كشفت وثائق سرية عن عدد المرتزقة السوريين في ليبيا، وذلك بعد أن تبنى مجلس الأمن الدولي وبالإجماع، أمس الجمعة، قرارا يتضمن ضرورة إخراج المرتزقة من البلاد.
وأشارت الوثائق والتى حصل عليها موقع “سكاي نيوز عربية” إلى أنّ هناك 11 ألف مرتزق سوري في ليبيا، وهو ما يسهل من مهمة تطبيق القرار الدولي الذي صاغته المملكة المتحدة.
ويدعو القرار “جميع الأطراف الليبية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بتاريخ 23 أكتوبر 2020، ويشدد على دعوة كلّ الدول الأعضاء إلى احترامه، بما في ذلك الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا”.
ويطالب القرار الحكومة الليبية الجديدة بإجراء تحضيرات لضمان أن تكون “الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حرة ونزيهة وشاملة”، فيما يشدد على “ضرورة نزع السلاح وتسريح القوات وإعادة دمج (اجتماعية) للجماعات المسلحة وجميع الفاعلين المسلحين خارج إطار الدولة، وإصلاح القطاع الأمني وإنشاء هيكل دفاعي شامل ومسؤول في ليبيا”.
وثائق المرتزقة:
بحسب وثائق وبيانات حصل عليها موقع سكاي نيوز عربية، فإنّ 11609 عناصر من المرتزقة السوريين مازالوا في ليبيا بدعم من حكومة أنقرة.
الوثائق تكشف عن أنّ تركيا أعادت 1226 مرتزقا فقط من أصل 12835 من الذين تم إرسالهم من سوريا وهم من عناصر ما يسمى بـ” الجيش الوطني السوري” الذي شكلته تركيا، ويبلغ تعداده الكلي 25 ألفاً.
ويتكون المرتزقة من:
لواء السلطان مراد (1910)، أرسل لواء سليمان شاه التابع للواء السلطان مراد 1910 عنصر إلى ليبيا حيث عبر 126 منهم في 26 فبراير 2021، و90 منهم في 11 فبراير 2021 إلى تركيا عبر بوابة حوار كلس الحدودية ومن هناك تم إرسالهم إلى ليبيا.
فرقة الحمزات (1810)، عبرت مجموعة مكونة من 40 مسلحا من هذه فرقة الحمزة إلى تركيا عبر بوابة حوار كلس الحدودية في 25 يوليو 2020، وتم إرسالها إلى ليبيا بعد 12 يوماً من التدريب في تركيا. كما تم إرسال مجموعة مكونة من 75 شخصاً إلى تركيا في 23 فبراير 2021 وأيضاً تم إرسال مجموعة مكونة من 35 شخصاً إلى تركيا في 14 مارس 2021 من بوابة حوار كلس الحدودية، ومن هناك إلى ليبيا.
لواء المعتصم بالله، تم نقل 150 عنصراً إلى تركيا بتاريخ 22 يونيو 2020، بعد أسبوع من التدريبات في معسكر كركخان، تم نقلهم إلى ليبيا. إضافة إلى ذلك، عاد منهم البعض بعد غارة جوية على قاعدة الوطية الجوية، ثم عبرت المجموعة إلى تركيا من بوابة حوار كلس الحدودية في 9 يوليو 2020، ومن هناك إلى ليبيا.
لواء صقور الشمال، تم إرسال 430 عنصراً إلى ليبيا. ومن بين هؤلاء، وصل 45 إلى تركيا في 17 يوليو 2020، وتم إرسالهم إلى ليبيا بعد 10 أيام من خضوعهم للتدريب في معسكر كركخان.
الفرقة التاسعة، 150 من أفراد شاركوا في الحرب في ليبيا. تم نقل 50 منهم إلى تركيا بتاريخ 17 ديسمبر 2020 عبر بوابة حوار كلس الحدودية. بعد 10-13 يوماً من التدريب في معسكر كركخان، تم نقلهم إلى ليبيا.
فيلق الماجد، 978 فرداً تم إرسالهم إلى ليبيا. وعبر 40 منهم إلى تركيا عبر بوابة حوار كلس الحدودية في 20 يوليو 2020، وتم إرسالهم إلى ليبيا بعد التدريب مدة أسبوع. وفي 16 يوليو 2020، عبرت مجموعة مكونة من 65 عنصرا منهم إلى تركيا عبر بوابة حوار كلس الحدودية، وتم إرسالهم كغيرهم من المجموعات أخرى إلى ليبيا بعد تلقيهم تدريبات في معسكر كركخان.
فرقة المعتصم، 1170، فيلق الرحمن 790، أحرار الشرقي 600، جيش الإسلام 585، لواء الوقاص 400، لواء سمرقند 350، فيلق الشام 365، هيئة تحرير الشام 80، الفوج 113، فرقة سليمان شاه 1200.
قنبلة موقوتة:
المحلل السياسي الليبي، حسين مفتاح، يقول إنّ مسودة القرار التي تم الإعلان عنها، والتي تتناول إخراج المرتزقة من ليبيا، كانت يجب أن تكون مفصلة بشكل أكثر وأن تذكر الدول التي جلبت المرتزقة إلى طرابلس، وأن تحدد أعدادهم وتضع جدولا زمنيا لإخراجهم.
وأضاف مفتاح، لموقع سكاي نيوز عربية، إنّ وجود 11600 مرتزق سوري في ليبيا يمثلون خطرا كبيرا على الوضع القائم وعلى العملية السياسية برمتها، وحتى لو توافق الليبيون فيما بينهم سيظل المرتزقة غصة في حلق هذا التفاهم.
وأشار إلى أنّ تركيا سحبت عددا قليلا من المرتزقة وأعادتهم إلى سوريا ولكن يقدر عددهم بالمئات فقط من بين عشرات الآلاف الذين تم الدفع بهم في ظل وجود حكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج، ولو ظل الأمر على هذه الوتيرة فلن يتم إخراج المرتزقة من البلاد قبل الاستحقاقات الانتخابية في ديسمبر القادم.
غياب الجدية:
مدير مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، مصطفى عبدي، يقول إنّه لا يظن أنّ تركيا جادة في موضوع إعادة المرتزقة وإن بدا أنّها توحي بعودتهم فهي أساسا تنكرت لتجنيدهم وإرسالهم إلى ليبيا أو أذربيجان، كما وأنكر ذلك مسؤولوا الائتلاف السوري وقادة الجيش الوطني ووقعوا في حرج كبير حينما ظهرت وثائق واعترافات وفيديوهات وصور تثبت تواجد قادة وعناصر من ما يسمى بالجيش الوطني في ليبيا.
وأضاف عبدي، لموقع سكاي نيوز عربية، إنّ المرتزقة أصبحوا يتمردون على قادتهم ويصورون فيديوهات وخاصة المتعلقة بفضح قادة المرتزقة وسرقتهم لرواتب العناصر أو فيديوهات لزوجات المرتزقة الذين تم الاعتداء عليهم من قبل قادة الفصائل كما فعل محمد الجاسم أبو عمشة وآخرين.
وتابع إنّ تركيا لن توقف تدخلاتها في ليبيا، فمازال هنالك الآلاف منهم في ليبيا وتدفع الحكومة الليبية رواتبهم بمجوب اتفاقيّات سابقة وقعتها تركيا مع السراج.