قائد في الجيش الوطني الموالي لتركيا يتوعد بسحق مواطن

سربت مكالمة مسجلة تتضمن مشادّة كلامية بين قائد ميليشيا في “الجيش الوطني” يُدعى “محمود شوبك” (أبو دجانة) وبين الشاب “محمد جمال شوبك” وخلال المكالمة توعّد أبو دجانة فيها باختطاف الشاب ومحاسبته لأنّه انتقد مسؤولي مجلس محلي في المنطقة، وكذلك لأنّه “تجرأ” على قيادي.

وفي التسجيل المسرّب، قام قائد الميليشيا (أبو دجانة) بتهديد الشاب محمد وتوجيه شتائم لاذعة تمسّ العرض وتطال أهالي قريته، كما توعّد باختطافه وإخفائه “وراء الشمس”.

وقال بو دجانة مخاطباً محمد خلال المشادة الكلامية الواردة في التسجيل المسرّب بتاريخ 25 من الشهر الماضي: “هاي شغلة مو شغلتك كل ما نطّلي واحد من الضيعة بدي اجي!(..) الضيعة بعدين هه”، فردّ عليه الشاب “أنا من أهل الضيعة وإلي الحق بالكلام”، وهنا علا صوت الشبيح فرد عليه: “ما بصير تفتح تمّك بحرف بشقّو مية شقفة، عم تفهم ولا لا، هيك ما بصير.. بتروح تسأل أخوك عبدو، بتسأل شخص ما بتروح تحكي مع المجلس وتقول في بينّا قضاء ومدري شو”.

كما توعّد أبو دجانة باختطاف الشاب وإخفائه قائلاً: “أقسم بالله يا محمد ببعت الشباب يشيلوك (يخطفوك).. الشمس ما بتشوفها، خليني عم احترمك واحكي معك بأدب، شغلة مالك حق فيها وعم تبرك تتنطوط عالقضاء وما بعرف شو”.

وهنا يجيب محمد بهدوء إنّ له الحق في النقد والتعبير عن رأيه، فيثير غضب أبو دجانة الذي سأله: “إش الك حق ولاك”، فيرد محمد قائلاً: “إلي حق وأنا من الضيعة وسعري بسعر غيري”، فيهدد القيادي قائلاً: “تمام تمام.. هلأ بفرجيك رأيك.. اليوم أو بكرا بفرجيك رأيك، إذا بسمعك عم تحكي مع واحد كلمة بدي أشرطك مية شقفة عم تسمع ولا لا”.

وبالفعل، نفّذ أبو دجانة تهديده عبر كمين أعدّه عناصره للشاب محمد وجرى اختطافه من مكان عمله في مدينة إعزاز إلى مقر الميليشيا في بلدة قطمة في منطقة عفرين بتاريخ 25 الشهر الماضي، ليتعرض للتعذيب الوحشي والإهانة الجسدية والنفسية، إلى جانب إجباره على إطلاق تصريحات صوتية على تطبيق “واتساب” تؤكد أنّه بخير، كما استدعوا أخاه الأكبر لالتقاط صورة معه بهدف إسكات الغضب الشعبي الذي اكتشف جريمتهم.

وأصدر أهالي وثوار قرية (الشيخ هلال) بياناً استنكروا فيه ما قامت به ميليشيا المدعو “محمود شوبك” الملقب (أبو دجانة) تجاه الشاب “محمد” من اختطاف وتعذيب بشكل وحشي في مقراتها، وأشار البيان إلى أنّ عناصر الميليشيا أجبروا الشاب محمد على إرسال رسالة صوتية على مجموعة على تطبيق “واتساب” يؤكد من خلالها أنّه بخير، ثم استدعوا أخاه الكبير لأخذ صورة معه على أنّه بخير بعد اكتشاف عملية الاختطاف”.

كما أكد الأهالي إنّ أسباب اختطاف الشاب محمد تعود لتعليق كتبَه على منشور صفحة “مجلس بلدة كفرنايا المحلي”، مؤكدين أنّ الشاب من أوائل “الثوار المشهود لهم في ريف حلب الشمالي”.

وبعد ذلك، خرج الشاب في تسجيل صوتي، أكد فيه حادثة الاختطاف والتعرض للتعذيب على يد عناصر ميليشيا أبو دجانة، وقال إنّه لجأ لـ “الفيلق الثالث” للاقتصاص من عملية التشبيح التي تعرض لها لكنهم لم يستجيبوا، لافتاً إلى أنّه ينوي الوصول إلى “غرفة عزم” التي تضم “الفيلق الثالث” الذي تتبع له ميليشيا أبو دجانة لتقديم شكوى أمنية، إلى جانب كشفه عن ضغوط يتعرض لها لطيّ القضية.

وتكررت جرائم الميليشيات المنضوية في صفوف الجيش الوطني في مناطق سيطرته في ريف حلب والرقة والحسكة، وتندرج جميعها في إطار التشبيح والحقد والانتهاكات المروّعة تجاه المدنيين، مقابل غياب المحاسبة ووضع آلية للحد من تلك الجرائم بحق السكان.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك