100 مصاب بالليشمانيا في مخيم دير بلوط في عفرين

تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات التركية في الشمال السوري ارتفاعاً ملحوظاً في إصابات داء الليشمانيا، خصوصاً في المخيمات العشوائية، مع وجود الظروف الملائمة لتفشي وانتشار هذا النوع من الطفيليات.

وسجلت تقارير منظمة الصحة العالمية، في الربع الأول من العام الجاري، أكثر من 58 ألف حالة من داء الليشمانيا الجلدي في جميع أنحاء البلاد، ثلثها تقريبًا في شمال سورية، نتيجة الظروف السيئة التي يعيشها السكان والنازحون في مناطق إدلب وريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي في منطقة عفرين.

كما سُجلت 100 حالة إصابة في مخيم دير بلوط بمنطقة عفرين، الذي يقطنه مهجّرون من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم والحجر الأسود، جنوب دمشق ومناطق القلمون الشرقي.

ويوضح عمر ضميري، “إنّ الظروف الصحية مواتية لانتشار داء الليشمانيا المعروف. وفي المقابل، لا يوجد طبيب مختص في النقطة الطبية داخل المخيم للتعامل مع هذا الداء، فمن يقوم بالعلاج ممرضون متطوعون من قاطني المخيم، بإمكانات بسيطة جدا”.

وتعد ذبابة الرمل، المسؤولة المباشرة عن نقل هذا المرض للإنسان، حيث تنقله عبر امتصاص دم الحيوانات المصابة والحاملة للمرض، فيتكاثر في أمعائها، ثم ينتقل للإنسان بواسطة لعابها.

ويقول محمد زهري (35 عاماً)، “هناك فأران منتشرة بكثرة هنا في منطقة دير بلوط حيث يقع المخيم، ويطلق عليه اسم فأر الرمل، ويعتقد أنّه فأر حامل لداء الليشمانيا، لكن نحن لا نعلم ما مدى صحة هذه المعلومات التي وصلتنا من أهالي المنطقة، الذين أوضحوا لنا أنّها في الأصل كانت مناطق مهملة من قبل النظام، ومصابي اللشمانيا فيها كانوا يلجؤون إلى العلاج في مشافي مدينة حلب، لأنّ اللقاح لم يكن متوفرا في منطقة عفرين”.

ويضيف زهري: “الأوضاع هنا في مخيم دير بلوط ملائمة جدا لانتشار الذبابة. كما أنّ عملية التخلص منها عبر المبيدات الحشرية لا تتم هنا في المخيم، ونحن في المخيم لا نعرف ما هي وسائل الحماية منها، لأنّنا في مناطق من النادر أن نصادف إصابة بهذا النوع من الطفيليات”.

ويؤكد مصدر طبي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، “إنّ حشرة ذبابة الرمل التي لا يتجاوز حجمها نصف حجم البعوضة هي الناقل الرئيسي للمرض، وتنشط في هذه الفترة من العام في مناطق ريف حلب، وتنتشر بكثرة في مناطق عفرين والريف الشمالي، والإصابة بها تؤدي إلى ندبات قد تكون دائمة في حال لم تعالج باللقاحات المناسبة، ومنها ما يصيب الجلد، وآخر أخطر يصيب الأمعاء والأعضاء الداخلية، منها الكبد والكلى، ونوع نادر يعرف بالليشمانيا المخاطية، والإصابة بها لمرة واحدة تعطي مناعة دائمة ضدها”.

ويوضح المصدر أن العلاج في منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات يتم في مستوصفات تؤمّن اللقاح، لأنّ الحقن تعطى وفق جداول زمنية معينة، وتكلفتها عالية لا يمكن لغالبية الناس تأمينها وهي توزع مجانا. ويتابع: “تظهر الأعراض على شكل بثور حمراء منتفخة في المكان الذي تعرّض به المصاب للدغة الذبابة، وتنتفخ وتتقيّح بعد أيام، ويبدأ الجلد عندها بالتهتك في حال لم يعالج على وجه السرعة”.

وتوجد أكثر من تسعين في المائة من حالات داء الليشمانيا الجلدي في العالم في أفغانستان، والجزائر، والبرازيل، وإيران، والعراق، وبيرو، والمملكة العربيّة السّعوديّة، وسورية. ويصاب نحو مليون ونصف المليون من البشر في العالم بداء الليشمانيا كل عام، وتعرف بأسماء عديدة منها حبة حلب، وبثرة النيل، وقرحة بغداد، وحبة الشرق، وقرحة لاهور.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك