نشرت وسائل الإعلام التركية الرسمية، ومنها وكالة الأناضول مع سيطرة تركيا على مدينة عفرين في آذار 2018 صورا عن “عثور الجيش التركي على مقبرة” قالت إنّها للإرهابيين وذلك أثناء قيامه بعمليات بحث وتمشيط في المدينة على حد وصف الخبر. الصور التي نشرتها الوكالة مرفقة بالخبر دلت أنّ المقبرة كانت في مكان مكشوف ومعروف، ولا يحتاج الأمر لاكتشاف أو عثور على شيء وكأنّه “سري للغاية”.
وكشفت لاحقا مصادر محلية أنّ السلطات التركية قامت بتدمير كل القبور، في مقبرة (الشهيدة أفيستا خابور) ونبشها بجرافات، ولم تكتف بذلك بل قامت بتحويل موقع المقبرة إلى سوق للمواشي، بشكل متعمد وذلك للإساءة لقدسية المقابر لدى الأكراد والأهالي عموما، وخاصة مقابر “الشهداء” ، فالمقبرة تضم أبناء أهالي عفرين الذين فضل المتبقين منهم في منازلهم الصمت دون القدرة على التنديد بمثل هذه الجريمة التي تضاف لسجل تركيا والجماعات السورية الموالية لها في انتهاكات حقوق الإنسان.
وتقع المقبرة في مفرق قرية (كفرشيل) التابعة لمركز مدينة عفرين، حيث كان يتم دفن “الشهداء” فيها بعدما تعذر دفنهم في مقبرتي (الشهيد سيدو ) في (جنديرس) ومقبرة (الشهيد رفيق) في ماتينى التابعة لناحية (شرا/شران)، وتم دفن المئات من الذين قتلوا من مدنيين ومقاتلين فيها نتيجة الهجوم والقصف التركي.
ومنذ سيطرة القوات المسلحة التركية على منطقة عفرين بريف حلب قامت بجرف الكثير من القبور، والمزارات الدينية، والمراكز الثقافية والمواقع الأثرية العائدة للأكراد والإيزيديين والمسيحيين على حد سواء، ضمن مسعى طمس معالم المدينة الأصلية، ومسح ذاكرتها الاجتماعية والتاريخية، والدينية. فلم تسلم المقابر من أعمال التخريب، حيث تم تدمير شاهدة قبر والدة شاعر كردي في قرية ممالا التابعة لناحية راجو لمجرد تدوين عبارات باللغة الكُردية عليها، علاوة على تدمير شواهد مرقد العلامة الكردي نوري ديرسمي وزوجته في مقبرة حنان، وكذلك مرقد الشهيد كمال حنان في قرية تلف / جنديرس وتدمير مقبرة قرية قوربه Qurbê التابعة لناحية جنديرس، إضافة لجرف مقابر مدنيين في قرية كفرصفرة، وقصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف” في قرية كاني كاوركي، إضافة لتدمير مقبرة في منطقة شيه\شيخ الحديد، وتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسمى بـ “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة”، حيث تم جرف 650 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية.
وفي ميدانكي التابعة أيضاّ لـ “شرا\شران”، تم تدمير شواهد القبور في مقبرة البلدة، وقامت أيضاّ بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة.
وتم تدمير شواهد القبور في قرية آدما\ادمانلي التابعة لناحية راجو…وغيرها.