاء في منازلهم.
بعد جرف قبورها… فصيل ( فرقة المعتصم) الموالي لتركيا يحول مقبرة الى مقرها العسكري في بلدة رأس العين شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية. pic.twitter.com/QMGjk07iWC
— مركز توثيق الانتهاكات (@vdcnsyria) August 20, 2020
فقبل مدة قام فصيل ( فرقة المعتصم ) وهو أحد الفصائل التي تشكل ذراع رئيسي للمخابرات التركية في سوريا بجرف “مقبرة شهداء” بلدة رأس العين \ سري كاني، وتحويلها لمقر عسكري تابع للفصيل، وذات الفصيل سبق وثقنا مئات الاتهامات لعناصره بخطف المواطنين، وتعذيبهم، والاستيلاء على منازلهم.
الفصائل الموالية لتركيا تنبش القبور بحثا عن مواطنين تمكنوا من الموت قبل اعتقالهم
تواصل الفصائل المسلحة الموالية لتركيا والتي تسيطر على مدينة عفرين ومدن الشمال السوري عمليات هدم ونبش المقابر، والمزارات والمراكز الدينية في مدينة عفرين، دون الاكتراث بمشاعر الأهالي الذين نزح غالبهم مع التوغل التركي في المدينة الواقعة بريف حلب شمال سوريا.
أحدث المعلومات التي وردتنا، والموثقة بالفيديو كشفت أنّ المسلحين الموالين لتركيا في الجيش الوطني \ الائتلاف السوري يواصلون هدم وتخريب المقابر في مدينة عفرين، حيث قاموا باقتحام مقبرة في بلدة جنديرس عفرين بتاريخ 5 أيار مايو 2020 ونبشوا ونهبوا وخربو عددا من قبورها وسط شعارات التكبير.
وعلق مواطنون من عفرين على الحادثة، التي باتت تتكرر في عدة مناطق، وتشمل حتى المزارات الدينية المقدسة وخاصة للإيزيديين بأنّ هذه الفصائل تحاول على ما يبدو القبض على جثث مواطنين لقوا حتفهم، خلال وقبل هجومهم على المدينة قبل تمكّنهم من اعتقالهم وهم أحياء، لا سيما وأنّ هناك الآلاف من سكان عفرين الأحياء وهم مغيبون في سجونهم.
وتوالت التعليقات على تداول أخبار اقتحام المقابر ونبشها وتخريبها، فكتب آخر “على ما يبدو أنّ فصائل تركيا تشعر بالامتعاض من تحوّل القبور إلى ملاذات آمنة لجثث كثير من المواطنين المطلوبين بتهمة أنّهم يشكلون خطراً على الأمن القومي التركي، ولم يذهبوا للقتال في ليبيا ضمن صفوف الجيش الوطني……”
وفي حوادث سابقة، نشرت وسائل الإعلام التركية الرسمية، ومنها وكالة الأناضول مع سيطرة تركيا على مدينة عفرين في آذار 2018 صوراً عن “عثور الجيش التركي على مقبرة” قالت إنّها للإرهابيين وذلك أثناء قيامه بعمليات بحث وتمشيط في المدينة على حد وصف الخبر. الصور التي نشرتها الوكالة مرفقة بالخبر دلت أنّ المقبرة كانت في مكان مكشوف ومعروف، ولا يحتاج الأمر لاكتشاف أو عثور على شيء وكأنّه “سري للغاية”.
وكشفت لاحقا مصادر محلية أنّ السلطات التركية قامت بتدمير كل القبور، في مقبرة (الشهيدة أفيستا خابور) ونبشها بجرافات، ولم تكتف بذلك بل قامت بتحويل موقع المقبرة إلى سوق للمواشي، بشكل متعمد وذلك للإساءة لقدسية المقابر لدى الأكراد والأهالي عموما، وخاصة مقابر “الشهداء”، فالمقبرة تضم رُفات أبناء أهالي عفرين الذين فضلوا البقاء في منازلهم دون القدرة على التنديد بمثل هذه الجريمة التي تضاف لسجل تركيا والجماعات السورية الموالية لها في انتهاكات حقوق الإنسان.
وتقع المقبرة في مفرق قرية (كفرشيل) التابعة لمركز مدينة عفرين، حيث كان يتم دفن “الشهداء” فيها بعدما تعذر دفنهم في مقبرتي (الشهيد سيدو ) في (جنديرس) ومقبرة (الشهيد رفيق) في ماتينى التابعة لناحية (شرا/شران)، وتم دفن المئات من الذين قتلوا من مدنيين ومقاتلين فيها نتيجة الهجوم والقصف التركي.
ومنذ سيطرة القوات المسلحة التركية على منطقة عفرين بريف حلب قامت بجرف الكثير من القبور، والمزارات الدينية، والمراكز الثقافية والمواقع الأثرية العائدة للأكراد والإيزيديين والمسيحيين على حد سواء، ضمن مسعى طمس معالم المدينة الأصلية، ومسح ذاكرتها الاجتماعية والتاريخية، والدينية. فلم تسلم المقابر من أعمال التخريب، حيث تم تدمير شاهدة قبر والدة شاعر كردي في قرية ممالا التابعة لناحية راجو لمجرد تدوين عبارات باللغة الكُردية عليها، علاوة على تدمير شواهد مرقد العلامة الكردي نوري ديرسمي وزوجته في مقبرة حنان، وكذلك مرقد الشهيد كمال حنان في قرية تلف / جنديرس وتدمير مقبرة قرية قوربه Qurbê التابعة لناحية جنديرس، إضافة لجرف مقابر مدنيين في قرية كفرصفرة، وقصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف” في قرية كاني كاوركي، إضافة لتدمير مقبرة في منطقة شيه\شيخ الحديد، وتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسمى بـ “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة”، حيث تم جرف 650 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية.
وفي ميدانكي التابعة أيضاّ لـ “شرا\شران”، تم تدمير شواهد القبور في مقبرة البلدة، وقامت الفصائل أيضاً بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة.
وتم تدمير شواهد القبور في قرية آدما/ادمانلي التابعة لناحية راجو…وغيرها.
في عفرين كانت الحوادث والاعتداءات المشابهة كثيرة وأكثر فظاعة، وكانت مرتبطة بدافع طائفية ودينية، حيث تم جرف أكثر من 7 مقابر للأقلية الدينية الايزيدية، وتم تخريب 14 من معابدهم، وتخريب ونبش القبور والمزارات الدينية (المقدسة) كما وتم جرف وتدمير وتفجير مقابر (الشهداء) ومقابر للسكان المحليين بحجة توسيع الطرقات، أو إقامة قواعد عسكرية. كما وتم تخريب وسرقة محتويات الكنائس في منطقة عفرين ومنها كنيسة مارمرون في قرية براد الأثرية.
في 20 آب 2018 كانت الجرافات تقوم بإزالة مقبرة “الشهيد آفستا” بالقرب من مدينة عفرين. المقبرة كانت تضم رفات مئات المقاتلين والمدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال المعارك. وكان مسلحوا الفصائل السورية التابعة لتركيا قد أزالوا مقبرة “الشهيد سيدو” في منطقة “جبل قازقلي” التابعة لناحية “جندريس”، بتاريخ 3 أيار/مايو الماضي.
وفي يوم 20 حزيران/يونيو 2018، أقدم مسلحوا الفصائل المذكورة على إزالة حوالي 500 قبر من مقبرة قرية “أنقلة” التابعة لناحية “شيا”، فيما عُثر على آثار تدمير المقابر وانتهاك حرمتها في قرية “حاج خليل” وناحية “راجو”.
كما تعرضت عدة قبور في قرية “باسوطة” للدمار نتيجة القصف الذي تعرضت له بتاريخ 23 شباط/فبراير الماضي، وفي وقت سابق، أقدم مسلحوا الفصائل السورية على انتهاك حرمة قبر الكاتب والسياسي الكوردي، كمال حنَّان، ودمروا جزءاً منه.
كما وقام المسلحون بتدمير قبر تاريخي يعود إلى عام 1636م، في المقبرة الفوقانية في قرية سنارة الحدودية التابعة لناحية شيه بعفرين.
وقامت بجرف مقابر قرية سنارة، وتدمير ما يزيد عن 500 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية، والواقعة ضمن مقبرة مزار على داد المعروف في المنطقة. إضافة لنبش قبر تاريخي في مزار قرية قره جرنه التابعة لناحية شرا والعبث بمحتوياته، كما قامت الميليشيات بتدمير مزارات دينية للكرُد الإيزيديين في قرية فقيره. ونبش القبور في مقبرة قرية شيخ خورزه بناحية بلبله، ونهب ونبش مزار شيخ زيد في حي الزيدية بمدينة عفرين بشكل كامل، بالإضافة لرمي كافة محتوياته إلى الخارج وقيامهم بسرقة القبر بشكل كامل وكأنّه أثاث للمنازل.
كما ودمّروا ضريح (نوري ديرسمي) وهو شخصية اعتبارية لها تقديرها وقيمتها الكبيرة لدى الكرد عامة، وهو مولود في آذار 1894 في قرية آخزونيك التابعة لولاية ديرسم، بتركيا أبوه إبراهيم، وأمه زليخة، ينتمي إلى عشيرة ملان، بدأ بممارسة السياسة وهو شاب، حيث قام بتأسيس اتحاد طلبة كُردستان مع بعض زملائه واستمر حتى المرحلة الثانوية، وتوفي الدكتور “نوري ديرسمي” في عام 1973، فيما وافت المنية زوجته “فريدة” فتوفيت في العام 1994 ودفنا في فناء مبنى المزار.
في قرية (قيباز) الأيزيدية شرق عفرين، قامت فصائل المعارضة بإزالة شواهد القبور، وجرفها إضافة لحرق شجرة في قرية (كفر جنة) تقع أمام مزار ديني يدعى مزار <<قره جورنه>> (مزار هوكر)، حيث صور مقطع فيديو لمسلحي الفصائل وهم يستهزئون بالشجرة وبالتقاليد الدينية المتبعة في ذاك المزار. كما قاموا بجرف مزار شيخ جنيد في قرية (فقيرا)، بعد نبش القبر وسرقته.
كما تم تدمير ونبش مزار (آف غيري) الديني قرب قرية قنطرة على طريق ناحية معبطلي بريف عفرين، إضافة لمزارات (بارسه خاتون و شيخ حميد بجوار قرية قسطل جندو، شيخ شرف الدين في قرية بافلون، حه جه ركي و ملك آدي و جيل خانه بجانب قرية قيبار، شيخ ركاب في قرية شادير، شيخ سيدي في قرية فقيرا، شيخ علي في قرية باصوفان، شيخ بركات فوق قمة جبل بركات، بير جعفر بجانب مزار عبد الحنان، أبو كعبة بجانب قرية أبو كعبة، منان في المرتفع المشرف على قرية كفرجنة) التي تعرضت للنبش والتخريب، التخريب طال شواهد قبور المتوفين أيضاً. وفي 3/10/2019، ظهر مقطع فيديو يُظهر حجم الدمار والتخريب الذي لحق بمزار الشيخ ركاب وسط المقبرة الواقعة في الجهة الجنوبية لقرية “شاه دير”- جنوب عفرين، والتي تضم رفات وفَيَات مسلمين وإيزديين من قرى مجاورة، حيث قام مسلحوا الفصائل بالحفر داخل المزارات بالـ “كمبريسات” بحثاً عن الكنوز.
وفي تاريخ 27 شباط/فبراير 2018، عمدت القوات العسكرية التركية إلى تجريف قسم كبير من “المقبرة الفوقانية” في قرية سنارة التابعة لناحية شيخ الحديد/شيه في ريف مدينة عفرين، والتي يمتد تاريخها إلى أكثر من 400 عام، وقامت بالإضافة إلى ذلك بتدمير مزارها الأثري المسمّى “علي داده” بالكامل، وذلك بعد سيطرتها على البلدة.
في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمال كذلك تم تكسير شواهد القبور، وهو أمر تكرر كذلك في مدينة راس العين بريف الحسكة.
وهذه قائمة بأهم المواقع الأثرية التي تم التنقيب فيها وجرفها وسرقتها:
1- معبد عين دارة . مدينة عفرين المصنفة على لائحة منظمة اليونيسكو
2- النبي هوري . شرا المصنفة على لائحة منظمة اليونيسكو
3- مزار شيخ حميد في قسطل جندو – شرا
4- مزار بافلون – شرا
5- مزار قرة جرن – شرا
6- مزار قرية سينكا – شرا
7- مزار الشيخ حنان قرب ماشوله .شرا
8- مزار سارة قيزة – خلنيرة – مدينة عفرين
9- مزار عبد الرحمن بالقرب من قرية كاني كاوركة طريق جندريسه
10- مزار قرية إيسكا – جندريسه
11- مدرج النبي هوري – شرا
12- مزار شيخموس في قرية كاوندا – راجو
في السابع عشر من فبراير \ شباط، تم قصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف” في قرية كاني كاوركي بالسلاح الثقيل.
في العشرين من يونيو \ حزيران، قامت القوات التركية بتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسماة بـ “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة” التابعة لناحية شيه، ما تسبب بتدمير ما يزيد عن 500 قبر من أصل 1000 من قبور أهالي القرية، والواقعة ضمن مقبرة “مزار علي داد” المعروف في المنطقة، كما أقدمت المليشيات على نبش قبر تاريخي في مزار قرية “قره جرنه” التابعة لناحية شرا\شران، والعبث بمحتوياته، وتدمير مزارات دينية للكرُد الإيزيديين ضمن المنطقة.
وفي الحادي عشر من أغسطس \ آب، دمرت القوات التركية والمليشيات الموالية تحت مسمى “الجيش الحر”، مقبرة الشهيدة “أفيستا خابور” التي تضم جثامين المئات من المقاتلين والمدنيين الكُرد، وجرت عملية التدمير بجرافة (تركس)، حيث كانت المقبرة تقع بالقرب من مدينة عفرين على طريق قرية “معراتيه\ماراتيه”، وسميت باسم المقاتلة الكُردية “أفيستا خابور”.
كما تم تدمير مزار “الشهيد سيدو” القريب من قرية “كفر صفرة” بريف ناحية جنديرس، والذي ضم هو الآخر جثامين المئات من شهداء وحدات حماية الشعب والمرأة، كما ظهرت صور تظهر دماراً في “مقربة الشهيد رفيق”، القريبة من قرية “ماتينى” بريف ناحية “شرا\شران”، حيث توجد في عفرين ثلاث مقابر للشهداء هي، (مقبرة الشهيد رفيق، مقبرة الشهيد سيدو، ومقبرة الشهيد افيستا خابور).
وفي الخامس والعشرين من أغسطس \ آب، أفرغ المسلحون الموالون لتركيا المقبرة التي تضم رفات الدكتور نوري ديرسمي وزوجته، إلى جانب رفات العديد من الشخصيات الوطنية والدينية في مقاطعة عفرين والذي يسمى “مزار حنان”، التي تعتبر من المزارات القديمة في منطقة “عفرين”، وأكثرها شهرةً بين الناس، متحولةً مع الزمن إلى مقبرة كبيرة وعامة لأهل المنطقة، وتضم مدافن لشخصيات بارزة خُلّدت أسماؤهم في تاريخ المنطقة الكُردية، وهي تقع على مفرق قرية “مشآليه\مشعلة” التابعة لناحية “شرا\شران”.
أهالي عفرين يتهمون تركيا بمنعهم من زيارة قبور موتاهم في #عيد_الفطرhttps://t.co/NpQknnftff pic.twitter.com/UzGc8dUwMX
— VdC-NsY Northern Syria (@vdcnsy) June 4, 2019
هل تذكرون المقبرة التي قالت تركيا إنّها “عثرت” عليها في عفرين…لقد حولوها إلى سوق للمواشي
الفصائل الموالية لتركيا تنبش القبور في عفرين بحثا عن مواطنين تمكنوا من الموت قبل اعتقالهم
جماعات المعارضة المسلحة الموالية لتركيا يواصلون نبش قبور ومراكز الايزيديين الدينية في عفرين
هل تذكرون المقبرة التي قالت تركيا إنّها “عثرت” عليها في عفرين…لقد حولوها إلى سوق للمواشي
بعد جرف قبورها… فصيل (فرقة المعتصم) الموالي لتركيا يحول مقبرة في بلدة رأس العين لقاعدة عسكرية
جماعات المعارضة المسلحة الموالية لتركيا يواصلون نبش قبور ومراكز الايزيديين الدينية في عفرين