أقدمت ميليشيات تابعة لـ”فيلق الرحمن”، بقيادة عبد الناصر شمير، وبمساندة عناصر من ميليشيا “المعتصم بالله”، على هدم عدد من المنازل في قرية عرشقيبار بريف عفرين، مستخدمين الآليات الثقيلة “الباكر”. تأتي هذه الهجمات كنوع من الانتقام من أصحاب المنازل والاستيلاء على أراضيهم.
من بين المنازل التي تم هدمها، منزل المواطن “عمر مامو شمو” (66 عاماً)، الذي قتل بطلقة نارية في صدره بتاريخ 10 مايو 2018 على يد عناصر ميليشيا “المعتصم بالله”. كان عمر قد رفض النطق بالشهادة الإسلامية عندما داهمت الميليشيات القرية بعد اجتياحها واحتلالها. كما شمل الهدم منزلاً آخر يعود ملكيته للمواطن المهجر قسراً “صبري حمو ناصر”، الذي يعيش حالياً في أستراليا.
تستمر هذه الانتهاكات في إطار السيطرة على الأراضي والممتلكات الخاصة في المنطقة، وسط غياب أي محاسبة أو رادع لهذه الممارسات، خيث تواصل هذه الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من عمليات اقتحام المنازل وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها (الجيش الوطني ، هيئة تحرير الشام) تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية، واختطاف المواطنين بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وشهدت منطقة عفرين ومناطق أخرى منذ بداية تشرين الأول 2024 خطف ( 12 مواطنا)، فيما ارتفع عدد الذين تم اختطافهم منذ بداية العام الحالي 2024 لأكثر من ( 461 ) حالة خطف، فيما بلغ عدد المختطفين خلال عام 2023 أكثر من ( 461 ) وخلال عام 2022 أكثر من ( 720 ) حالة اعتقال وهم الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة/ الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.
ويؤكد فريق مركز التوثيق أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المعتقلين، وأنّ جميع الاعتقالات التي تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكل تعسفي. وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.
منذ التوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 10430 شخصاً / القتلى 2119 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 9471 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 8130 منهم، فيما لا يزال مصير البقية مجهولا. ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 184 شخصاً.
ارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 568 سورياً، بينهم (107 طفلاً دون سن 18 عاماً، و 69 امرأة)، وذلك 1 تشرين الأول 2024 وأصيب برصاص الجندرما 3111 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي. منذ بداية العام الجاري (2024) قتلت الجندرما التركية 15 مهاجرا، ووثقت وإصابة 37 آخرين.
وخلال عام 2023 قتلت الجندرما 41 شخصاً فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 133 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل وإلقائهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.