معركة كوباني .. بداية نهاية خلافة داعش المزعومة

شن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في 13 سبتمبر 2014، حرب واسعة من 3 اتجاهات من أجل الاستيلاء على مدينة كوباني (عين العرب) الواقعة في شمال شرق محافظة حلب، والتي كانت قد شهدت للتو الإعلان عن تشكيل الإدارة الذاتية وكانت تحت السيطرة العسكرية لوحدات حماية الشعب.

بحلول 2 أكتوبر 2014، نجح تنظيم الدولة الإسلامية في الاستيلاء على 350 من القرى والبلدات الكردية الواقعة على مقربة من كوباني، مما ولد موجة نزوح لحوالي 300 ألف من الكرد، الذين فرّوا عبر الحدود إلى محافظة شانلي أورفة / رها التركية. وبحلول يناير 2015، ارتفع هذا العدد إلى 400،000.

بدأت وحدات حماية الشعب بدعم من غرفة عمليات بركان الفرات المشتركة، وقوات البيشمركة المدججة بالسلاح التابعة لحكومة إقليم كردستان، والغارات الجوية للجيوش المتحالفة مع الولايات المتحدة، بوقف هجمات التنظيم وثم التقدم.

في 26 يناير 2015، بدأت وحدات حماية الشعب وحلفاؤها، جنباً إلى جنب مع الضربات الجوية المستمرة بقيادة الولايات المتحدة، عملية استعادة المدينة، مما دفع تنظيم الدولة الإسلامية إلى تراجع مطّرد. واستُعيدت السيطرة الكاملة على مدينة كوباني في 27 يناير 2015؛ غير أن معظم القرى المتبقية في مقاطعة كوباني ظلت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وقامت وحدات حماية الشعب مع الجماعات المسلحة المتحالفة معها مدعومة بغارات جوية من التحالف الدولي، بتحقيق تقدم سريع في ريف كوباني، حيث انسحب التنظيم 25 كم من مدينة كوباني بحلول 2 فبراير، وبحلول أواخر أبريل 2015، كان تنظيم الدولة الإسلامية قد خسر تقريباً كل القرى التي كان قد استولى عليها في المقاطعة، ولكنه احتفظ بالسيطرة على بضع عشرات من القرى التي استولى عليها في الجزء الشمالي الغربي من محافظة الرقة.

وفي أواخر يوليو 2015، شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً جديداً استهدف المدينة، مما أسفر عن مقتل 233 مدنيا على الأقل. وقد تمكنت وحدات حماية الشعب بعد يومين من القتال من القضاء على كل خلايا التنظيم في المدينة.

اعتبرت المعركة في كوباني لاستعادتها نقطة تحول في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

بالنسبة لداعش كان الاستيلاء على كوباني مكسباً كبيراً، مما قد يسمح له بالسيطرة على مساحة أرض غير منقطعة من عاصمتها الرقة المعلنة ذاتياً في سوريا إلى الحدود التركية – على مسافة تزيد عن 62 ميلاً. وكان سيمنح داعش سيطرة ثلاثة معابر حدودية رسمية بين تركيا وسوريا وعلى ستين ميلا من الحدود التركية.

تفاصيل المعركة:
في 15 سبتمبر 2014، شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما واسع النطاق لاحتلال مدينة كوباني آخر جيب في ريف حلب الشرقي ظل خارج سيطرتها، مندفعا باتجاه القرى الواقعة على الحدود الغربية والشرقية والجنوبية للمقاطعة. وفي 17 سبتمبر 2014، وفي أعقاب الاستيلاء على جسر قره قوزاق الاستراتيجي على الفرات في 16 سبتمبر، شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما كبيرا باستخدام الدبابات والصواريخ والمدفعية باتجاه كوباني، وفي غضون أيام قليلة، استولى على 21 قرية. وترك التقدم كوباني محاطة بقوات تنظيم الدولة الإسلامية ومحاصرة، وأجبر أيضا ما تبقى من مقاتلي غرفة عمليات بركان الفرات إلى الجنوب الغربي من مقاطعة كوباني للتراجع إلى مدينة كوباني. وبعد ذلك بيومين، استولى تنظيم الدولة الإسلامية على 39 قرية أخرى، مما جعل قواته في حدود 20 كيلومترا من كوباني. عبر 45،000 لاجئ إلى تركيا خوفا من استيلاء التنظيم على المنطقة، في حين أوقف عدد من اللاجئين عند الحدود وأمروا بالعودة إلى كوباني من قبل السلطات التركية. وجرى إجلاء سكان 100 قرية بعد تعرضهم للقصف المستمر، وقتل العشرات من المدنيين ومقاتلي وحدات حماية الشعب في الوقت الذي استمر فيه تقدم تنظيم الدولة الإسلامية.

في 20 سبتمبر، وصلت قوات تنظيم الدولة الإسلامية إلى مسافة 15 كيلومترا من مدينة كوباني بعد الاستيلاء على ثلاث قرى أخرى، وبدأت في قصف المناطق الواقعة على بعد 10 كيلو مترات من المدينة. وفي الوقت نفسه. وخلال ذلك اليوم، فجر داعش ثلاثة صواريخ داخل كوباني، مما نشر الخوف بين سكانها. وفي الأيام الأولى للهجوم، قتل 34 مدنيا، في حين وصل عدد اللاجئين إلى 60،000 لاجئ.

بحلول 21 سبتمبر، استولى مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على 64 قرية؛ وقتل 39 مقاتلا من تنظيم الدولة الإسلامية و27 من المقاتلين في وحدات حماية الشعب. وقامت وحدات حماية الشعب بإجلاء ما لا يقل عن 100 قرية على الجانب السوري بعد أن بدأ مقاتلو الدولة الإسلامية هجومهم على تلك القرى وكانوا يعدمون أي مدني في طريقهم. وجاءت قوات تنظيم الدولة الإسلامية في نطاق 10 كيلومترات من المدينة واستمرت في التقدم، حيث تركز القتال في الضاحية الجنوبية والشرقية لمدينة كوباني، على بعد 13 كيلومترا من المدينة ذاتها. ورغم التقدم المتعثر، قصفت قوات تنظيم الدولة الإسلامية مركز المدينة، واستمرت الاشتباكات بالقرب من قرية موجك (على بعد حوالي 6 كيلومترات إلى الغرب من كوباني) وقرية عليشار (على بعد 7 كيلومترات إلى الشرق من كوباني).

في 24 سبتمبر، واصلت قوات تنظيم الدولة الإسلامية تقدمها إلى الجنوب من المدينة. وأدى ذلك إلى أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية على مسافة 8 كيلومترات من جنوب كوباني، وهو أقرب ما كان إلى المدينة منذ بدء الهجوم في 15 سبتمبر. وقد زاد تنظيم الدولة الإسلامية من قواته في مقاطعة كوباني إلى 4،000 شخص على الأقل في هذا الوقت. وخلال التقدم، استولت قوات تنظيم الدولة الإسلامية على قريتي روبي وتل غزال، وصومعة حبوب قريبة. وبالإضافة إلى ذلك، ادعى مصدر في تنظيم الدولة الإسلامية أنّ قواته استولت أيضا على عدة قرى غرب كوباني. وانتقل الخط الأمامي إلى المنطقة الغربية إلى مجموعة القرى التي يطلق عليها اسم سفتك، حيث وصل المزيد من مقاتلي التنظيم والدبابات إلى الهجوم خلال اليوم السابق. وفي صباح اليوم التالي، كان مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على بعد كيلومترين فقط، حيث كانت الاشتباكات مستمرة. وبهذه النقطة، يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على 75 في المائة من مقاطعة كوباني، في حين كانت القوات الكردية تسيطر فقط على مدينة كوباني، وبلدة شيرة الصغرى، وحوالي 15 قرية مجاورة.

في 26 سبتمبر، سيطرت قوات تنظيم الدولة الإسلامية على تلة كان مقاتلوا وحدات حماية الشعب يشنون هجومهم منها في الأيام الأخيرة، على بعد 10 كم (6 أميال) إلى الغرب من كوباني. واستولى التنظيم أيضا على قرية تقع على بعد 7 كيلومترات إلى الشرق من كوباني.

الضربات الجوية للتحالف ومحاصرة كوباني:
في 27 سبتمبر، قصفت طائرات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة المنطقة المحيطة بكوباني للمرة الأولى، واستهدفت مواقع في قرية عليشار، على بعد أربعة كيلومترات من المدينة، التي استخدمها تنظيم الدولة الإسلامية كمركز للقيادة والسيطرة.

وعلى الرغم من الضربات الجوية التي شنها التحالف ضد المواقع الأمامية لتنظيم الدولة الإسلامية، فإنّه ظل قادرا على التقدم و في قصف مدينة كوباني. ويعتقد أنّ تكتم الولايات المتحدة على الضربات الجوية لمساعدة المدينة سببه عدم استعدادها لإزعاج تركيا التي اكتفت بالمراقبة وكانت سعيدة بتقدم داعش لهزيمة الكرد واخلاء المدينة من سكانها.

بحلول 28 سبتمبر، عاد حوالي 1،500 من أبناء كوباني الذين نزحوا مع عوائلهم اليها وحملوا السلاح للدفاع عنها. وفي اليوم التالي، كانت قوات تنظيم الدولة الإسلامية تقترب من الجنوب والجنوب الشرقي، وجاءت في نطاق 5 كيلومترات من المدينة، في حين تعرضت كوباني لقصف مدفعي وهاون مستمر لليوم الثاني. وفي اليوم التالي، اقتربت قوات تنظيم الدولة الإسلامية من الشرق، وتقدمت في حدود 2–3 كيلومترات من كوباني وباتت دبابات داعش مشاركة بفعالية في الاقتحام.

في 1 أكتوبر، تقدمت قوات داعش/ الدولة الإسلامية إلى الجنوب الشرقي من كوباني وعلى الجبهة الغربية، من حيث تراجعت وحدات حماية الشعب مجددا. وأسفر ذلك عن استيلاء قوات تنظيم الدولة الإسلامية على إحدى القرى الأخيرة في ضواحي كوباني، والاقتراب من مدخل البلدة في حدود كيلومتر واحد. وعند هذه النقطة، كانت وحدات حماية الشعب في كوباني تعزز مواقعها داخل المدينة بأكياس الرمل للاستعداد للقتال المحتمل من منزل إلى منزل. وفي المساء، وفي ظل نقص حاد في الأسلحة، انسحبت وحدات حماية الشعب من ضواحي المدينة، في الوقت الذي واصلت فيه قوات تنظيم الدولة الإسلامية تقدمها. ومع دخول قوات تنظيم الدولة الإسلامية إلى ضواحي كوباني، أبلغ بعض اللاجئين عن تعرضهم للتعذيب والاغتصاب والقتل والتشويه على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية. وأفيد بأنّ مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية كانوا يقطعون رؤوس الأسرى، بمن فيهم النساء.

بحلول 2 أكتوبر، استولت قوات تنظيم الدولة الإسلامية على 350 قرية من بين 354 قرية حول كوباني، وكانت تتمركز على بعد مئات الأمتار فقط إلى الجنوب والجنوب الشرقي من المدينة. واندلعت معارك نارية في هذا اليوم،.

في اليوم التالي، احتل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على المداخل والمخارج الجنوبية والشرقية لكوباني. كما أنّهم أخذوا تلة الإذاعة الاستراتيجية ودمروا برج الراديو، يطل على البلدة.

قام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بسبع طلعات جوية على الأقل ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية حول كوباني في غضون خمسة أيام، حتى 2 أكتوبر، عندما لم تنفذ الولايات المتحدة أي ضربات، قبل أن تفيد التقارير بتنفيذ مزيد من الضربات في وقت متأخر من 3 أكتوبر. وخلال ليلة 3/4 أكتوبر، تم صد محاولة لتنظيم الدولة الإسلامية لاختراق المدينة.

واستمرت الغارات الجوية للتحالف في 4 أكتوبر، حيث استهدفت عمليات النقل والإمداد التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، ومواقع المدفعية، وناقلة أفراد. وبهذه النقطة، كانت المدينة في الأساس فارغة من المدنيين، حيث تم إجلاء حوالي 90% من سكان المنطقة.

القتال في كوباني:
الأسبوع الأول:
في 5 أكتوبر، تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من الاستيلاء على الجانب الجنوبي من تل مشته نور الاستراتيجية المتاخمة لمدينة كوباني.

الاشتباكات في مشته نور تضمنت قتال بالأيدي. وللمرة الأولى، فجرت مقاتلة كردية (ديلار كانج خميس، المعروفة أيضا باسمها الحركي آرين ميركان)، نفسها في هجوم على موقع لتنظيم الدولة الإسلامية، مما أسفر عن مقتل 10 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وفي وقت لاحق، بعد السيطرة الكاملة على تل مشته نور، دخل مقاتلو الدولة الإسلامية إلى الحافة الجنوبية الشرقية من كوباني، وبدأ قتال الشوارع.

في 6 أكتوبر، اخترقت داعش حوالي 100 متر داخل المدينة، ورفع علم تنظيم الدولة الإسلامية فوق مبنى مكون من أربعة طوابق في جنوب كوباني، وبعد ذلك بوقت قصير تم رفع آخر على قمة تل مشته نور المجاور والذي تم الاستيلاء عليه في اليوم السابق وقمة تلة كري كاني. وبحلول هذا الوقت، زاد عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين نشروا في مقاطعة كوباني إلى 9،000.

ثم قام الدواعش بمحاولة للتقدم أكثر، ولكن أثناء دخولهم الشارع 48، تعرضوا لكمين من قبل مقاتلي وحدات حماية الشعب، 20 جهاديا قتلوا. وعلى مدار اليوم، احتدم القتال من أجل السيطرة على أحياء مقتلة الجديدة وكاني عربان، الذي انتهى بسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على كلا الحيين، وكذلك المنطقة الصناعية في كوباني.

بحلول صباح يوم 7 أكتوبر، تمكنت وحدات حماية الشعب من إخراج مقاتلي الدولة الإسلامية من معظم الأجزاء الشرقية من كوباني التي استولوا عليها خلال الليلة الماضية، على الرغم من أنّ مقاتلي الدولة الإسلامية ظلوا موجودين في أجزاء من الأحياء الشرقية. وفي الوقت نفسه، استولت قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام على عدة مبان في الجانب الجنوبي من المدينة، وكذلك مستشفى قيد الإنشاء على الجانب الغربي.

وجاء النجاح الكردي في الجزء الشرقي من البلدة بعد أن استهدفت عدة غارات جوية أمريكية خلال الليل والصباح مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية ودمرت مدفع ودبابة وثلاث مركبات تقنية ووحدة لتنظيم الدولة الإسلامية.

في 8 أكتوبر، تمكنت وحدات حماية الشعب من طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة، في أعقاب جولة جديدة من الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقعهم الخلفية. وكان أحد الأهداف التي ضربت هو حشد من مقاتلي الدولة الإسلامية قرب مسجد في الجزء الشرقي من المدينة. ولكن على الرغم من الغارات الجوية، شنت داعش هجوما جديدا في الجزء الشرقي من كوباني، حيث وصلت تعزيزات لتنظيم الدولة الإسلامية، من الرقة وصرين ومنبج وتل أبيض مما سمح لهم بالتقدم 50 إلى 70 مترا غرب المنطقة الصناعية، واستولوا على منطقة سوق الهال. بحلول المساء، أحرزت داعش تقدما بنحو 100 متر باتجاه مركز المدينة. في الوقت نفسه، تمكنت وحدات حماية الشعب مت استعادة السيطرة على قرية تل شعير الاستراتيجية الواقعة على المشارف الغربية لكوباني.

في 9 أكتوبر، كانت قوات تنظيم الدولة الإسلامية تسيطر على أكثر من ثلث المدينة، بما في ذلك كل المناطق الشرقية، وجزء صغير من الشمال الشرقي، ومنطقة في الجنوب الشرقي.

وسيطر التنظيم أيضا على مقر الشرطة /الآسايش حيث كان يحتجز فيه قرابة 20 من عناصر داعش بينهم قيادي سعودي، حيث تم استهدفه في الليلة السابقة بشاحنة مفخخة انتحارية كبيرة. واسفرت الاشتباكات في تلك المنطقة عن مقتل أحد مسؤولي الآسايش. وقد تم استهداف مركز الشرطة الذى تم الاستيلاء عليه من قبل طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وتم تدميره. ولإنشاء ستارة من الدخان تجنبا لطائرات التحالف، بدأ مقاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية في إشعال النار في المباني، واحترقت أبراج الدخان الأسود لساعات على قمة تل مشته نور.

في 10 أكتوبر، تقدم مقاتلو الدولة الإسلامية باتجاه مركز المدينة واستولوا على المربع الامني وسط المدينة، الأمر الذي من شأنه أن يسمح لهم بالتقدم في الموقع الحدودي، وبات التنظيم يسيطر على 40 في المائة من المدينة. وللمرة الأولى، شوهدت دبابات تنظيم الدولة الإسلامية داخل المدينة. في هذه الأثناء، تراجعت وحدات حماية الشعب من تل شعير على المشارف الغربية الذي كانوا قد استولوا عليه قبل يومين. ولتجنب الضربات الجوية التي يشنها التحالف، لجأ مقاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية إلى نقل إمدادات جديدة من الذخائر إلى المدينة بدراجات نارية، بينما كانوا يرفعون أيضا أعلام وحدات حماية الشعب على مركباتهم لتضليل طائرات التحالف. وبدأ مقاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية الذين يرتدون زي وحدات حماية الشعب بالتسلل إلى المدينة. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، انفجرت سيارة مفخخة انتحارية بالقرب من المسجد الكبير، إلى الغرب من الحي الأمني، أعقبتها اشتباكات في محاولة من تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على المسجد، مما يعطيهم نقطة رؤية مناسبة لقناصتهم فوق منطقة واسعة من المدينة.

في 11 أكتوبر، حاولت قوات تنظيم الدولة الإسلامية أن تأخذ مركز كوباني، ولكنها جوبهت بمقاومة كبيرة من وحدات الحماية الشعب والضربات الجوية الأمريكية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية. وحتى مع ذلك، فإنّ تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على ما يقرب من نصف المدينة، بعد تأمين المنطقة التي تحتوي المباني الإدارية والأمنية، وكان يتقدم على طول الشارع الذي يقسم الأجزاء الشرقية والغربية من البلدة.

الأسبوع الثاني:
في 12 أكتوبر، أرسلت تعزيزات لتنظيم الدولة الإسلامية إلى المعركة بعد أن تكبد المقاتلون خسائر فادحة في اليوم السابق. واستولى التنظيم على آبار المياه في ضواحي كوباني. وفي الوقت نفسه، وتمكنت وحدات حكاية الشعب من استعادة قرية تل شعير مرة أخرى، إلى الغرب من البلدة.

في 13 أكتوبر، نفذ تنظيم الدولة الإسلامية ثلاثة تفجيرات انتحارية في كوباني. فجر انتحاري نفسه في شاحنة في شمال غرب كوباني، مما فتح الطريق أمام قوات تنظيم الدولة الإسلامية للتقدم والاستيلاء على المركز الثقافي الجديد، وتركهم يسيطرون على 55 في المائة من كوباني. وحاول انتحاري ثاني الوصول إلى المعبر الحدودي، ولكن قنبلته انفجرت قبل الأوان، وصد هجوم التنظيم على المعبر الحدودي. وهاجم انتحاري ثالث إلى الغرب من الحي الأمني التي تمكنت من التقدم بشكل طفيف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة. واستعادت وحدات حكاية الشعب أيضا بعض مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب المدينة.

في هذه النقطة كان تنظيم داعش يحاول الاستيلاء على المعبر الحدودي الذي تحول الى مقر قيادة العمليات وكان يضم مشفى.

في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر، شنت الولايات المتحدة 39 غارة جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني وحولها، وقع 21 منها في ليلة 13 أكتوبر. سمح ذلك لوحدات حكاية الشعب بإحراز تقدم ضد الجهاديين في الأجزاء التي يسيطر عليها من المدينة. وأسفرت الضربات عن مقتل 39 من مقاتلي الدولة الإسلامية. وهنا كثف التحالف الدولي ضرباته و صبحت أكثر فعالية لأنّها بدأت تنسق مع الولايات المتحدة بتزويدها بأهداف للضربات. وقد ارتفع عدد الضربات إلى 53 بحلول 17 أكتوبر.

في 15 أكتوبر، زعم نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في كوباني إنّ التقدم الذي أحرزته القوات الكردية قد جعلها تسيطر على 80 في المائة من المدينة، مما قد يؤدي إلى استعادة السيطرة على البلدة. إلا أنّ مسؤولا عسكريا أمريكيا صرح بإنّه رغم الضربات الجوية التي تردد إنّها قتلت عدة مئات من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية منذ بداية المعركة، فإنّ خطر سقوط البلدة في أيدي الجهاديين مازال قائما. وفي اليوم التالي، قالت القيادية الكردية بهارين كندال لبي بي سي نيوز إنّ مقاتلي الدولة الإسلامية انسحبوا من معظم أنحاء البلدة، مع استمرار وجود منطقتين للمقاومة.

في 18 أكتوبر، شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما شرسا جديدا من الشرق نحو المعبر الحدودي، في محاولة أخرى للاستيلاء عليه. ومع ذلك، فقد صد الهجوم بينما كان يجري إرسال المزيد من تعزيزات تنظيم الدولة الإسلامية. وبهذه النقطة، لايزال مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية موجودين في القطاعين الجنوبي والشرقي من كوباني، ويعتقد أنّهم يحتفظون بنحو ثلث البلدة. وفي وقت لاحق، انفجرت سيارتان مفخختان لتنظيم الدولة الإسلامية، إحداهما غربي الحي الأمني، بالقرب من مبنى البلدية، والأخرى في ساحة الحرية، بالقرب من مبنى المركز الثقافي الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية. وخلال ذلك اليوم، قصف التنظيم المدينة بـ41 قذيفة.

الأسبوع الثالث:
في 19 أكتوبر، تقدم مقاتلو وحدات حماية الشعب في منطقة كاني عربان، حيث أخذوا أكثر من موقعين لتنظيم الدولة الإسلامية، في حين تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من التقدم إلى الغرب من الحي الأمني. التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن ست غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة ما بين 18 و19 أكتوبر. وفي وقت لاحق، ألقت 3 طائرات نقل أمريكية 27 حزمة من 24 طنا من الأسلحة الصغيرة والذخيرة، بالإضافة إلى 10 أطنان من الإمدادات الطبية التي قدمتها كردستان العراق الى مقاتلي وحدات حماية الشعب الذين يدافعون عن كوباني. وفي بيان أصدرته القيادة المركزية الأمريكية، ذكر إنّ عمليات إسقاط الطائرات كانت “تهدف إلى التمكين من استمرار المقاومة ضد محاولات تنظيم الدولة الإسلامية للاستيلاء على كوباني”. ووفقا للتقارير، سقطت إحدى الحزم في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وتم قصفها في وقت لاحق. واستعادت وحدات حكاية الشعب حزمة أخرى سقطت بعيدا عن الهدف.

في 20 أكتوبر، انفجرت سيارتان مفخختان لتنظيم الدولة الإسلامية في الجزء الشمالي من المدينة. وبعد ذلك بيوم، ادعى مسلحوا تنظيم الدولة الإسلامية على وسائل التواصل الاجتماعي إنهم أخذوا على الأقل مخبأ واحدا على الأقل من إمدادات الولايات المتحدة من الجو، كما يظهر في شريط فيديو تم تحميله على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية؛ وشمل المخبأ قنابل يدوية وذخائر وقاذفات قنابل صاروخية.

في 23 أكتوبر، سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى على تل شعير، بعد ساعات من القتال. ولكن التل كان مستهدفا بغارات جوية في المساء، واستعادته وحدات حكاية الشعب في وقت لاحق من الليل. وجاء سقوط التل نتيجة هجوم جديد شنه تنظيم الدولة الإسلامية والذي كان قد بدأ في الليلة السابقة واستمر حتى اليوم التالي.

الأسبوع الرابع:
في 26 أكتوبر، فشل التنظيم للمرة الرابعة في الاستيلاء على البوابة الحدودية مع تركيا في حي الجمرك الشمالي. وفي اليوم التالي، نشر تنظيم الدولة الإسلامية شريط فيديو آخر مع رهينة بريطاني يدعى جون كانتلي، يدعي فيه إنّ مدينة كوباني كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ولم يتبقى سوى عدد قليل من جيوب المقاومة الكردية. وزعم أيضا إنّ معركة كوباني “انتهت إلى حد كبير”، وإنّ قوات تنظيم الدولة الإسلامية في الغالب بدأت عملية تمشيط نهائي في المدينة. ومع ذلك، فقد اعتبر شريط الفيديو دعاية محضة لتنظيم الدولة.

في 28 أكتوبر، تم أيضا صد محاولة خامسة قام بها تنظيم الدولة الإسلامية للاستيلاء على المعبر الحدودي، في حين كانت الاستعدادات جارية لعبور قوات البشمركة الحدود مع سوريا من تركيا.

وصول تعزيزات من البشمركة:
في 31 أكتوبر، دخلت أكثر من 20 سيارة مع قوات البشمركة الكردية مدينة كوباني من بلدة تل شعير في الريف الغربي للمدينة. وبلغ عدد قوات البشمركة في العراق نحو 150، وجلبت الأسلحة الثقيلة والذخيرة.

في 1 نوفمبر، تقدمت وحدات حماية الشعب باتجاه منطقة مسجد الحاج رشاد وتمكنت كذلك من تحرير قرى جنوبي كوباني.

في 5 نوفمبر، سلمت الحكومة الإقليمية الكردية العراقية في أربيل العديد من شحنات الذخيرة التي عبرت إلى كوباني، لمساعدة المدافعين عن البلدة.

في 6 نوفمبر 2014، بعد أن استولت وحدات حماية الشعب لفترة وجيزة على تل مشته نور الاستراتيجي. ومع ذلك، فقدت وحدات حماية الشعب السيطرة على التل لقوات تنظيم الدولة الإسلامية في غضون 4 أيام، واستعادت السيطرة على التل في 19 يناير 2015.

الأسبوع الخامس:
في 8 نوفمبر، تقدمت وحدات حماية الشعب بالقرب من حي الحاج رشاد والبلدية في كوباني. وبعد ذلك بيومين، كان تنظيم الدولة الإسلامية يدعو “عشرات” مقاتليه من أجزاء أخرى في محافظة حلب للمشاركة في القتال من أجل كوباني، وذلك بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بقواته في القتال من أجل السيطرة على البلدة.

في 11 نوفمبر، استعادت وحدات حماية الشعب عددا من الشوارع والمباني في الجزء الجنوبي من البلدة. وفي اليوم التالي، قطعت وحدات حماية الشعب طريقا كان يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية كطريق للإمداد. ويربط الطريق بين كوباني والرقة، مقر تنظيم الدولة الإسلامية.

الأسبوع السادس :
في 16 نوفمبر، تقدمت وحدات حماية الشعب إلى الشرق من منطقة البلدية وشمال ساحة الأمن. وبعد ذلك بيومين، نجحوا في التقدم نحو ستة مبان، “كانت في موقع استراتيجي في شمال البلدة، بالقرب من ساحة المربع الأمني حيث المكاتب البلدية الرئيسية”، وشن تنظيم الدولة الإسلامية هجومين في اليوم التالي؛ وكان الأول محاولة لاستعادة المباني الستة التي فقدها في اليوم السابق، وكان الهدف الثاني هو طريق كوباني–حلب إلى الجنوب الغربي من المدينة.

وفي 17 نوفمبر، أفيد أيضا بأنّ أبو خطاب، أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني، قد قتل في كمين نصبه مقاتلو وحدات حماية شعب في قرية تل بكر. وقتل أيضا 28 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الاشتباكات التي وقعت في كوباني، بمن فيهم اثنان من كبار قادة التنظيم، أبو علي العسكري، وأبو محمد المصري.

في 20 نوفمبر، شنت قوات تنظيم الدولة الإسلامية هجوما آخر على تل مشته نور، في محاولة فاشلة أخرى لاستعادة السيطرة على أجزاء من كوباني. وشن التنظيم أيضا هجوما آخر شرقي البوابة الحدودية.

في 25 نوفمبر، قام مقاتلو وحدات حماية الشعب باستعادة العديد من المباني في ضواحي كوباني، وكذلك المركز الثقافي في البلدة. كما تقدموا في المربع الحكومي، وشرق ساحة آزادي.

في 28 نوفمبر، استولت وحدات حماية الشعب على منطقة البلدية وساحة آزادي، وكذلك سوق الهال والمربع الحكومي بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من هذه المواقع، في حين أسقطت طائرة استطلاع بدون طيار تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية فوق البلدة. واستولوا على الأسلحة والذخائر التي تركها داعش خلفه أثناء فرارهم.

في 29 نوفمبر، شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مضادا بتفجير أربع سيارات انتحارية وأحزمة ناسفة، في أعقاب اشتباكات وقعت بين الطرفين في البلدة. ونفذ مقاتلو وحدات حماية الشعب في اليوم التالي عملية عسكرية استهدفت مركبة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في قرية تل غزال في الريف الجنوبي لكوباني، مما أسفر عن مقتل مسلحين اثنين، بمن فيهم أمير محلي، وتقدموا في جنوب البلدة، ليصلوا إلى طريق حلب-كوباني بالقرب من قرية ترمك. واستعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب أيضا السيطرة على مبنى في ساحة آزادي.

في 1 ديسمبر، استعادت وحدات حماية الشعب حي بوتان الغربي، الواقع في الجزء الجنوبي من البلدة، وتقدمت في الجزء الشمالي الغربي من سهل مشته نور. وفي اليوم التالي، فجر تنظيم الدولة الإسلامية سيارة مفخخة في ضواحي ذلك الحي. وقامت وحدات حماية الشعب بتوسيع سيطرتها على الجزء الجنوبي من كوباني في 4 ديسمبر.

في الفترة من 8 إلى 13 ديسمبر، تمكنت وحدات حماية الشعب من تحرير عدد من مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في الجزء الجنوبي من كوباني، وكذلك بعض النقاط في طريق ترمك.

في 20 ديسمبر، حاصرت وحدات حماية الشعب بالكامل المركز الثقافي بعد أن سيطرت على الشارع المحيط به.

في 26 ديسمبر، في الجولة السادسة والستين من الضربات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية، شنت الولايات المتحدة وشركاء التحالف أربع غارات جوية في كوباني وحولها، مما أدى إلى تدمير ثلاثة من مباني تنظيم الدولة الإسلامية ومركبتين للتنظيم.

في 1 يناير 2015، استعادت وحدات حماية الشعب مكتبة رش(مدرسة المحدثة) ومنطقة بوتان إلى الجنوب من كوباني، وبذلك استعادت السيطرة على القسم الشرقي من المدينة، وانتهت باستعادة السيطرة على 70 في المائة من كوباني. وفي اليوم التالي، مقتل قائد تنظيم الدولة الإسلامية عثمان النازح في غارة جوية على كوباني.

في 5 يناير 2015، استعادت وحدات وحدات حماية الشعب السيطرة على الحي الحكومي والأمني، ومدراس الريفية، والصناعة، والثورة، والبنات. وحدات حماية الشعب تقدمت أيضا في حي مشته نور جنوب البلدة. وباتت تسيطر على 80 في المائة على الأقل من مدينة كوباني. وفي اليوم التالي، شن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على مقربة من مكتبة رش(مدرسة المحدثة). تم التصدي للهجوم من قبل وحدات حماية الشعب. وفي أماكن أخرى، دُمرت مركبة قتال للمشاة من طراز بي إم بي ضمن مركبات أخرى، وتم مصادرة عدة أسلحة. واعتبر الهجوم الفاشل في ذلك اليوم أكبر هجوم مضاد لوحدات حماية الشعب في كوباني منذ 28 ديسمبر 2014.

في 16 يناير 2015، فجر أحد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية حزاما انتحاريا بالقرب من المربع الحكومي، في حين أنّ وحدات حماية الشعب دمرت ناقلة أفراد مصفحة واستولت على سيارة هامفي أثناء القتال.

في 19 يناير 2015، تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب من استعادة كل التلال الموجودة في جنوبي كوباني وذلك بعد معارك ضارية مع الدولة الإسلامية، كما تمكنت الوحدات من إحكام السيطرة على تلتي “كري كاني ومشتنور ” كما تقدمت نحو المشفى الوطني ثم وصلت إلى جنوب غرب مدخل البلدة.

في 23 كانون الثاني/يناير، تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب من السيطرة على اثنين من الأحياء المهمة التي كان يتحصن فيها أفراد تنظيم الدولة الإسلامية، كما سيطروا في وقت لاحق على سوق هال وأجزاء كبيرة من الجزء الشمالي الغربي من حي آل سيناء، وبهذا تمكنوا من فرض سيطرتهم على 70% من المدينة. في اليوم التالي، استعادت وحدات حماية الشعب سيطرتها على كل من مدرسة الشريعة ومسجد سيدان، كما تمكنوا من اقتحام قرية تيرمك في الريف الجنوبي من كوباني. في هذه اللحظة، كان وجود عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني يقل شيئاً فشيئاً ولم يعد بإمكانهم السيطرة سوى على حَيَّان اثنان من أحياء المدينة تمركزا فيهما بشكل كبير. أما قرية ماميد فقد استعادتها وحدات حماية الشعب بتاريخ 25 يناير 2015؛ وفي نفس اليوم قطع مقاتلو وحدات حماية الشعب الطريق على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية التي كانت ترغب في العودة من أجل السيطرة على كوباني. في ذلك الوقت، لم يعد تنظيم الدولة يُسيطر سوى على 10% من كوباني، وبالرغم من إرساله لـ 140 مقاتلاّ إضافيا معظمهم تحت سن الثامنة عشر إلى مناطق الاشتباك إلا أنّه لم ينجح في الحفاظ على معاقله وانسحب منها بشكل تدريجي.

في 26 يناير، ضغطت وحدات حماية الشعب على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وأجبرتهم على التراجع، قبل أن يتمكنوا (مقاتلي الوحدات) من الدخول للمناطق الشرقية النائية، وهكذا استعادوها بالكامل. بعد تحرير المدينة، قام مقاتلو وحدات حماية الشعب بتنظيفها وتطهيرها من عناصر التنظيم، خاصة أنّ بعضا من مقاتليه كانوا لايزالون مختبئين في مناطق نائية، وبالرغم من كل هذا فعناصر التنظيم حاولت في عدة مناسبات الهجوم على وحدات حماية الشعب خاصة في الضواحي الشرقية من كوباني. وقد صرح المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن قائلا: «أنا لست مستعدا للاعتراف بأنّ المعركة قد انتهت، لأنّها لازالت مستمرة ولكن القوات الصديقة لديها القوة على حسمها»، كما أكد أيضا على أنّ القوات الكردية تُسيطر على حوالي 70% من الأراضي في وحول كوباني، والتي تشمل 90% من المدينة نفسها. وكانت الولايات المتحدة قد أكدت أنّ المدينة تم تطهيرها بالكامل من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بحلول 27 كانون الثاني/يناير، ثم اعترف تنظيم الدولة الإسلامية بالهزيمة بعد ثلاث أيام من بيان الولايات المتحدة؛ لكن مقاتليه تعهدوا في نفس الوقت بالضرب مجددا في كوباني.

استعادة السيطرة على مقاطعة كوباني:
بعد إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة كوباني في 27 يناير، بدأت وحدات حماية الشعب بالتقدم نحو القرى التي تسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.

وفي 27 يناير، استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب السيطرة على قرية حلنج جنوب شرق كوباني، كما حاصروا قوات تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الجنوبي للمدينة. وفي اليوم التالي، استعاد مقاتلوها وحدات حماية الشعب السيطرة على قرية كولاما ومول سيران وصالة نوروز.

وبحلول 6 فبراير، استعادت قوات وحدات حماية الشعب أكثر من 100 قرية في مقاطعة كوباني والتي خسرتها أمام تنظيم الدولة الإسلامية.

في 8 فبراير، وفي حين انسحب تنظيم الدولة الإسلامية بسرعة من القرى إلى الجنوب وشرق كوباني، والغرب.

في 15 فبراير، حررت وحدات حماية الشعب تل بغداك وتلة جارقليو خوندان، وبالتالي استعادت السيطرة على 2000 كيلومتر مربع من ريف حلب الشمالي الشرقي. وفي 17 فبراير، حررت وحدات حماية الشعب والمتمردون على طريق حلب – الحسكة وسبع قرى في محافظة الرقة.

في 26 فبراير، استعادت وحدات حماية الشعب بعض القرى في ريف كوباني الغربي. استهدفت غارة جوية مركز قيادة تنظيم الدولة الإسلامية المحلي في الشويوك غربي.

بحلول 1 مارس، استعادت قوات وحدات حماية الشعب، بدعم من مقاتلي الجيش الحر، 296 قرية. ونشر تنظيم الدولة الإسلامية تعزيزات في الأجزاء الجنوبية والشرقية من مقاطعة كوباني، حيث أرادوا منع قوات وحدات حماية الشعب من الوصول إلى الرقة العاصمة الواقعية لتنظيم الدولة الإسلامية.

في الفترة من 1 إلى 6 مارس، حاصرت وحدات حماية الشعب، مدعومة بضربات جوية، مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في مصنع أسمنت لافارج واستولت على 11 قرية، من بينها، شيوخ تاني وشيوخ فوقاني، القريتين الوحيدتين المتبقيتين تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في الجزء الغربي من مقاطعة كوباني، على الضفة الشرقية لنهر الفرات. ونتيجة لذلك، تراجعت تنظيم الدولة الإسلامية إلى جرابلس قبل تفجير الطرف الغربي من جسر جرابلس، لمنع وحدات حماية الشعب من الوصول إلى تلك المدينة. وأفيد أيضا أنّ مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من تل أبيض عبروا الحدود إلى تركيا وعادوا الظهور في القرى الواقعة غرب تل أبيض، لشن هجمات على وحدات حماية الشعب من الخلف بالقرب من حافة الجبهة الشرقية.

في 9 مارس، ونتيجة للمكاسب الكردية الأخيرة، والتقدم نحو صوامع حبوب صرين، حاولت تنظيم الدولة الإسلامية شن هجوم مضاد من صرين، في الجزء الجنوبي من مقاطعة كوباني، والاستيلاء على قرى جيل وخان مامد وصل. كما هاجمت تنظيم الدولة الإسلامية عدة قرى شمال صرين. غير أنّ ضربة جوية لقوات التحالف أوقفت تقدم تنظيم الدولة الإسلامية. كما فجرت غارات جوية مصفاة نفطية في قرية منبطح شمال غرب تل أبيض. في اليوم التالي، استعادت وحدات حماية الشعب السيطرة على مانديك وخويدان وخان ماميت وحمدون.

وفي 15 مارس، وبعد تجدد الهجوم الذي شنته وحدات حماية الشعب، بدعم من الغارات الجوية، في قره قوزاق، أدى إلى انهيار دفاع تنظيم الدولة الإسلامية هناك وإجبارهم على التراجع، قام مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية بتفجير جسر قرة قوزاق، لمنع قوات وحدات حماية الشعب من العبور إلى الضفة الغربية للفرات. وقد تجمع باقي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في منزل بالقرب من الجسر، والذي فجر على وجه السرعة بسبب غارة جوية لقوات التحالف. وفي اليوم التالي، تأكد أنّ جميع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتبقين في قرة قوزاق إما قتلوا أو استسلموا، تاركين قوات وحدات حماية الشعب تسيطر بالكامل على البلدة..

بعد ثلاثة أيام، دمر التحالف ما تبقى من جسر قرة قوزاق، لمنع تعزيزات تنظيم الدولة الإسلامية من الوصول إلى صرين. مع هذا، استعادت وحدات حماية الشعب تقريبا جميع القرى التي فقدت سابقا أمام تنظيم الدولة الإسلامية في هجومها الأولي في سبتمبر 2014 على مقاطعة كوباني. واصل تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على بضع عشرات القرى التي استولوا عليها في الجزء الشمالي الغربي من محافظة الرقة، فضلا عن عدد قليل من القرى في الجزء الجنوبي من المقاطعة.

توالت الترحيبات الدولية بمقاتلي وحدات حماية الشعب، بعد صدّ هجوم داعش ونجاحهم في هزيمته في كوباني، هذا التنظيم الذي كان شكّل خطراً على أغلب دول العالم، ولاسيما الغرب، بالتزامن مع عمليات دهسٍ، وتفجير، وطعنٍ، تبناها داعش في عددٍ من المدن الأوروبية تبين أنها كانت تدار عبر قواعده في سوريا.

في الـ 10 من شباط/نوفمبر عام 2015 وبعد أيام على تحرير كوباني استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر إيلزيه بالعاصمة باريس القيادية في وحدات حماية المرأة نسرين عبدالله، والرئيسة المشتركة السابقة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD آسيا عبدالله، لبحث سُبل القضاء على داعش، إذ اعتُبرت فرنسا من الدول ذات الفعالية ضمن التحالف الدولي، المُشكّل لإنهاء داعش في سوريا والعراق، تلك الزيارة فتحت أبواب دبلوماسية أمام هذه القوى لشرح مطالبهم ودورهم في سوريا ومستقبلها.

ولم تتوقف المعارك ضد داعش مع هزيمته في كوباني ، حيث اتجهت نحو تل أبيض وبلدة عين عيسى لتحرر المدينة بتاريخ 15 حزيران من عام 2015، وفُكّ الحصار الخانق على كوباني الذي فرضه داعش طيلة 3 أعوام، حيث أصدرت وحدات حماية الشعب بياناً في 27 من شهر تموز 2015، أعلنت من خلاله تحرير بلدة صرين جنوب كوباني بالكامل. وتمكنت من طرد التنظيم من بلدة عين عيسى في الـ 22 من شهر حزيران / يونيو عام 2015.

في الـ 10 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2015 أعلن في الحسكة عن تشكّل قوات سوريا الديمقراطية ضمّت أكثر من 20 فصيلاً عسكرياً، من أبرزها كتائب شمس الشمال، لواء ثوار الرقة، المجلس العسكري السرياني، جبهة الأكراد، لواء شهداء الحسكة، وحدات حماية المرأة، وحدات حماية الشعب، في خطوة ثانية للسير نحو مواصلة القضاء على داعش ودولته المزعومة حيث تم اطلاق 5 حملات بريف الحسكة ، تل أبيض ، منبج ، الرقة ، دير الزور لملاحقة التنظيم وهزيمته حتى النهاية في بلدة الباغوز بريف دير الزور .

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية فيما بعد من تحرير سد تشرين في الـ 26 من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2015 ومن ثم تمكنت القوات في الـ 12 من آب/ أغسطس عام 2016 وبعد 73 يوماً من المعارك المتواصلة من تحرير مدينة منبج. وفي 17 من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2017 تمكنت من الحاق هزيمة بداعش في عاصمته مدينة الرقة، واستمرت المعارك بدعم من التحالف الدولي حتى تمكنت القوات من دحر داعش في آخر معاقله في الباغوز بتاريخ الـ 23 من آذار/ مارس عام 2019.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك