دعوات أوربية وتحذيرات أمريكية لتجنّب التصعيد العسكري التركي ضد أكراد سوريا

ظهرت دعوات دولية لتجنّب التصعيد العسكري التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على منطقة شمال سوريا وشرق الفرات، وهي شريكة التحالف الدولي في مكافحة داعش.

وفي هذا السياق حذرت ألمانيا تركيا مجددا ودعتها لضبط النفس عسكريا في سوريا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتفن زايبرت اليوم الأربعاء في العاصمة برلين: “لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري بالنسبة للنزاع في سوريا”.

وأضافت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية” أي تدخل عسكري سوف يجعل الوضع الإنساني في سوريا أكثر صعوبة مما هو عليه بالفعل”.

وبينما تعتزم الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من سوريا، تهدد تركيا القيام بحملة شمالي البلاد.

وعبّر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم الأربعاء عن تفاؤله إزاء الحوار مع الجماعات الكردية التي تريد إبرام اتفاق سياسي مع دمشق في إطار جهودها لدرء هجوم تهدد به تركيا.

وقال المقداد “التجارب السابقة (مع الجماعات الكردية) لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها. وإذا كان بعض الأكراد يدعون أنّهم جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن الشعب سوري فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل”.

وتابع في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحفيين “نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات”، مضيفا أنّه يجب الأخذ في الاعتبار أنّه لا بديل عن ذلك.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأربعاء إنّه لن تكون هناك أي معوقات أمام انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وذلك على الرغم من التهديدات التركية ضد حلفاء واشنطن الأكراد هناك ،متعهدا بضمان توفير الحماية للأكراد. واجتمع بومبيو الذي يزور العراق في اطار زيارة تشمل 8 دول مع القادة الكرد في إقليم كردستان الأربعاء لطمأنتهم مجددا بشأن خطط واشنطن في أعقاب إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجئ الشهر الماضي عن انسحاب الغير المتوقع من سوريا.

وحين سئل في أربيل عما إذا كان موقف أردوغان بشأن حماية الأكراد يعرض الانسحاب للخطر قال بومبيو للصحفيين: ”كلا. نحن نجري محادثات معهم وفي الوقت نفسه نتحدث عن كيفية تنفيذ هذا بطريقة تحمي قواتنا“.

هذا وذكر مسؤول أمريكي كبير  رافق مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون في زيارته لأنقرة أنّ بولتن شدد في محادثاته مع المسؤولين الأتراك على الحاجة لضمانات على أنّ المقاتلين الأكراد الذين تساندهم الولايات المتحدة في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية لن يلحق بهم الضرر بعد الانسحاب الأمريكي وإنّ أي هجوم تركي على مناطقهم سيواجه برد أمريكي حاسم.

وكان جون بولتون، قد وضع «شروطاً» قال إنّه يجب تلبيتها قبل سحب القوات الأمريكية من سوريا وفق ما ذكرته شبكة «إن بي سي» الإخبارية الأحد 6 يناير/كانون الثاني 2019 . وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي إنّه يجب تلبية شروط من بينها تطمينات بشأن سلامة وأمن الحلفاء الأكراد، قبل سحب القوات الأمريكية من سوريا، وضمان مواجهة ايران والهزيمة الكاملة لتنظيم الدولة الإسلامية .

وأصدر ترامب العديد من البيانات العامة منذ إعلانه الانسحاب الشهر الماضي، وخلقت تلك البيانات التباساً حول تعهُّده بسحب القوات الأميركية من سوريا. إذ بدا أنَّه يتراجع عن وعده يوم 31 ديسمبر/كانون الأول، حين قال إنَّ إدارته «ستُعيد قواتنا إلى الديار ببطء»، لكنَّه مع ذلك لم يتطرَّق للموعد المحدَّد لإتمام عملية الانسحاب. وكرَّر ترامب يوم الأربعاء 2 يناير/كانون الثاني رغبته في حماية «الأكراد» في سوريا، وهو بيانٌ غامضٌ آخر قد يفتح الأبواب أمام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للتلكؤ في تنفيذ عملية الانسحاب.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك