أعادت قضية تدمير أحد مزارات الطائفة العلوية في مدينة عفرين فتح ملف الانتهاكات التي لم تعد محصورة بالمدنيين لوحدهم، حيث تم تدمير عشرات المراكز الدينية والمزارات ونبشها، وجرف القبور.
وضمن سلسلة الانتهاكات والإبادة الثقافية بحق شعب عفرين من قبل الجيش التركي كحاكم فعلي في المدينة، فقد باشر في الاعتداء على تدمير المزارات كمزار الشهيدة أفستا في مدينة عفرين ومزار الشهيد سيدو في منطقة جندريسه ومزار الشهيد رفيق في ناحية شرا، ونبش ونهب الأماكن الأثرية كقلعة النبي هوري وموقع براد الأثري في ناحية شيراوا، وآخرها كان نهب وتدمير مزار علوي (آف كيري) في ناحية موباتا.
لاقى تدمير المزار العلوي في ناحية موباتا سخط الناس، وحيث اشدت عوائل علوية من عفرين لاجئة في محافظة الحسكة الجهات المعنية والمنظمات العالمية لوضع حد لهذه الانتهاكات. رنده مصطفى من أهالي ناحية موباتا أوضحت أن هدف هذه الممارسات هو طمس الهوية التعددية للمنطقة عبر استخدامه كافة الأساليب الوحشية والقمعية كتدمير وتحطيم الطبيعة والأماكن المقدسة والأثرية.
وبيّنت رنده مصطفى أن الجيش التركي يحاول تدمير نسيج عفرين وديموغرافية المقاطعة، عبر أساليب التهجير القسري والتوطين والقتل والخطف والنهب والسرقة.
وحول تدمير ونهب مزار للعلويين (آف كيري) في ناحية موباتا، والذي كان يقصده الآلاف من العلويين من سوريا ودول مجاورة. أوضحت رنده مصطفى “هذا ليس المزار الوحيد الذي يدمرنه”.
رنده مصطفى، نوهت بأن الهدف من تدمير المزارات ودور العبادة والأماكن الأثرية هو القضاء على مقدسات كافة الأقليات والطوائف الدينية في عفرين وليس البحث عن الذهب والآثار فقط، وقالت ” هذا دليل على مدى كراهيتهم للحضارات الأخرى وعدم احترام الديانات والثقافات”.
وناشدت رنده مصطفى جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بتسليط الضوء على الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق أهالي عفرين ومقدساتهم. وقالت “يجب إحالة تركيا إلى المحاكم الدولية والضغط على الرأي العام من أجل إنهاء الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين”.
روهان مصطفى أيضاً من ناحية موباتا علوية الأصل، أوضحت أن انتهاكات جيش الاحتلال التركي تتزايد يوماً بعد يوم بحق شعب عفرين ومقدساته، نتيجة صمت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية، وبيّنت أن صمتهم يخدم هذا الممارسات الهادفة لإمحاء هوية ووجود شعب عفرين والقضاء على حضارته.
وحول هدم مزار العلويين في عفرين، أوضحت روهان مصطفى أن هدف الااتراك من استهداف مزار العلويين هو القضاء كلياً على أي كيان أو وجود علوي في عفرين” وقالت “تركيا تدعي أنها سنية وجميع مرتزقتها في عفرين هم من سنة، والاعتداء على مزار العلويين هو لخلق نزعات طائفية بين السنة والعلويين هذا من جهة، ومن جهة أخرى تهدف تركيا للقضاء على أخوة الشعوب والتسامح بين الطوائف والمكونات والتعايش المشترك الذي تحقق في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية”.