سلمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا\AANES الأربعاء طفلين من أطفال داعش يحملون الجنسية النمساوية إلى ممثل لحكومة بلدهم.
وصل اليوم، الأربعاء، وفد نمساوي برئاسة كونتر ريسير الممثل الرسمي لوزارة الخارجية النمساوية إلى معبر سيمالكا الحدودي بين روج آفا وباشور “جنوب كردستان”، لاستلام طفلين نمساويين يتيمين، كانا في مخيم الهول.
واستقبل الوفد النمساوي نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية لشمال وشرق سوريا فنر الكعيط ، رئيسة هيئة المرأة في إقليم الجزيرة روكن أحمد، المسؤول في دائرة العلاقات الخارجية عبد الرحمن سلمان، والمسؤولة في إدارة مكتب العلاقات العامة لوحدات حماية المرأة إيتان عيسى.
وبعد أن ناقش الطرفان آلية تسليم الطفلين في مركز العلاقات بمعبر سيمالكا، واطلاع الوفد الزائر على الوثيقة التي تثبت صحة الأطفال جسدياً ونفسياً، سلّمت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الطفلين إلى الوفد النمساوي.
هذا وشكر ممثل وزارة الخارجية النمساوية كونتر ريسير خلال مؤتمر صحفي دائرة العلاقات الخارجية على الجهود التي بذلوها ويبذلونها لتسليم الأطفال إلى بلدانهم، كما قدّر جهود الإدارة الذاتية في المساهمات التي يقدمونها، كما وشكر قوات سوريا الديمقراطية التي واجهت إرهاب داعش التي تهدد المجتمع الدولي، والتي قدّمت تضحيات كبيرة لهزيمة داعش.
وعلى هامش المؤتمر الصحفي صرّح نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية فنر الكعيط لوكالتنا بأن الطفلين اللذين كانا لدى عائلة في مخيم الهول قد تم التعرف عليهما من خلال جدتهما التي كانت على اتصال مع هذه العائلة في مخيم الهول، ولفت الكعيط أنه من خلال التواصل بين دائرة العلاقات الخارجية والخارجية النمساوية فقد تم الاتفاق على تسليم الطفلين عبر البروتوكولات والقوانين الدولية.
وتابع الكعيط إن الأطفال هم من مواليد 2016، 2017، والإدارة الذاتية قدّمت وتقدم كافة التسهيلات لأي دولة تريد استرداد أطفالها.
وقد تم تسليم الأطفال إلى الوفد النمساوي بعد التوقيع على ثيقة الاستلام.
وتؤوي مخيّمات شمال شرق سوريا 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.
ويُشكّل هؤلاء عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية بتسلّم مواطنيها. وقد استلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات الجهاديين، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وروسيا وأخرى بأعداد محدودة مثل السودان وفرنسا والولايات المتحدة.
وجرت آخر عملية تسليم الأسبوع الماضي باستعادة أوزبكستان 148 طفلاً وامرأة من عائلات عناصر التنظيم بالإضافة إلى تسليم 13 طفلا إلى العراق.
وترفض دول أخرى إعادة مواطنيها مثل فرنسا لكنها تراجعت واعلنت استعدادها لاستقبال أطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين. وكانت استعادت في آذار/مارس وللمرة الأولى خمسة أطفال يتامى.
وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات الجهاديين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون تديرها قسد.
ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم، التي أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء على “خلافته” في 23 آذار/مارس بسيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتلوه في بلدة الباغوز في شرق البلاد.
ومع تلكؤ الدول المعنية في تسلّم رعاياها الجهاديين، طالب الأكراد بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمتهم في سوريا.
وبالإضافة إلى الأجانب من عائلات التنظيم، تؤوي مخيمات النزوح عشرات آلاف السوريين والعراقيين، وأبرزها مخيم الهول الذي يقيم فيه 74 ألف شخص، بينهم 30 ألف سوري، ويستضيف بشكل خاص عوائل الجهاديين من أجانب وغيرهم.
وأعلنت الإدارة الذاتية الأحد أنّ نحو 800 امرأة وطفل بدؤا بمغادرة مخيّم الهول “بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر” في المنطقة، وبينهم أفراد من عوائل جهاديين وآخرون مدنيون .
وكانت إدارة مخيم الهول قد بدات بنقل 800 من عوائل داعش على مراحل وهم من الذين سجلوا رغبتهم في العودة إلى مدنهم وقراهم في مدينتي الرقة والطبقة.
وافتتحت “الإدارة الذاتية” مخيم “الهول” منتصف نيسان (ابريل) عام 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم “داعش” واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.
الإدارة الذاتية تسلم طفلين من عوائل #داعش للنمسا pic.twitter.com/B8rTTacfPB
— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) October 2, 2019