ارتكبت طائرات حربية تركية مجزرة في حي المحمودية بحق المدنيين في عفرين في يوم 16 آذار 2018 راح ضحيتها 21 شخصاً وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء.
شهود عيان على مجزرة محمودية:
الشابة زيلان خليل من قرية عربو (عرب أوشاغي) التابعة لناحية موباتا بعفرين إحدى شهود تلك المجزرة، قالت: “بعد أن اشتدت الهجمات على قرى ونواحي عفرين اتّجهنا إلى مدينة عفرين للحد من تلك الهجمات ومكثنا في عدة أماكن ولكن في كل مرة كانت تشتدّ الهجمات، فمكثنا في نهاية المطاف بحي المحمودية لمدة سبعة أيام”.
وتابعت: “في اليوم الأخير أثناء خلودنا للنوم كانت طائرات تركية تحوم في سماء عفرين وأصوات القذائف لا تتوقف حتى صباح اليوم التالي، حيث سقطت ما يقارب 12 قذيفة قريبة من المنزل”.
وأردفت زيلان: “بعد توقف القذائف لوهلة قرّرنا الخروج لمكان أكثر أماناً، فور خروجي للشارع رأيت المكان يملأه الدماء والأهالي تتراكض في الشوارع من هلع ما شاهدوه في تلك اللحظات، حيث كانت أشلاء المصابين على الأرض وجلهم من الأطفال والنساء”.
بدورها قالت الممرضة فيان تكوشين التي كانت تعمل في مشفى أفرين : “كان المشفى قد اكتظّ بالمصابين ولم يكن لدينا إمكانية لمكان آخر بسبب الحصار، كنا نعالج المصابين على أرض المشفى نظراً لعدم وجود أجهزة ومعدات كافية للمصابين”.
ومن جانبها قالت روشين رشيد وهي من الكادر الطبي في مشفى أفرين: “إنّ الهجمات التركية في عفرين كانت تطال الأماكن الأكثر ازدحاماً، ليصاب أكبر قدر ممكن من المدنيين “
المواطن رشيد عثمان من أهالي قرية حسن ديرا التابعة لناحية بلبله، كان من الذين أصيبوا في ذلك القصف.
يروي رشيد بعض الأحداث التي جرت حينها في عفرين، فأشار إلى أنّه وبعد اشتداد حدة القصف على قرى مدينة عفرين قاوم مع أسرته مدة شهر ونصف في إصرار على البقاء، ولكن الاستهداف العشوائي لمنازل المدنيين وتعرض الأطفال للخطر أجبر عثمان على الخروج من قريته والذهاب إلى مدينة عفرين مع باقي الأهالي النازحين.
يضيف رشيد في سرد التفاصيل، :” استهدف طيران الاحتلال التركي المدنيين مرتين على التوالي، في المرة الأول استهدف حاجز قرية ترندة ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين، وأثناء وصولهم إلى مدينة عفرين ارتكب الاحتلال التركي مجزرة أخرى بحق المدنيين في حي المحمودية، والتي استشهد فيها العشرات من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال”.
يشير رشيد إلى أنّه عند استهداف القافلة في حي المحمودية أصيب هو مع 6 من أفراد أسرته وأسرة شقيقه، ونُقل المصابون إلى المشافي الميدانية في مقاطعة الشهباء حينها، أما المواطن رشيد تم إسعافه إلى مدينة حلب مباشرة، حيث كانت إصابته بليغة في بطنه وظهره وقدمه ويده اليمنى.
رشيد أجرى ثلاثة عمليات جراحية، ولكن لازال يعاني من آلام شديدة في قدمه، ولا يستطيع تحريكها، وبعد مرور سنة أخرجوا منها الشظايا فكان تأثير الشظايا على عظام فخده قوية حيث تسببت باسوداد عظامه وتكلسها.
يقول رشيد :”استهدف الاحتلال التركي قافلة المدنيين رغم أنّهم كانوا يدركون أنّها مدنية، فيما التزمت كافة الدول الصمت على جرائم تركيا ومجازرها في عفرين”.
واختتم المواطن رشيد عثمان حديثه قائلاً ” لن تندمل جراحي إلا بعودتي إلى عفرين وإلى داري”.