في أقصى شرق محافظة الحسكة الواقعة شمال سوريا، يقبع أحد أخطر المخيمات في العالم، يضم عائلات لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية، وبين الحين والآخر يشهد “الهول” محاولات هرب من قبل تلك العائلات.
وألقت قوى الأمن في مخيم الهول، فجر اليوم الجمعة 20 آذار \ مارس 2020، القبض على 5 نسوة داعشيات يحملن الجنسية الروسية، وبرفقتهن 13 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 1 – 7 أعوام، أثناء محاولتهن الفرار من مخيم الهول, الواقع 45 كم شرق مدينة الحسكة.
ويعدّ مخيم الهول من أكبر المخيمات الواقعة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, إذ يضم حالياً أكثر من 66 ألف شخص بين نازحين ولاجئين عراقيين, وأكثر من 40 ألف شخص من عائلات مرتزقة داعش “سوريون, عراقيون, أجانب” ما يجعله أخطر مخيم في العالم.
وفي تفاصيل محاولة الهرب، قال مصدر في قوى الأمن, إنّ محاولة الفرار حدثت في الساعة الرابعة صباحاً عند السور الجنوبي للمخيم، وتم إفشالها بعد رصد كاميرات المراقبة، وتدخل من حراس المخيم.
من بين النسوة الداعشيات المعتقلات، سعيدة مولود سلطان، وهي زوجة أمير ومسؤول الشؤون الإدارية لعائلات قتلى داعش الأجانب المدعو حسن يعقوب.
ويعيش في مخيّم الهول الّذي يعتبر أكبر المخيمات في شمال شرق سوريّا قرابة 68223 ألف شخص، و18132 عائلة، وتقدّر نسبة الأطفال فيه 65%، الأطفال السّوريّون (18079) طفل، والعراقيّون (19203) طفل، و (7158) طفل مهاجر، وبذلك يكون المجموع الإجمالي للأطفال (44440) طفل داخل المخيّم ومن بينهم يوجد ما لا يقلّ عن 224 طفل يتيم منهم (104) طفل في مراكز الرّعاية.
وتُظهر المحادثات والرسائل النصية المرسلة عن طريق تطبيق “الواتساب”، تواصل سعيدة سلطان مولود, مع مسؤول تهريب نسوة داعش من مخيمات الإدارة الذاتية إلى مناطق خاضعة لتركيا، والذي يدعى بـ “ابو الحارث” العراقي(وهو موجود في مدينة سلقين على بعد 5كم من الحدود التركية), ومع مسؤول عائلات داعش الأجانب المدعو أبو صالح, والمسؤول عن نقل النساء المدعو حجي شاكر.
كما تُظهر الرسائل تواصل المدعوة سعيدة مولود مع أبو الحارث العراقي المسؤول عن تهريب نسوة داعش من مخيم الهول باتجاه مدن “جرابلس, الباب, إدلب”
ويتضح من التسجيلات الصوتية والرسائل أن أبو الحارث هو عراقي الجنسية ويتواجد حالياً في محافظة إدلب، ويستخدم أرقام هواتف تركية، ويتحرك بأوامر مسؤول داعش أبو صالح يعتمد في عمليات تهريب نسوة داعش على سائق سيارة نوع فان H1, يدعى حجي شكري, وهو المسؤول عن نقل النسوة بعد خروجهن من مخيم الهول, إلى جرابلس, ومنها إلى الباب, وصولاً إلى إدلب, ويثبت ذلك المحادثات بين سعيدة سلطان مولود وسائق السيارة حجي شاكر ذلك.
وفي محادثة أخرى يظهر تواصل سعيدة مع مسؤول عائلات مرتزقة داعش الأجانب أبو صالح, وفيها تخبره سعيدة عن قيامها بتأمين 4 نسوة من الجنسية الروسية إلى جانب 9 من أطفالهن, لتهريبهن من المخيم, وإيصالهن إلى إدلب.
وتؤكد الرسائل والتسجيلات الصوتية بين الطرفين وجود 3 مضافات لنساء داعش منتشرة في مناطق “جرابلس, الباب, إدلب”, إلى جانب وجود واحدة في الأراضي التركية, يتم فيها تجميع نسوة داعش حتى تزويجهن من داعش أو تسهيل تحركهن في تلك المناطق.
سعيدة سلطان مولود, أكدت مسؤوليتها عن التنسيق بين نسوة داعش في المخيم, ومسؤولي داعش في محافظة إدلب السورية.
وسعيدة هي روسية الجنسية في العقد الثالث من عمرها, لديها 5 أطفال هم “مريم, صفية, زينب, إلياس, إسماعيل”, من زوج بريطاني يدعى حسن يعقوب, وهو مسؤول الشؤون الإدارية لعائلات قتلى داعش، المعتقل حالياً لدى قوات سوريا الديمقراطية, بحسب ما قالته سعيدة.
وفي تفاصيل توجهها إلى سوريا، تقول سعيدة “دخلنا إلى سوريا أنا وزوجي نهاية عام 2015, بعد أن طلب زوجي القدوم إلى سورية والجهاد, دخلنا عبر الأراضي التركية, وتوجهنا إلى الرقة, ومنها إلى البوكمال, ومنها إلى هجين ثم الباغوز, وتم اعتقالنا في الباغوز وجلبوني إلى هنا مع أطفالي”.
وأكدت أنها على تواصل مع أبو الحارث, وأبو صالح, لتهريب نسوة داعش من المخيم باتجاه محافظة إدلب السورية, مروراً بمدينتي جرابلس والباب.
خطر كورونا يطرق أبواب السجون والمخيمات.. الوباء القاتل يهدد حياة معتقلي داعش وعوائلهم شمال سوريا