اعتبر “تجمع المحامين السوريين” أنّ فضيحة حصول المدعو ” محمد الجاسم ” \الملقب بأبو عمشة على شهادة ثانوية عامة وقبول تسجيله في كلية الحقوق بجامعة حلب ( الحرة ) رغم أنّه (جاهل ، أمي ) لا يعرف الكتابة ولا القراءة، ليس شيئا طارئا في مسار الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بوصفه قائدا لإحدى الميليشيات العسكرية في شمال سوريا، ولكنها نقطة مفصلية لكونها تؤشر لحجم التغول على ما يفترض أنّها مؤسسات حكم وإدارة لتلك المنطقة.
التجمع عبر بيان نشره مديره المحامي غزوان قرنفل قال إنّ هذا العمل المشين يظهر مدى الاستهتار والعبث بكل القيم والقوانين التي يفترض أن تكون ناظما لعمل الحكومة والمؤسسات ، وطالب كل من “الحكومة المؤقتة” بالاستقالة لأنّها اثبتت مرارا عجزها عن النهوض بمسؤولياتها وفشلت في مساءلة كل المتجاوزين على القانون وتحميهم. كما طالب رئيس الجامعة ومدير التربية والتعليم ورئيس المجلس المحلي في عفرين بالاستقالة لذات الأسباب ولرضوخهم لأوامر ومشيئة قائد تلك ميليشيا مجرمة متورط في جرائم قتل وخطف ونهب وارتزاق بحق السوريين جميعا
كما تعهد قرنفل بلجوئه للقضاء وطالبه بفتح تحقيق في هذه الجريمة وإعلان نتائجه على الرأي العام وإحالة المتورطين للقضاء ، كما طالب كافة النقابات والمنظمات الحقوقية بإعلان موقف رافض لهذا العبث والمطالبة بوضع حد له فليس قدر السوريين تدوير القمامة.
من هو أبو عمشة :
ارتبط اسم أبو عمشة ( اسمه الحقيقي محمد الجاسم ) في الحرب السورية كقائد ميليشيا مسلحة بالكثير من الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. وهو من مواليد عام 1987، وينحدر من قرية جوصة التابعة لمنطقة حيالين في ريف حماة الشمالي، أصله من قبيلة النعيم في ريف حماه الشمالي الغربي (سهل الغاب) لكنه يزعم إنّه تركماني، عمل سائقاً لجرارات الحراثة (تركتور) والحصادات الزراعية قبل اندلاع الحرب السورية ، وتحصيله العلمي (ابتدائي، محو أمية) لا يجيد لا القراءة ولا الكتابة وهذا ظاهر من خلال صفحته على تويتر التي ظل يكتب فيها التغريدات مع الكثير من الأخطاء الاملائية قبل أن يوظف أحد عناصره للكتابة عنه بعدما أغتنى من عمليات تجنيد عناصره كمرتزقة في ليبيا وأذربيجان أو من مصادرة أملاك المدنيين في عفرين وخطف والإفراج عن المدنيين مقابل مبالغ كبيرة وصلت إلى 15 ألف دولار.
سنة 2012 شكّل أبو عمشة مجموعة مسلحة تحت اسم “مجموعة خط النار”، التي انضمت لاحقاً إلى “كتيبة شهداء حيالين”. وفي عام 2013، انفصلت عن الكتيبة التي انضمت إليها سابقاً، وبدأت العمل ضمن صفوف “جبهة ثوار سوريا” التي كان يقودها جمال معروف في تلك الفترة وبعد الخلاف الذي نشب بين جمال معروف و ”جبهة النصرة” حيث كانا قبل ذلك متحالفين، هرب “أبو عمشة” إلى شمالي حلب، وعمل هناك قائد مجموعة عسكرية تابعة لـ ”الجبهة الشامية”، وفي تلك الأثناء شارك أبو عمشة في اقتحام عدة قرى كردية في ريف مدينة الباب ومنها قرية النعمان ، اعتقل 22 مدنياً وبدأ يعتدي مع عناصره عليهم في ساحة مدرسة القرية وفرض على كل واحد منهم دفع مبلغ (2) ألفي دولار للإفراج عنهم ومن عجز عن توفير المبلغ مازال حتى تاريخه مجهول المصير(4 أشخاص) ، وفي عام 2018 انضم إلى “فرقة السلطان مراد” كقائد مجموعة أيضاً، وبقي فيها حتى شكّل “لواء السلطان سليمان شاه” بدعم وتمويل تركيا حيث شاركت مجموعته في الهجوم على مدينة عفرين وارتكبت جرائم قتل متعددة وحاليا يسيطر على منطقة شيه المعروف باسم شيخ الحديد في عفرين وحولها لمستعمرة خاصة.
ومن جرائم أبو عمشة العديدة نذكر قتل نائب رئيس مجلس “شيا” المحلي، أحمد شيخو، بعد تعذيبه بطريقة وحشية والهجوم على خيمة العزاء التي أقامها أخوه وقاموا باعتقاله مع عدد من المعزين. اغتصاب إسراء يوسف خليل وهي زوجة أحد عناصره من الذين جندهم في ليبيا كمرتزق ، ومن ثم قتلها . واختطاف مئات الأشخاص وتعذيبهم بوحشية، ومن ثم فرض “أتاوات” ضخمة على ذويهم مقابل إطلاق سراحهم، فضلاً عن فرض “ضرائب” باهظة على الفلاحين الكرد بقوة السلاح ومصادر محاصيلهم الزراعية وعقاراتهم ومنازلهم وأراضيهم.
أبو عمشة طالب في كلية الحقوق:
حصل “مركز توثيق الانتهاكات” على نسخة من الشهادة الثانوية لقائد فصيل (سليمان شاه) التابع للجيش الوطني (محمد الجاسم أبو عمشة)، الصادرة عن مديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة في ريف حلب، والمصدق عليها من المجلس المحلي لمدينة عفرين، إضافة لصورة عن وثيقة أخرى تظهر قبول (أبو عمشة) في كلية الحقوق بجامعة حلب الحرة.
وتأكدنا من صحة الشهادة ومن صحة كونها مسجلة وتم قبوله في جامعة حلب الحرة. وقد أرسلنا رسالتين عبر البريد لإدارة الجامعة ولأقسامها ومكتبها الإعلامي بغية الاستفسار عن حقيقة الأمر لكنهم لم يقوموا بالرد.
لكن رئيس الجامعة عبد العزيز دغيم اعترف عبر إذاعة تبث من تركيا بأن المدعو أبو عمشة هو طالب مسجل في كلية الحقوق وحمل مسؤولية حصوله على شهادة بكالوريا رغم كونه لا يعرف القراءة والكتابة الى الجهة التي منحته الشهادة وهي المجلس المحلي في مدينة عفرين ومكتب التربية وقال أن الشهادة مصدقة من قبل وزارة التربية التركية. وبرر الدعيم قبولهم أبو عمشة وآخرين من قادة الميليشيات المسلحة رغم سجلهم الحافل بالجرائم بأن هؤلاء يقاتلون “النظام السوري” ويحق لهم اكمال تعليمهم والحصول على شهادة من جامعته وقال أنه يسمح لهم بالتواجد بين بقية الطلاب باللباس العسكري لكن قد يمنع دخولهم بسياراتهم.
شهادة ثانوية ودرجات (بروفيشينال)
أظهرت الوثيقة التي اطلعنا عليها حصول المدعو (أبو عمشة) على مجموع قدره ( 192.2) من أصل المجموع الكلي البالغ (240) درجة، كما بينت الوثيقة درجات (أبو عمشة) العالية في كل مادة على حدة وخاصة في الكيمياء فلقبه البعض (أبو عمشة الكيماوي).
وحاز “أبو عمشة” على درجة 76 في مادة الرياضيات و 90 في مادة الكيمياء و 85 في مادة العلوم و 82.5 في الفيزياء، في حين شاءت الصدفة أن تكون درجته في اللغة العربية مطابقة تماماً لدرجته في اللغة التركية والبالغة 77.5 درجة أيضاً.
قائد وحدة بدرجة ابتدائية:
أظهرت وثيقة أخرى حصلنا عليها أنّ تحصيل “أبو عمشة” العلمي هو عبارة عن (الابتدائية)، حيث عنونت الوثيقة ب “استمارة قائد وحدة” وأنّ مجموعته مؤلفة من 50 شخصاً، ثم وضع فيها بداية بياناته كاملة من العمر والمواليد والحالة الاجتماعية والطول ولون العين إلى أن انتهت بالمستوى التعليمي، ليكتب بعدها (ابتدائي).
مراجعات:
سرقوا رواتبنا…مرتزقة سوريين جندتهم تركيا للقتال في كاراباخ يتظاهرون في عفرين للمطالبة برواتبهم
فيديو: الفضائح الجنسية تلاحق قادة الفصائل السورية الخاضعة لتركيا
