تواصل هيئة تحرير الشام اختطاف مايزيد عن 210 سوريا من الذين كانوا يعارضون سيطرة هيئة تحرير الشام على إدلب وشارك عدد منهم في تظاهرات ضد الهيئة وزعيمه أبو محمد الجولاني.
وعلى الرغم من تبيض غالبية السجون مع سقوط نظام بشار الأسد إلا مختطفي إدلب مازال مصيرهم مجهولا وترفض الهيئة كشف مصيرهم.
ويشير مصادرنا ان هؤلاء مختطفون في واحد من اسوء سجون الهيئة المعروف باسم سجن المغارة او سجن عقاب.
يتألف سجن العُقاب المعروف بكونه أخطر السجون الأمنية في سوريا -أسوء من صيدنايا-، من سلسلة كبيرة من المقرات، تمتد على طول جبل الزاوية جنوبي المحافظة، وهو عبارة عن 11 مدجنة واقعة على الطرق الجبلية الواصلة بين قرى “البارة، كفرنبل” و”احسم، دير سنبل”، والتي هجرها أصحابها قبل سنوات، جراء العمليات العسكرية والقصف المكثف على قراهم، إلى جانب 3 مغاور تمّ تجهيزها خلال فترة قصيرة جداً لتصبح فروع أمنية، فضلاً عن مغارة “كنصفرة” التي تعتبر السجن الرئيسي الأخطر والأكثر تشديداً بالنسبة للمعتقلين.
تتولى هيئة تحرير الشام إدارة سجن العُقاب، وهي جماعة متشددة مقاتلة في سوريا، مدرجة على قوائهم الإرهاب الأوربية والأمريكية وغيرها من البلاد العربية. كانت تعرف باسم جبهة النصرة، وفي أواخر يوليو/ تموز 2016، غيّرت اسمها لـ “جبهة فتح الشام”، وذلك تزامناً مع إعلانها فك الارتباط بتنظيم القاعدة وكسر الولاء لزعيمه أيمن الظواهري. وفي نهاية فبراير/ كانون الثاني 2017 أصبح اسمها “هيئة تحرير الشام”، وهو الاسم المتبع حتى الآن. وهي اليوم تسيطر على سوريا.
السجن تأسس عام 2014، في مغارة جبلية واقعة بين مدينة كفرنبل وبلدة كنصفرة في جبل الزاوية، تزيد مساحتها عن ثلاثة آلاف وخمسمائة متر مربع، تم تحصينها بسور مرتفع يحيط بها، حيث تم تقسيمها لغرف وزنازين مجهزة بأبواب حديدية متينة.
السجن كان يتبع في بداية تأسيسه لقطاع محافظة حماة فقط، إلا أنه أُقيم في جبل الزاوية بسبب كثرة المغاور الطبيعية فيها.
أواخر عام 2016 عملت جبهة النصرة على توسعة سجن العُقاب، وتسليم سلطته للمكتب الأمني المركزي بقيادة “أبو أحمد حدود”،المسؤول الأمني العام، من مواليد محافظة ريف دمشق، والتحق بصفوف الحركات الجهادية في العراق بعد الغزو الأمريكي، تسلَّم قيادة قطاع الحدود العراقية عام 2019 ضمن صفوف تنظيم داعش، ومن هنا جاءت تسميته “حدود”، وانضم لجبهة النصرة عام 2012 وأصبح أحد مرافقي الجولاني وصندوق الأسرار
وعلى غرار أقبية الحكومة السورية التي تحتوي معتقلات لسجن المعارضين والمعارضات للحكومة السورية، تعتمد إدارة سجن العقاب استراتيجية مشابهة في تسمية الزنازين وطرائق التنفس فيها، فلا منافذ للهواء في تلك المعتقلات، ولا تُغني بشيء النوافذ الصغيرة على أبواب الزنازين التي تحمل أرقاماً متسلسلة بالعشرات من المعتقلين الراقدين فيها، فكان لا بد لها من وضع شفاطات هواء للحفاظ على حياتهم.
أسبوع واحد في مغاور العقاب، كفيل بإصابة أي سجين بالأمراض التنفسية والجلدية بسبب صعوبة التنفس، وتقسيم السجن الداخلي، والرطوبة العالية في جدرانه، والتي غالباً ما تصل لدرجة “المزمنة” نتيجة الإهمال الطبي، وغياب الرعاية الصحية أو طرق الوقاية منها.