احتفلت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا، الثلاثاء بمرور عامين على إعلانها القضاء على دولة الخلافة الإسلامية المزعومة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ( داعش )، الذي مازال يشكل مصدر تهديد لخصومه.
وتزامنت الاحتفالات مع تصعيد تركي غير مسبوق ، وقصف وهجمات برية تستهدف مواقع هذه القوات في بلدة عين عيسى وتل تمر وتل رفعت ، وهي الهجمات التي تسببت حتى الآن في مقتل 11 مدنيا بينهم 5 أطفال وامرأة وإصابة 36 آخرين ، إضافة لمقتل 4 من قوات سوريا الديمقراطية. إضافة لتصعيد من عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي يشنها داعش في عدة مناطق وبشكل خاص في بادية ديرالزور وريف الحسكة وحلب.
هجمات الجيش التركي أدت لمقتل 11 شخص في بلدة عين عيسى منذ نوفمبر 2020
وتأتي احتفالات قوات سوريا الديمقراطية وحلفائها بالنصر على تنظيم داعش بينما لا يعني القضاء على “الخلافة” المزعومة التي أعلنها زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في العام 2014 بعد سيطرة مقاتليه على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، فالتنظيم مازال يشن هجماته.
وبعد انتهاء آخر المعارك ضد التنظيم في قرية الباغوز في 23 مارس 2019، وجدت قوات سوريا الديمقراطية نفسها أمام تحد آخر يتمثل في مصير عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم من جنسيات مختلفة، المحتجزين في سجونها وفي مخيمات مكتظة تشهد حوادث أمنية عديدة وتصاعدا في وتيرة التطرف لاسيما من نساء وأطفال داعش.
في حقل العمر النفطي في صحراء دير الزور، نظمت قوات سوريا الديمقراطية عرضا عسكريا ضخم، بحضور ممثلين عن التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وجدّدت القوات في بيان تلاه القيادي في مجلس الشدادي العسكري صايل الزوبع التحذير من أنّ “القضاء على آخر رقعة جغرافية لإرهابيي داعش في شمال وشرق سوريا.. لا يعني زواله بشكل تام”.
ونبّهت إلى أنّ المرحلة الحالية تُعدّ “الأصعب في مواجهة الإرهاب وأصعب من مرحلة مقارعة داعش وجها لوجه” كما أنّها “الأخطر”.
أشار قائد القوات الخاصة للتحالف في دير الزور، أحمد ناصر، إلى أنّهم يحتفلون اليوم بتضافر الجهود التي حررت المنطقة وهزمت داعش، مؤكدًا أنّه يجب المضي قدماً لدحر داعش، كي لا يخسروا ما كسبوه في الحرب.
وقال ناصر “شراكتنا تعمقت بالدماء المشتركة التي بذلت في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، وما وصلنا إليه الآن هو بفضل تلك التضحيات”.
ونوّه قائد القوات الخاصة للتحالف في دير الزور، أحمد ناصر، إلى أنّهم يحتفلون اليوم بتضافر جهودهم التي حررت المنطقة وهزمت داعش، وأضاف “ما تحقق هو بفضل تكاتف الكرد والعرب وغيرهم، وهذا يوضح أنّه عندما نعمل معاً فسنكون قادرين على صنع العجائب، ويجب أن نبقى كذلك”.
وتابع بالقول “العمل ضد داعش لم ينته، ومستمر على إنهائه، ولن نهدأ حتى القضاء عليه، كما نؤكد إنّنا سنمضي قدماً لدحر داعش، كي لا نخسر ما كسبناه في حربنا”.
وقال قائد القوات الخاصة للتحالف في دير الزور، أحمد ناصر، في نهاية حديثه “مع قوات سوريا الديمقراطية والمجلس المدني والمجالس المحلية ومع العشائر سنصنع مستقبلًا مشرقاً لأهالي المنطقة”.
وتشنّ قوات سوريا الديمقراطية دوريا وبدعم من التحالف خصوصا في محافظة دير الزور، وريف الحسكة حملات دهم واعتقال لعناصر يُشتبه بانتمائهم إلى التنظيم يستهدفون غالبا عبر عبوات ناسفة أو اغتيالات، مقاتلي قسد أو موظفين ومدنيين يعملون لصالح الإدارة الذاتية.
وحققت قوات سوريا الديمقراطية منذ تأسيسها عام 2015 انتصارات كبيرة على تنظيم داعش ، بدءا من معركة كوباني ولاحقا حملة استهدفت تحرير مدينة تل أبيض ومنبج وريف الحسكة ، واستعادت تلك القوات تدريجا مناطق سيطر عليها التنظيم، أبرزها معقله في مدينة الرقة العام 2017، وصولا إلى حصاره مطلع 2019 في قرية الباغوز الصغيرة التي لم يكن أحد قد سمع بها عند ضفاف نهر الفرات قرب الحدود العراقية.
وخلال الهجوم، حوصر آلاف الجهاديين وعائلاتهم في آخر جيوبهم. وخرج هؤلاء تدريجا على وقع القصف فتمّ نقل العناصر إلى السجون وأفراد عائلاتهم إلى مخيمين في محافظة الحسكة (شمال شرق).
وتوّجت هزيمة التنظيم بمقتل أبوبكر البغدادي ليل 26-27 أكتوبر 2019 في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب (شمال غرب). وأعلن التنظيم تعيين أبا إبراهيم الهاشمي القرشي خلفا له.
ومنذ ذاك الحين، تكرر قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية مطالبتها الدول المعنية بتخفيف العبء عنها، عبر استعادة مواطنيها أو مساعدتها على إنشاء محكمة دولية لمحاكمتهم في سوريا، لكنها لم تلق تجاوبا.
وقالت في بيانها الثلاثاء “لاتزال خطورة داعش تكمن في شخص الآلاف من المعتقلين، ممن تم أسرهم، إلى جانب الآلاف من أسرهم المحتجزين في مخيمي الهول وروج ممن يحملون الذهنية الداعشية المتطرفة، دون أن تشهد الساحة الدولية أي تحرك لحل هذه القضية”، مضيفة “يتحتم على الدول الإقليمية والدولية تحمل مسؤولياتها في حل ملف معتقلي داعش وأسرهم العالق”.
وخلال المراسم قال قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد أبو خولة في كلمة له “إنهاء داعش يتطلب المزيد من العمل”.
أبو خولة تطرق إلى الحديث عن موضوع معتقلي داعش وأسرهم في مخيم الهول ضمن مناطق شمال وشرق سوريا قائلاً “يجب العمل على حل موضوع القنابل الموقوتة الموجودة في المخيمات وبالأخص الهول، ويجب أن يتحمّل التحالف مسؤولياته والعالم أيضاً لحل موضوع معتقلي داعش وإعادة إعمار المنطقة”
ومن جهته قال الرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني، غسان اليوسف، في كلمة له “منذ تحرير الباغوز استبشر الأهالي في شرق الفرات الخير، قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية أصحاب مشروع يضمن حقوق الجميع”
وأضاف: إلى الآن مرحلة العمل على دحر التنظيمات الإرهابية لم تنته، ويجب تضافر الجهود للقضاء عليها”.
غسان اليوسف وخلال كلمته، أكد على بذلهم الجهود في سبيل إعادة إعمار ريف دير الزور “نحاول في الإدارة المدنية لدير الزور مدّ يد العون لأهلنا في إعادة الإعمار، إلا أنّنا لانزال نحتاج إلى المزيد من الجهود”.
وعن حل الأزمة السورية تابع اليوسف داعياً إلى أنّه “يجب أن تكون مكونات شمال وشرق سوريا جزءاً من الحل السوري، وقال: “نتطلع إلى حل سياسي يضمن حقوق الجميع، ونؤكد أنّه لا حل للأزمة السورية دون الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ونحن مصممون على النجاح والاستمرار.
كما تحدث في المراسم شيخ عشيرة العكيدات، حمود النوفل، وجاء في كلمته “نؤكد وقوفنا جنباً إلى جنب، الكرد والعرب، من أجل إنهاء فكر داعش والقضاء على خلاياه.
النوفل دعا أبناء مناطق دير الزور إلى الانضمام إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.