طالبت روسيا اليوم الخميس بمغادرة جنود أميركيين باقين في سورية، متهمة الولايات المتحدة بأنها قوة احتلال.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية “تاس”: “بالنسبة لوجود جنود أميركيين في سورية، فإن موقفنا معروف جيدا. وجود الوحدات الروسية في سورية هو فقط الشرعي بدعوة من القيادة السورية”.
وسحبت الولايات المتحدة قواتها بشكل مفاجئ من شمال سورية في وقت سابق من هذا الشهر، قبل أيام من بدء تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو)، هجوما ضد قسد في المنطقة الذين كانت الولايات المتحدة تحميهم.
وتوصلت روسيا، الداعم العسكري الرئيسي للحكومة السورية، إلى اتفاق مع تركيا هذا الأسبوع لتقاسم السيطرة على أجزاء من شمال سورية استهدفها الهجوم التركي، مما أجبر المسلحين الأكراد على مغادرة هذه المناطق.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أمر بانسحاب بلاده الجزئي، في خطاب متلفز هذا الأسبوع إن “عددا صغيرا من القوات الأميركية سيبقى” في سورية، لا سيما لحماية منشآت النفط.
وستحتفظ الولايات المتحدة، وفق ما قال ترامب، بقوات لها في شرق سوريا حيث بدأت قوات النظام الانتشار بدعوة كردية مؤخراً من دون أن تستلم زمام الأمور ميدانياً بشكل كامل.
ويشير ترامب على الأرجح إلى روسيا التي كرّست باتفاقها مع تركيا نفسها، وفق محللين، كصاحبة اليد الطولى في سوريا، دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول الباحث والأستاذ الجامعي فابريس بالانش لفرانس برس “يستعيد الأسد ثلث مساحة البلاد من دون أن يطلق رصاصة”، وذلك بفعل نتائج عملية “نبع السلام” العسكرية التركية في سوريا.
وقال ترامب “ضمنا أمن النفط. وبالتالي، سيبقى عدد محدود من الجنود الأميركيين في المنطقة حيث النفط”.
ويشكل استعادة شمال وشرق سوريا أولوية بالنسبة إلى دمشق، كون المنطقة غنية بحقول النفط الغزيرة والسهول الزراعية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” الخميس أنّ أرتالا جديدة من الجيش السوري دخلت الخميس ريفي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) لتعزيز انتشاره في شمال شرق البلاد.
ورغم تخلي الأميركيين عنها، تحافظ قسد على علاقاتها مع واشنطن التي لازالت تملك حضوراً عسكرياً كبيراً في مواقع أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد ترامب أنه تحدث مع قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي الذي كان “ممتنا جدا” للولايات المتحدة، بحسب قوله.
لكن على الأكراد أن يفاوضوا بشأن مستقبلهم اليوم مع روسيا التي باتت القوة الأجنبية الأكثر نفوذاً في سوريا بدون منازع.
وقالت “القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية” في بيان الأربعاء إنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف أجريا اتصالاً متلفزاً مع عبدي، أعرب خلاله الأخير عن شكره لموسكو لعملها على “نزع فتيل الحرب في مناطقنا وتجنيب المدنيين ويلاتها”.
صحيفة “إيسفيستيا” الروسية علّقت اليوم الخميس على الهدنة في شمال سورية، والتي يراد لها أن تصبح سلاما دائما، بالقول: “تحقق موسكو في سورية ما لا يريده الأميركيون، هكذا يمكن إيجاز نتائج المفاوضات التي أجريت في 22 أكتوبر في سوتشي بين رئيسي روسيا وتركيا، على الرغم من أن الأمر كان في البداية يبدو وكأنه من الممكن أن يستأنف الأتراك عملياتهم الحربية ضد الوحدات الكردية المسلحة، بعد استراحة قصيرة لالتقاط الأنفاس”.
ورأت الصحيفة أنّ “السيناريو تغيّر الآن”، وأن “تعزيز الموقف الروسي وإضعاف الموقف الأميركي في المنطقة يعطيان الأمل في إجراء اتصالات وثيقة وبناءة بين دمشق والأكراد من أجل التوصل لهدنة نهائية”.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة كانت قبل ذلك تدعم وبشكل نشط توجهات انفصالية للأكراد، “ولكن أصبح من الممكن الآن توقع الرجوع عن ذلك، ومن الواضح أنه لم يعد هناك تقريبا حديث عن اعتماد وضع خاص لهذه المنطقة، أصبح الحديث الآن عن تحويل الهدنة المؤقتة في سورية إلى سلام دائم”.
وبدأت القوات الروسية الأربعاء بموجب الاتفاق تسيير أولى دورياتها في المناطق الشمالية قرب الحدود مع تركيا، لتملأ بذلك فراغا خلفه انسحاب القوات الأميركية أضر بالأكرد بالدرجة الاولى كونها جاءت مفاجئة، واعتبرتها قسد خيانة.
المصدر
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات