منذ أن وطأت الفصائل المسلحة التابعة لقوات التركية أقدامها في منطقة عفرين، لم تكف عن اعتداءاتها الجسيمة من القتل والخطف والتعذيب وتضييق الخناق على السكان المدنيين من كافة فئات العمرية من اطفال ونساء ورجال والمسنّين، طالت مدينة عفرين وريفها من القرى والبلدات دون أن تلقى آذاناً صاغية لنداءات الاستغاثة وشكوى الأهالي من المجتمع الدولي الصامت، سوى تلميحات خجولة تعرب عن قلق الامم المتحدة حيال الأزمة الإنسانية التي احدثتها الحرب التركية في عفرين مع بعض الفصائل السورية المسلحة الموالية لها، حيث أعلنت المفوضية الدولية السامية التابعة للأمم المتحدة عن التحقيق في الجرائم في سوريا، معبرة أن تركيا انتهكت المعايير الدولية لحقوق الإنسان أثناء قيامها بعملية “غصن الزيتون” العسكرية في عفرين.
وقالت المفوضية في بيانها، إنّه “يوجد احتمال أنّ القوات الجوية التركية لم تتخذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة عند قيامها بشن الغارات الجوية التي بدأت في 20 أغسطس، وهو ما يعد انتهاكًا صريحاً لحقوق الإنسان”.
وورد في تقرير اللجنة بعض الحالات، التي أدت من خلال هجمات القوات الجوية التركية، والقوات البرية إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وتدمير المرافق العامة والخاصة بما فيها المرافق الطبية والمنازل السكنية والأسواق.
وفي مارس الماضي أشارت اللجنة إلى أنّ قصف القوات الجوية التركية والجيش السوري الحر لمنطقة عفرين أدى إلى مقتل 20 مدنياً من بينهم نساء وأطفال، فيما أصيب 30 آخرون.
لم تتوقف انتهاكات واعتداءات الفصائل العسكرية في مدينة عفرين، في ظل عجز الأجهزة الأمنية عن محاسبتها، حيث أكدت مصادرنا، إنّ مجموعة مسلحة تدّعي انتماءها “لأحرار الشرقية” بقيادة شخص يلقب نفسه “أبو جمو” تمتهن السرقة وابتزاز الأهالي، إضافة إلى اعتداءات تصل إلى الاعتقال والضرب، مشيرة أنّ المجموعة قاومت الشرطة العسكرية عدة مرات، ولم تتمكن الأخيرة من إيقافهم أو اعتقالهم.
في سياق متصل وثّق راصدو المركز أنّ عناصر “أبو حمو” أقدموا على إخراج رجل “كردي” وعائلته من منزل عمه الذي أوكله له بموافقة الشرطة العسكرية في عفرين، بحجة إسكان عوائل نازحة فيه، إلا أنّهم حولوه لمقر عسكري.
في حين تعرضت فتاة كردية قاطنة في عفرين، لعملية التحرش من قبل عناصر المجموعة الذين يتصرفون بطريقة غير أخلاقية مع الأهالي، بالإضافة إلى تعاطيهم المواد المخدرة والمشروبات الكحولية باستمرار.
“أبو جمو” أحد القادة العسكريين في صفوف “أحرار الشرقية” التابعة لـ “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، إلا أنّه تم فصله من صفوفها بعد كثرة الشكاوي ضده، باعتباره سبق وأن تسبب باشتباكات بين عائلة من أهالي مدينة الباب تدعى “آل واكي” وعناصر فصيل “أحرار الشرقية”، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في الطرفين، إضافة لشل الحركة التجارية والمرورية بالمدينة، في حين “أحرار الشرقية” لم تصدر بيانا رسميا بفصله من صفوفها.
ومن ناحية أخرى اندلعت اشتباكات عنيفة بالسلاح “الدوشكا” بين عناصر “فرقة الحمزات” وبين فصيل آخر في قرية “ماراته” التابعة لمدينة عفرين، وأنباء عن حريق اشتعل في طرف وادي في القرية نتيجة الاشتباكات ووصول سيارات الإسعاف إلى الموقع.
بينما شهدت سماء مناطق الشهباء تحليق لطائرة استطلاع تابعة لتركيا، واستمرت لساعات وذلك لعدة مرات متتالية.
ويواجه الفصائل العسكرية في عفرين اتهامات مستمرة من الناشطين بالقيام بعمليات خطف وقتل وسرقة، منذ سيطرتها على كامل المنطقة منذ شهر آذار الفائت، بالتعاون مع الجيش التركي.
في ظل استمرار العمليات المعاكسة تُستهدف عناصر الفصائل وجنود أتراك، من قبل وحدات حماية الشعب، واحياناً أخرى تتبناها مجموعة تطلق على نفسها “غضب الزيتون”، حيث نفذت وحدات حماية الشعب بتاريخ 12 من أيلول الجاري، سلسلة عمليات متزامنة في كل من مركز ناحية جنديرس وقرى نواحي راجو، ماباتا، وشرا، وبنتيجة العملية أصيب ستة عناصر تابعة للفصائل العسكرية بجروح بينهم جندي تركي في مركز ناحية جنديرس.
وفي التاريخ ذاته، نفذت الوحدات عملية ضد آلية عسكرية، تقل عدداً من العناصر العسكرية في قرية أومرا التابعة لناحية ماباتا، حيث تم تدمير الآلية، وتأكيد مقتل اثنين من العناصر، وإصابة آخر بجروح.
وبالتزامن مع ذلك، نصب وحدات حماية الشعب، كميناً لعناصر من فصيل “فيلق الشام” على الطريق الواصل إلى قرية بربنة التابعة لناحية راجو، حيث قتل في العملية عنصرمسلح، وتم الاستيلاء على قطعة سلاح نوع كلاشينكوف.
وفي قرية زيتوناك التابعة لناحية شرا، تم تنفيذ هجوم على عربة عسكرية تقل عدداً من العناصر، حيث لم يتم تأكيد عدد القتلى والجرحى في العملية”.
بينما تبنت مجموعة مجهولة تطلق على نفسها “غضب الزيتون” عملية قتل عنصر في الجبهة الشامية المدعو عامر القطيعخ على طريق راجو- عفرين، بتاريخ 11/09/2018.