تواصل الفصائل الموالية لتركيا في مدينتي تل أبيض و رأس العين مصادر آلاف الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير، وتقوم بحصادها ونقلهم إلى داخل الأراضي التركية، وخاصة بالنسبة للمزراعين الذين اضطروا للنزوح نتيجة الهجوم التركي واحتلال المدينتين.
ويشير السكان، والنازحون على حد سواء إلى تعرضهم للأبتزاز والتهديد من قبل تلك الجماعات حيث دخلت العشرات من الحصادات التركية إلى المدينتين، وقامت بفلاحة المحاصيل دون العودة لأصحابها، ثم فرضت تسويقها إليها حصرا وإجبار الفلاحين على ذلك.
ويلاحظ يوميا ومنذ انطلاق موسم حصاد القمح عبور شاحنات تركية محملة بالحبوب قادمة من منطقة الجزيرة السورية في سرقة علنية موصوفة للمحاصيل الزراعية السورية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية. حيث يتم نقل القمح والشعير من مدينة تل أبيض ومدينة رأس العين إلى الجانب التركي ومن ثم يقومون بإفراغ هذه الحمولة في المخازن التابعة لمكتب المحاصيل الزراعية التركي بمدينة شانلي أورفة.
المهندس رشاد إسماعيل، قد تعرضت أراضي عائلته في قرية مطكلته بريف تل أبيض للنهب والاستيلاء، حيث قامت حصادات قدمت من تركيا بحصاد موسم القمح ونقله عبر شاحنات إلى داخل الأراضي التركية، وهي حالة من مئات الحالات المشابهة، حيث تعرضت كذلك منازلهم وكل أملاكهم وعقاراتهم للنهب، وترفض الفصائل المسلحة عودة السكان لقراهم، حيث سبق وإن قامت بخطف واعتقال من عاد، ولم يفرج عنه إلا بعد دفع فدية.
للتوثيق
دخلت حصادات تركيه ترافقها كتيبه من ميليشيات وعصابات الجيش الحر وداعش قريتنا وحصدوا المحصول ،ونقلوه إلى تركيا .
هذه ثورتهمتم النشر بواسطة Rashad Al Ismail في الأربعاء، ١٧ يونيو ٢٠٢٠
وتعاني المدن السورية الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية وجماعات المعارضة السورية المسلحة من فوضى أمنية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، نتيجة الأوضاع التي تمر بها سوريا عامة وانهيار للعملة، إضافة لأسباب داخلية بسبب انهيار العمل الزراعي الذي كان يشكل مصدر الدخل الرئيسي لأكثر من 75 % من السكان، إضافة لإغلاق المعابر التي تربط هذه المناطق بسوريا عموما، كما ولعب احتكار حركة التجارة المرتبطة ببوابة تل أبيض الحدودية، أنشطة التهريب عبر الحدود مع تركيا بفصائل محددة ومنها “الجبهة الشامية” ضاعف من تأزم الأوضاع.
ولعل أحد أهم أسباب تراجع الوضع المعيشي وبشكل خاص في منطقتين وهما: تل أبيض ورأس العين اللتين كانتا تشهدان نموا وتنمية عامة في مختلف مناحي الحياة قبل “الغزو التركي” في فترة حكم الإدارة الذاتية هو تحكم واحتكار فصيل “الجبهة الشامية” بشكل خاص بمختلف الملفات الأمنية والاقتصادية وحتى العسكرية، وذلك لقربه من تركيا، حيث يعتبر هذا الفصيل أحد أكثر الفصائل التي تتلقى الدعم من جهاز المخابرات التركية، ويتدرب عناصره من قبل فرق الكومندس التابعة لجهاز الاستخبارات وهم من الذين يرافقون القوافل التركية ويحمون قواعدها العسكرية ومقراتها الأمنية والحواجز التي ينتشر فيها الجيش التركي.
تقدر مجموع المساحات المروية في ريف تل أبيض بأكثر من 25 ألف هكتار. تجاوز إنتاج الهكتار الواحد من القمح أو الشعير 5 أطنان هذا العام، ونسبة المساحة المزروعة بالقمح تصل إلى 30 % من مجموع الأراضي التي زرعت بالحبوب، فيما استولت فصائل الجيش الوطني على قرابة 10 آلاف هكتار من أصل 25 ألف، بحجة ارتباط “أصحابها الفلاحين” بالإدارة الذاتية، حيث رفضت السماح لهم بالعودة، ورفضت توكيل أصحابها بحصاد موسمهم من قبل مقربين منهم، من سكان تلك المناطق، رغم أنّ بعض الفلاحين عرض نسبة 50 % من الإنتاج عليهم. ذات الأمر في مدينة رأس العين حيث تقدر مجموع المساحات المروية ب 24 ألف هكتار.
“الفلاح” تحول إلى “مرابع” بأرضه في المناطق الخاضعة لتركيا شمال سوريا
كشف مصدر في المجلس المحلي في مدينة تل أبيض – وهو جهاز أداري شكلته تركيا من شخصيات مقربة وموالية لها بعد السيطرة على المدينة في أكتوبر 2019 – أنّ رئيس المجلس “وائل حمدو” متورط في عمليات فساد كبيرة، عبر عرقلته المجلس من تحديد سعر القمح والشعير هذا العام، رغم أنّ هنالك تعليمات تركية بالتعجل في تحديد “السعر” وشراءه من المزارعين.
المصدر أشار كذلك أنّ “حمدو” اتفق مع قيادة فصيل “الجبهة الشامية” باحتكار شراء المحصول من الفلاحين بسعر محدد سلفا وذلك عبر مؤسسة تابعة للجبهة اسمها “سنابل”، حيث يحظر على المزارعين البيع لغير هذه المؤسسة تحت طائلة الاعتقال بتهمة الخيانة، “سنابل” حدد السعر بـ “75 ليرة سورية للكيلو الغرام الواحد من الشعير”، مع فرض إتاوات تبلغ قيمتها “40 دولار” على كل 1 طن، إضافة إلى “80 دولار على الطن” تحسب على الفلاح، تفرض من الجانب التركي. فيما ينال صاحب الحصادة نسبة 25 % من المحصول وهم غالبا مرتبطين بقادة فصائل الجيش الوطني…وتقوم “سنابل” بنقل المحصول الذي فرض على الفلاحين بيعهم إلى تركيا حيث يسلم الشعير للحكومة التركية عبر تجار أتراك بـ 2.5 ليرة للكيلو اي ب (575 ليرة سورية “الليرة التركية = 230). وبحساب الغرامات، والضرائب ومصاريف الزراعة والجهد المبذول والأجور، فإنّ سعر برميل المازوت يبلغ 75 ألف ليرة سوريا، سعر الكيس الفارغ 225 ليرة سورية، تكاليف السماد والسقاية والنقل وأجور الحمل والتفريغ ومجموع التكلفة والأرباح فإنّ الفلاح السوري بالكاد يحصل على ربع المحصول المنتج من أرضه طيلة عام كامل من العمل، فيما تذهب كل الارباح بدون أي تعب لصالح قادة الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، وللحكومة التركية التي تحصل على أفضل أنواع الحبوب بسعر زهيد، وتكسب أجور النقل والتحميل والتفريغ والحصاد كون غالب الحصادات تدخل من الأراضي التركية إلى سوريا ويحظر الفلاحة بالحصادات السورية.
يقول مزارع من تل أبيض…لا نجني شيئا إلا التعب، ومرارة العمل والانتظار ….تكلفة السقاية المرتفعة، تكاليف السماد والبذار والأدوية الزراعية، وأعمال آلات الزراعية من حراثة وحصاد. «الموسم خسران»؛ يضيف «الناس البقيت رح تهج، وتترك كاعها ورزقها لتركيا والمسلحين تبعا».
إلى جانب ذلك ومع احتراق مئات الهكتارات حتى الآن للحرائق، وفشل المجلس المحلي في تل أبيض في تنفيذ تهداته باستقدام 8 سيارات إسعاف، ضمن خطة طوارئ لمواجهة هذه الحرائق فإن ممارسات السطو والنهب من قبل فصائل الجيش الوطني عموما لا تتوقف، “فصيل الحمزات”أبلغ مخاتير وأعيان كل القرى بضرورة أن يبادر المزارعون لتسليم 7 أكياس من القمح أو الشعير لأقرب مقر للفصيل في مختلف القرى الواقعة جنوب بلدة رأس العين \ سري كاني، محذرا ومتوعدا الفلاحين بخصم 15% من المحصول في حال لم يتقيدوا بالبلاغ.
حجم الخسائر الاقتصادية نتيجة الهجوم التركي على مدينتي تل أبيض و راس العين شمال شرق سوريا
أعددنا في مركز توثيق الانتهاكات تقريرا نشر بوقت سابق تضمن الخسائر الاقتصادية نتيجة الغزو التركي لمنطقتي رأس العين وتل أبيض من 9 تشرين الأول 2019 إلى 5 تشرين الثاني 2019 وفق البيانات التالية:
الأضرار الزراعية للغزو التركي على المنطقة:
مساحة الأراضي الزراعية الموجودة في المنطقتين كري سبي وسري كانيه: في كري سبي تقدر بـ (4,750,000) دونم وفي سري كانيه (1,440,000) دونم.
الصوامع:
الصوامع الموجودة في المناطق التي تعرضت للغزو، والكميات الموجودة فيها والتي تعرضت جميعها للسرقة :
1ـ صومعة دهليز في كري سبي كانت تحوي على 700 طن (سبعمائة طن ) من مادة القمح و 21,000 طن ( واحد وعشرون ألف طن ) من الشعير .
2ـ صومعة الصخيرات في كري سبي والتي كانت تحوي أيضاً على مطحنة كان يوجد فيها 11,700 طــن (إحدى عشر ألفاً وسبعمائة طن ) من القمح .
3ـ كمية البذار المُعقّمة في كري سبي 800 طن (ثمانمائة طن) من البذار.
4ـ صومعة عالية كان يوجد فيها 15,000 طن (خمسة عشر ألف طن) من القمح.
5ـ صوامع السفح كانت تحتوي على 9,000 طن (تسعة آلاف طن) من القمح.
6ـ صوامع مبروكة كان يوجد فيها 1,500 طن (ألف وخمسمائة طن) من القمح المغربل و المحضر للبذار.
7ـ مجموع محصول الشعير الموجود في صوامع السفح و مبروكة هو 12,000 طن (اثنا عشر ألف طن) من الشعير.
المجموع الكامل للقمح في صوامع منطقتي سري كانيه و كري سبي (42,700 طن ) و (2,300 ) طن من البذار.
المجموع الكامل للشعير الموجود في سري كانيه وكري سبي (33,000) طن.
القطن المسروق في سري كانيه من صوامع السفح (2,600) طن.
الأسمدة:
الأسمدة الموجودة في منطقتي كري سبي وسري كانيه والتي تعرضت جميعها للسرقة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته كانت 3200 طن.
الثروة الحيوانية:
المجموع الكلي للثروة الحيوانية التي تعرضت للسرقة في منطقتي كري سبي وسري كانيه 278,370 ألف رأس من الماشية.
المحلات التجارية والصناعية التي تعرضت للسرقة في منطقتي كري سبي وسري كانيه، في كري سبي يُقدّر عدد المحلات من 700 إلى 1000 محل وهي مقسمة كالآتي 300 قيد صناعي و 57 قيد تجاري والباقي تعتبر عامة. وفي سري كانيه يقدر عدد المحلات 1200 محل، وهي مقسمة كالآتي 500 قيد تجاري، و 500 قيد صناعي، والباقي تعتبر عامة.
الأفران:
عدد الأفران في سريه كانيه، 12 فرن، وبالنسبة لعدد الأفران الموجودة في كري سبي 17 فرن، ما بين الأفران الخاصة والعامة، وهذه الأفران كانت تقوم بخبز ما يُقدّر بـ400 طن من الطحين أسبوعياً. جميعها سُرقت من قبل الاحتلال التركي. بالإضافة لنهب وسرقة 131معمل.