حمل البيت الإيزيدي في سوريا، عبر بيان، تركيا مسؤولية ما تتعرض له الأقلية الدينية في عفرين وأنّ الجرائم المرتكبة بحقهم تستهدف وجودهم وتاريخهم وديمغرافية مناطقهم بغاية تذويب من تبقى منهم.
ونظم البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، تجمعاً، بعد انتشار فيديو يظهر مدنيين من الإيزيديين في عفرين لرجل ملتحي يتوسط شخصين زعم أنّهما دخلا الإسلام.
وشارك في التجمع الذي نظم أمام البيت الإيزيدي لإقليم الجزيرة في ناحية عامودا، العشرات من المكون الإيزيدي وأعضاء البيت الإيزيدي، وقرأت الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي لإقليم الجزيرة، ليلى مهمو بياناً بهذا الصدد، جاء فيه:
“في خطوة ليست بالغريبة عن ثقافة المجموعات الإرهابية التابعة للمحتل التركي الآثم، يتم تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تلقين أحد شيوخ الفتنة شهادة الإسلام لشخصين إيزيديين في عفرين المحتلة، وقد ادّعى الشيخ المزعوم بأنّهما اهتديا إلى نعمة الدين الحنيف!!
هكذا يتم توزيع هذا الفيديو وكأنّهم حققوا انتصاراً متملقين به مشاعر البسطاء والسذج، متناسين ما يفعلونه من قتل وتنكيل وتعديات حتى على المسلمين ذاتهم، هل سننسى ما فعلوه في جنديرس حين أقدموا على قتل عائلة كاملة بدم بارد وكان ذنبهم أنّهم أرادوا إيقاد شعلة نوروز”.
وتابع البيان “أليسوا هم الذين حرقوا البيوت وقطعوا الزيتون وخطفوا الأطفال ودمروا المزارات ونبشوا قبور الإيزيديين في عفرين وسري كانيه، إنهم عملاء المحتل وشهوده الزور وعرابو الموت المجاني لكل من رفض الاحتلال وأتباعه الآثمين أصحاب الأيادي الملطخة بدماء الكرد والعرب والسريان، وهم جلاوزة التاريخ الذين يعيثون في الأرض فساداً”.
وأضاف “لابد أن يعلم القاصي والداني بأنّ الفيديو المومأ إليه هو نتاج تعذيب طويل وإرهاب وتهديد بقتل مؤكد لم يجد الشخصان المذكوران بُداً من الإذعان له حسماً لمزيد من القتل لذويهم وأبناء جلدتهم، فالمعلومات التي لدينا تؤكد ما جرى، وكذلك المنطق يؤكد بأنّ كهلاً أمضى عمره الطويل على عقيدته لا ولن يغيّرها بمثل هذا السيناريو السمِج”.
وبيّن البيان بأنّ المكون الإيزيدي أمام أسلوب جديد “تنتهجه المجاميع الإرهابية ضدنا وتستهدف وجودنا وتاريخنا وديمغرافية مناطقنا وتذويب من يتبقى في بوتقة ثقافة يقودها المحتل التركي، ما يتوجب على المنظمات الحقوقية والإنسانية وكل من له شأن بهذا الأمر التدخل العاجل لمنع هذه الممارسات التي من شأنها الإجهاز على ما تبقى للإيزيديين من أثر”.
كما أكد بأنّ الأفعال “الشنيعة لهؤلاء المجرمين مستمرة وما جريمة تسليم الكريلا هارون إلى سلطات الأمن التركية إلا حلقة من ضمن سلسلة أفعالهم التي يندى لها جبين الإنسان”، مضيفاً “ليعلموا بأنّ ما فعلوه بالشخصين الإيزيديين وكذلك فعلتهم بتسليم الكريلا هارون ستكون لهم النهاية والموت الزؤام”.
ودعا البيت الإيزيدي لإقليم الجزيرة في بيانه، الشعب لتأمل هذه الأفعال “الشنيعة لتلك القوى العميلة وتفهم معانيها حيث أنّها بدأت تتصرف بهستيريا وقد أصبحوا عراةً أمام الجميع، وأن ندرك مدى الفرق بين أفعالهم الجبانة وبين الحقائق التي تمثلها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من صون لكرامة الإنسان ودفاع عن قيمه وبثٍ لروح التآخي ونبذ أسباب الفرقة وظلم البشر وامتهان المشاعر”.
وشجب البيان ” المجرمين وشيوخ الفتنة والتضليل وذيول المحتل التركي والخونة الواشين، من أشكال الذين بلّغوا بلا خجل أو حياء عن هارون”.
وحيّا البيت الإيزيدي لإقليم الجزيرة في ختام بيانه كل من “يحمي مكتسبات الإدارة الذاتية التي تمثل الأمل لكل المكونات في غد مشرق يعيش فيه الجميع بعيداً عن الأحقاد والضغائن والتدليس”.