ريف الحسكة في 3 تموز/يوليو 2021 : تفاصيل جديدة حصلنا عليها في مركز التوثيق عن فتاة حي الزهور التي أعدمت وقتلت بطريقة مروعة رميا بالرصاص في ريف الحسكة من قبل 11 شخص من أفراد عائلتها تظهر أنّ الفتاة البالغة من العمر 16 عاما قتلت على يد ابن عمها أولا واسمه أحمد السعيدو، والذي قام بركلها وتهشيم عظام جسدها ويدها وأرجلها قبل أن يطلق رصاصات من بندقيته على جسدها الهزيل وجرى كل ذلك أمام أخوة الفتاة انتقاما لأنّها كانت ترفض الزواج به. كما وتأكدنا أنّ الفتاة كانت ” عذراء ” وأنّ عائلتها كانت تعلم ذلك ورغم ذلك تم قتلها بذريعة ” جريمة شرف ” انتقاما لتمردها ورفضها الزواج بابن عمها.
الضحية اسمها (عيدة الحمودي السعيدو) لم تكن تخفي رغبتها بالزواج من شاب آخر أحبها، وأبلغت عائلتها إنّها ترفض الزواج من الشخص الذي هم اختاروه لها عريسا، ولا تحبه وإنّها تريد شابا يحترمها ويقدرها ويحبها وإنّها حرة بقرار يتعلق بمستقبلها وحياتها. الشاب بالفعل تقدم لخطبتها لكن العائلة رفضت ذلك قطعا وبعدما فشلوا في اكراهها على قبول ابن عمها قرروا قتلها بأبشع طريقة، وقبل ذلك كانوا قد احتجزوها كسجينة ” رهينة ” داخل غرفتها بالمنزل ومنعوا عنها الطعام والماء والاتصالات، واعتدوا عليها مرارا قبل قتلها.
ويضيف مصدر من عائلة الفتاة ان (عيده) تمكنت من الهروب من منزل عائلتها نتيجة الظلم الذي مورس بحقها بمساعدة الشاب الذي تحبه ولجؤا الى منزل لأحد وجهاء المنطقة في بلدة تل حميس بالحسكة ، والذي سلم الفتاة ( كان عذراء ) الى عائلتها بعدما عقد صلحا بينهم وابنتهم وعائلة الشاب الذي تحبه على ان يتم تزويجهم وفق العادات والتقاليد وقبل تسليم الفتاة تعهدت عائلتها بعدم الاعتداء عليها ( قتلها ).
اضاف المصدر ” لكنهم خانوا ماتعهدوا به ، قتلوها على الطريق أثناء العودة للمنزل حيث اختاروا منطقة معزولة وتهافتوا على ضربها والتنكيل بجسد ” الطفلة ” وتصوير ذلك، ونشره على حالات الواتس آب وصفحات الفيسبوك.
وفي مركز التوثيق تمكنا من الاتصال بالطبيب الشرعي الذي استخرج الجثة وفحصها مؤكدا بالفعل انها كانت “عذراء”. وهو مايؤكد ان قتل الفتاة كان انتقاما لانها تمردت على العائلة ولم تقبل الزواج بابن عمها.
جريمة مروعة:
بينما تغيب الأرقام والإحصاءات الرسمية لجرائم الشرف في سوريا والمنطقة برمتها، فإنّ صدى الظاهرة أصبح مسموعاً مع تزايد حالات القتل تحت نظر القانون، وبعدما انتشرت أخبار القتل التي تكشف في النهاية عن وجه قبيح لجرائم تُرتكب تحت “دعوى الشرف”، فخيط الجريمة الذي يبدأ بـ”الشك” وينتهي إلى قتل أنثى بريئة في الغالب، يظل ممدوداً دونما معاقبة قانونية حاسمة لمرتكبيها، ليكون رادعا لآخرين وفي الغالب يستخدم القانون نفسه ذريعة للهرب من العقاب، بالتفنّن في استغلال ثغراته.
ففي مشاهد صادمة، تباهت عائلة في الحسكة شمال شرق سوريا بنشر مقطع فيديو مروع يظهر جريمة قتلهم لفتاة بالرصاص، قرب منزل مهجور في ريف مدينة ديريك (المالكية) حيث بدوا يتباهون بفعلتهم وهم يتناوبون على التنكيل بجسد الفتاة الضعيفة الخائفة المرعوبة وينال كل منهم نصيبه من دمها.
السلطات التركية ترفض الإفراج عن جثة فتاة لاجئة قتلت من قبل الجندرمة على الحدود
وظهرت الفتاة وهي تلفظ أنفاسها متألمة وهي تتوسل لأخوتها، وابن عمها فيما يدعوا الرجال بعضهم البعض للاستمرار في تعذيبها وقتلها، حيث يقوم أحدهم بإطلاق الرصاص عليها من سلاحه ويصيح آخر أضرب في رأسها رأسها لم تمت بعد … فيما الفتاة النصف مذبوحة تتلوى وتتألم أمامهم وتضرب الأرض بجسدها النحيف المنهك نتيجة التعذيب والرصاص الذي أُمطرت به.
وأظهر مقطع فيديو الذي سجلّه أحد المشاركين في الجريمة، لحظة اصطحاب الفتاة إلى المنزل المهجور، وأظهر مقطع آخر كيف شارك الأفراد بإطلاق الرصاص عليها.
وتمكنا في مركز توثيق الانتهاكات من تحديد هوية الفتاة وهي تبلغ 18 عاماً اسمها عيدة الحمودي السعيدو، من حي الزهور بحي الغويران في مدينة الحسكة قتلت على يد أفراد من عائلتها بذريعة “جريمة شرف” وهم من عشيرة “الشرابين”، قرر ذويها قتلها بعد معرفتهم بعلاقة حب تربطها بشاب من المنطقة، والذي بحسب مصادر أهلية تمكن من الفرار والاختباء في مكان مجهول، لتواجه الفتاة وحيدة مصيرها المأساوي، وقبل قتلها تم حرمانها من الطعام والماء لأيام، والاعتداء عليها بشكل وحشي حتى اكتمال الجريمة بقتلها بأسلحة رشاشة ومسدسات من قبل أكثر من شخص.
The minor girl Aida Al-Hamoudi Al-Saeedo from the Al-Zohour neighborhood in Ghweran, located in Al-Hasakah region, was killed by her family under the pretext of honor. pic.twitter.com/uYw3ZBT3SG
— VdC-NsY Northern Syria (@vdcnsy) July 1, 2021
الفتاة بحسب مصدر مقرب منها كانت قد رفضت الزواج من ابن عمها الذي اختير لها زوجاً من قبل عائلتها، وحينما فشل أخوتها ووالدها من اقناعها بالزواج به تم ضربها عدة مرات ومنعها من الخروج من المنزل، وبعدها قاموا بمراقبتها واكتشفوا أنّها تحب شابا آخر وترغب في الزواج منه، بعدما تقدم لخطبتها فتم رفضه وسجنت في غرفتها أولا، وضربها مرارا قبل اتخاذ قرار قتلها.
الشاب بحسب ذات المصدر لم يتم محاولة قتله خشية أن تتحول لجريمة ثأر، فتم الاكتفاء والاحتفال بقتل الفتاة البريئة لتذهب ضحية رغبتها في الزواج بالشاب الذي أحبه قلبها.
الجريمة لاقت رفض وتنديد شديد ، لكن الجناة مازالوا خارج نطاق العدالة ولم يتم اعتقالهم أو استجواب أحد من الذين شاركوا في الجريمة، ولا يتوقع اتخاذ أيّة إجراءات، حيث لا توقع المحاكم على المجرم في العادة سوى عقوبة خفيفة أشبه بالتوبيخ أو العتاب. كما تعمد المحاكم إلى تطبيق النصوص القانونية لمصلحة الرجال الذين يزعمون وقوع ما يلطخ شرفهم؛ وقد جرت العادة أن يقبل القضاة الحجة القائلة بأنّ المجني عليها قد دنست بأفعالها شرف العائلة، وبالتالي الدفع بأنّ الجاني أقدم على فعلته “بصورة غضب شديد”، مما يحدو بالقضاة إلى تخفيف العقوبة المفروضة عليه – حتى في الكثير من جرائم “الشرف” التي ترتكب عمداً مع سبق الإصرار، بعد أسابيع أو شهور من وقوع السلوك “المشين” المنسوب للمجني عليها.
ووسط صمت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان أدان مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا بجريمة القتل الجماعي بحق فتاة قاصر مطالباً بإنزال أشد العقوبات بحقهم. “ندين ونستنكر جريمة القتل التي ارتكبت بحق الفتاة القاصر (عيدة الحمودي السعيدو) من حي الزهور بغويران الواقعة في الحسكة والتي تظهر جميع معالمها في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وطالب المركز “الجهات الأمنية المختصة بالقبض على الفاعلين وإدانتهم وفقاً للقانون وإنزال أشد العقوبات بحقهم”، وأضاف “ننصب أنفسنا مدّعين شخصيين بحق كل من له علاقة بارتكاب هذه الجريمة البشعة”.