كل شيء عن “المنطقة الآمنة” شمال سوريا…

جاري التحديث….

اجتمع وفد مؤلف من قيادة التحالف الدولي شمال وشرقي سوريا وقيادات في القوات الخاصة الأمريكية والمسؤولة عن تنفيذ “الآلية الأمنية” على الحدود السورية التركية إلى جانب ممثلين عن الخارجية الأمريكية مع كل من مسؤولي المجالس العسكرية في سري كانية/ رأس العين و كري سبي/تل أبيض يوم الخميس لمناقشة التفاصيل التي تم الاتفاق عليها بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ووافقت عليها قيادة قوات سوريا الديمقراطية وتم كشفها للمجلسين.

وبحسب قيادة التحالف الدولي في شمال وشرقي سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية طرف أساسي في الاتفاق الأمريكي-التركي حول “الآلية الأمنية” التي سيتم من خلالها حفظ الاستقرار في المنطقة بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) منها.

وأكدت قيادة التحالف أن الشراكة والتعاون بين قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية ستستمر في هذه المنطقة.

وتسمي الولايات المتحدة الاتفاق المبرم بينها وبين كل من قوات سوريا الديمقراطية بــ”الآلية الأمنية” للاستمرار في الحفاظ على المنطقة الآمنة الموجودة أصلا في شمال وشرقي سوريا.

وبحسب المصادر، سوف تطبّق “الآلية الأمنية” في المنطقة الممتدة بين كل من سري كانية/رأس العين إلى كري سبي/تل أبيض.

وبحسب ما كشف عنه الطرف الأمريكي لقيادة المجلس العسكري في سري كانية في الاجتماع الذي تم انعقاده في الثاني والعشرين من آب/أغسطس الجاري، فإن تركيا لديها مخاوف من الجهة الجنوبية للحدود، “فهذه المنطقة تعاكس المنطقة الممتدة من سري كانية إلى تل أبيض”.

وأكدت القيادة الأمريكية خلال الاجتماع أن “تركيا شريكة مهمة للولايات المتحدة في المنطقة, فهي مهمة لمصلحتنا في الشرق الأوسط وأيضا في أوروبا”.

كما أكدت القيادة الأمريكية أنهم يتداركون مخاوف قوات سوريا الديمقراطية من “الآلية الأمنية” التي سيتم تطبيقها على مراحل.

وبحسب المصادر العسكرية التي كشفت مضمون الاتفاق أن الولايات المتحدة قامت بالنيابة عن قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية أي من الناحية العسكرية والسياسية، بالتفاوض مع تركيا لتتفادى هذا الصراع.

وأكدت القيادة الأمريكية خلال الاجتماعين المنفصلين برأس العين و تل أبيض، أنهم يمثلون مصالح قوات سوريا الديمقراطية في المفاوضات مع تركيا.

كما أكدت القيادة في الاجتماعين أن “وجود القوات الأمريكية هو الضامن لنجاح هذه الآلية الأمنية” وأكدت على بقائها في شمال وشرقي سوريا وأنها مستمرة مع شريكتها (قوات سوريا الديمقراطية) في مهمتها لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وقال ممثل الخارجية الأمريكية في كل من اجتماعي كري سبي/تل أبيض وسري كانية/ رأس العين إنه “لدينا فريق سياسي بقيادة جيمس جيفري يعمل لإبقاء الوضع في شمال وشرقي سوريا كما هو واستمرار الأمن، ومن خلال المفاوضات المستمرة نحاول أن نصل إلى حل سياسي”.

وأكد ممثل الخارجية الأمريكية أن “موقف الولايات المتحدة من تركيا ومن قوات سوريا الديمقراطية هو الحفاظ على الوضع المستقر في شمال وشرقي سوريا والاستمرار في محاربة داعش”.

وفي نهاية الاجتماعين أكد الوفد الأمريكي الذي يقود التحالف الدولي في شمال وشرقي سوريا أن “الشيء الذي نركز عليه، هو تطبيق النقاط التي وافقت عليها قوات سوريا الديمقراطية”.

ابتعاد وحدات حماية الشعب من الحدود

من البنود التي تم الاتفاق عليها بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية المشرفة على تطبيق “الآلية الأمنية” في مناطق شمال وشرقي سوريا المحاذية للحدود التركية الجنوبية هو “إبعاد عناصر وحدات حماية الشعب عن المناطق الموجودة في سري كانية وتل أبيض”.

والمنطقة المحددة لتطبيق “الآلية الأمنية”، فإنها تمتد بين مدينتي سري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) بطول 70 – 80 كم وبعمق بين /5/ و/14/ كم، على أن تشمل المناطق غير المأهولة بالسكان، بعد تقسيمها إلى ستة قطاعات.

وقد انسحبت أولى وحدات “حماية الشعب” في الثاني والعشرين آب/أغسطس الجاري من مدينة سري كانية مع أسلحتها الثقيلة، كما انسحبت المجموعة الثانية في الرابع والعشرين من قرية العدوانية الحدودية /35/كم غربي مدينة سر ي كانية.

وكان قد أجرى وفد من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات مع المجالس العسكرية والمدنية وقوى الأمن الداخلي في سري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض).

وتألف الوفد من قائد القوات الخاصة الامريكية في سوريا، الكولونيل كارل، وممثل وزارة الخارجية الامريكية، جورج، الضابط المسؤول على تنفيذ “الآلية الأمنية”، إسكندر ديب، و ممثل قوات سوريا الديمقراطية لدى التحالف الدولي، هيمن تمي.

وقال قائد قوات الخاصة الامريكية في سوريا، الكولونيل كارل في الاجتماع المنعقد مع المجلس العسكري لسري كانية في الثاني والعشرين في آب/أغسطس الجاري إنهم عملوا مع قوات سوريا الديمقراطية على تقسيم المنطقة المحددة بين مدينتي سري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) لتسيير الدوريات العسكرية المشتركة بين القوات الأمريكية والتركية إلى ستة قطاعات في طول /88/كم وعرض ما بين /5/ إلى /14/ في المناطق غير المأهولة بالسكان.

و القطاعات الثلاثة الأولى ستكون في مناطق كري سبي (تل أبيض) و سيتم إدارتها من قبل المجلس العسكري لتل أبيض، أما المناطق الثلاث الأخرى ستكون في سري كانية وتحت إدارة مجلس سري كانية العسكري بحسب الكولونيل كارل.

وأضاف: “سنعمل على تقسيم القطاعات في تلك المناطق مع المجالس العسكرية وقوات الأمن الداخلي”.

وقال الكولونيل الأمريكي: “اتفقنا مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية لتدريب وزيادة قوات المجالس العسكرية في سري كانية وتل أبيض على مراحل، و سيتم تجهيز و تسليح هذه القوات”.

وأكد “إننا سنعمل مع قوات سوريا الديمقراطية لتنفيذ هذه الآلية لنبين للطرف التركي أن قوات سوريا الديمقراطية تنفذ ما وعدت به”.

انسحاب وحدات حماية الشعب (YPG) أو عناصر من قوات سوريا الديمقراطية “سيتم بالتنسيق مع قيادة “قسد” وسيكون على مراحل، ولن يكون هناك فراغ في المنطقة، ولن يحصل أي خطر” بحسب الكولونيل الأمريكي.

وعندما يتم سحب وحدات من “YPG” من المنطقة المحددة، سيتم ملء ذلك الفراغ فورا من قبل المجالس العسكرية في تلك المناطق. أي سيتم استبدال مجموعات من وحدات حماية الشعب (YPG) مع مجموعات أخرى تابعة للمجالس العسكرية فوراً، بحسب ما تم الكشف عنه لمراحل تنفيذ “الآلية الأمنية” من قبل الطرف الأمريكي للمجلس العسكري في سري كانية خلال اجتماع الثاني والعشرين من آب/أغسطس الحالي.

وقال قائد القوات الخاصة الأمريكية في المنطقة إنه “سيتم ملء المنطقة وانسحاب وحدات حماية الشعب على مراحل وسنقوم بجلب قوات أمريكية إضافية للمساعدة في تسيير الدوريات وملء الفراغ”.

خطر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)

من جهته، أكد ممثل قوات سوريا الديمقراطية في التحالف الدولي، هيمن تمي، خلال الاجتماع، أن انسحاب وحدات حماية الشعب من الحدود سيكون “على مراحل بطيئة وبالتدريج وبحذر كبير، تحسّبا لأي خطر قد يفسح المجال لعودة تنظيم داعش إلى المنطقة”.

وأكد هيمن تمي أن “قوات سوريا الديمقراطية نفذت في الأشهر الستة الأخيرة العديد من العمليات العسكرية ضد خلايا داعش وتم القبض على أكثر من /33/ إرهابي في المنطقة الممتدة بين سري كانية و تل أبيض”.

وأشار إلى أن “الموضوع الأمني في المنطقة نقطة حساسة جدا بالنسبة لنا، ونحن كقوات سوريا الديمقراطية حذرون جدا في تنفيذ ابتعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب من الحدود، ولن ندع المجال لحدوث أي فراغ أمني”.

ومن جهته قال المتحدث باسم مجلس سري كانية العسكري، عماد منو، أنهم سيعملون بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية على زيادة عدد قواتهم لمنع حدوث أي فراغ أمني”.

وأضاف: “نحن قادرون على حماية منطقتنا ولنا تجربة كبيرة في الحرب على الإرهاب وخاصة أثناء مواجهتنا للقاعدة وجبهة النصرة في 2013”.

وأكد “أننا اكتسبنا خبرة كبيرة في قتالنا تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية في السنوات الأخيرة في الحرب ضد تنظيم داعش بالرقة ودير الزور”.

وقال هيمن تمي إن “وحدات حماية الشعب لن تقبل أبدا بعودة داعش أو وجود قوة أجنبية أخرى في المنطقة”.

واجتمع الوفد الأمريكي في الثاني والعشرين من آب/أغسطس الجاري مع قوى الأمن الداخلي في سري كانية (رأس العين) وقبلها بيومين في كري سبي (تل أبيض) لاطلاعهم على آخر التطورات حول تنفيذ “الآلية الأمنية” في مناطقهم وما تم الاتفاق عليه مع الجانب التركي.

وبحسب الضابط المسؤول عن تنفيذ “الآلية الأمنية”، إسكندر ديب، ستستمر قوى الأمن الداخلي في كل من سري كانية وكري سبي في مهامها للحفاظ على الاستقرار والأمن الداخليين كما أنها ستكون على اطلاع على كافة التغييرات والتطورات التي ستحصل في المستقبل حول تنفيذ “الآلية الأمنية”.

وأكد المسؤولون الأمريكيون في لقاءاتهم بالمجالس العسكرية والمدنية لسري كانية وتل أبيض “أننا سنمثل مصالحكم في المفاوضات مع تركيا للحفاظ على الاستقرار في المنطقة”.

وقال قائد القوات الخاصة الأمريكية، الكولونيل كارل، خلال اجتماع سري كانية: “لطالما نحن موجودون هنا، أنتم شركاؤنا الأساسيون “.

وأضاف: “علاقتنا مع قوات سوريا الديمقراطية ستكون علاقة مبنية على الثقة والشفافية، وحتى في جميع الظروف سوف أقول لكم الحقيقة وإن كنت غير مرتاح فيها أيضا. قوات سوريا الديمقراطية أيضا صريحة معنا وهذا يبني علاقة قوية”.

وبحسب الكولونيل الأمريكي، فإن “الإدارة الأمريكية بيَّنت لنا خطة طويلة الأمد لمحاربة تنظيم داعش، لذلك لا أتوقع انسحابنا في وقت قريب”.

لا وجوداً دائماً لتركيا ودوريات مشتركة في مناطق محددة

بحسب الضابط المسؤول على تنفيذ “الآلية الأمنية” على الحدود السورية التركية، إسكندر ديب، فقد “تم التوصل للاتفاق مع الجانب التركي حول تسيير دوريات تركية – أمريكية مشتركة وتم تخصيص قوات أمريكية خاصة للحدود بين سوريا وتركيا، بالإضافة إلى أنه ستكون هناك طلعات جوية مشتركة مع تركيا لمراقبة المنطقة”.

“ولكن هناك تفاصيل لم يتم التوصل إلى اتفاق عليها بعد” بحسب الضابط الأمريكي.

وأضاف: “النقاشات بين الولايات المتحدة وتركيا سوف تستمر، للعمل على التفاصيل الباقية وسيتم توسيع الدوريات المشتركة على مراحل”.

طرف ملتزم

يقول ممثل قوات سوريا الديمقراطية لدى التحالف الدولي، هيمن تمي : “نحن كقوات سوريا الديمقراطية ندعم جهود السيد جيفري فيما يخص المنطقة الآمنة و سنسحب قواتنا من المنطقة الحدودية تدريجيا و نساعد المجالس العسكرية في المناطق التي يتم تطبيق الآلية الأمنية فيها وسيكونون قادرين على ملء الفراغ الذي سينتج من سحب قواتنا”.

ويؤكد هيمن تمي: “لن يكون هناك تواجد تركي دائم في المنطقة”.

ويضيف: “نحن وافقنا فقط على دوريات مشتركة أمريكية – تركية ضمن حدود مناطق الآلية الأمنية المعتمدة”.

ويشير منسق قوات سوريا الديمقراطية لدى التحالف الدولي إلى أنهم يثقون بخبرات قادة المجالس العسكرية في سري كانية وكري سبي “و لديهم خبرات قتالية اكتسبوها خلال معاركنا ضد الإرهاب”.

“و سيكونو قادرين على التعامل مع أي تهديد على مناطقهم”

كما يؤكد هيمن تمي “أننا سنكون قريبين منهم إذا تعرضت تلك المناطق لأي تهديد”.

مصالح مشتركة

وأكد المسؤولون الأمريكيون المتفاوضون مع تركيا حول اتفاق “الآلية الأمنية” في شمال وشرقي سوريا في لقاءاتهم بالمجالس العسكرية والمدنية لرأس العين وتل أبيض (جرت الاسبوع الفائت) “أننا نمثل مصالح قوات سوريا الديمقراطية في المفاوضات مع تركيا للحفاظ على الاستقرار في المنطقة”.

ويقول الضابط الأمريكي المسؤول عن القوات الأمريكية لأمن الحدود التركية – السورية، اسكندر ديب: “سنكون مرافقين لجميع الدوريات التركية، أي أنها ستكون دوريات مشتركة بيننا (الولايات المتحدة) وبين تركيا، الاتفاق الذي حصل بيننا يمنع من تسيير الدوريات من قبل تركيا فقط وأيضا لا يسمح بتواجدهم لوقت دائم في المنطقة، وإنما مجرد دوريات”.

تنفيذ

“جرى تنفيذ أول طلعة جوية مشتركة بين قادة أتراك وأمريكيين نفذتها مروحية، السبت، في إطار المرحلة الأولى من إقامة المنطقة الآمنة في سوريا”، بحسب وزارة الدفاع التركية.

وتعقيباً على ذلك قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، شون روبرتسون: إن “تنفيذ أول تحليق مروحي تركي أمريكي في أجواء الشمال السوري، يعد نقطة تحول ناجم عن جهود مركز العمليات المشتركة لتنسيق جهود إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات”.

وقد انسحبت أولى وحدات “حماية الشعب” في الثاني والعشرين آب/أغسطس الجاري من مدينة سري كانية مع أسلحتها الثقيلة، كما انسحبت المجموعة الثانية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري من قرية العدوانية الحدودية /35/كم غربي مدينة سر ي كانية.

عودة “من لم تتلطخ أيديهم بالدماء”

يتخوف أهالي منطقتي سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/تل أبيض من بند “عودة اللاجئين” في اتفاق “الآلية الأمنية” في شمال وشرقي سوريا.

وكانت قد اتفقت الأطراف على عودة اللاجئين إلى “المنطقة الآمنة”، ما أثار مخاوفاً لدى أهالي المنطقة، حول الغموض في تنفيذ هذا البند من “الاتفاقية”.

ويقول لقمان عيسى، المسؤول في المجلس المدني لسري كانيه لـــ”نورث برس إن ملف اللاجئين “واضح جدا بالنسبة لنا”، مضيفا إنهم كإدارة هذه المنطقة “لم نغلق بابنا يوما أمام أهالي المنطقة الذين نزحوا إلى دول الجوار وإلى كافة دول العالم، وليست لدينا مشكلة في استقبالهم وتأمينهم في هذه المنطقة”.

ويشير المسؤول المحلي “منطقتنا آمنة منذ أكثر من سبع سنوات, بعد أن طردنا المجموعات المسلحة وجبهة النصرة من مدينتنا، واستقبلنا الكثير من مواطني كافة المناطق السورية، ولكن منطقتنا صغيرة ولا تتحمل عبئا أكبر”.

هدف سياسي

أصبحت قضية اللاجئين الذين قارب عددهم أربعة ملايين لاجئ سوري في تركيا، وفق إحصائيات الأمم المتحدة, مادة تستغلها الأحزاب التركية لغايات سياسية. وهو ما بدا واضحاً بقوة خلال انتخابات البلدية الأخيرة في مدينة اسطنبول.

ويقول المسؤول في المجلس المدني لسري كانيه: “لا نستطيع استقبالهم جميعا، كما إن تركيا تُسيّس في موضوع اللاجئين”.

ويؤكد: “نحن نستطيع استقبال كافة أبناء منطقتنا فقط من اللاجئين الموجودين في تركيا”.

وبحسب لقمان عيسى “تركيا تُريد تغيير ديمغرافية المنطقة مثلما فعلت في عفرين، نحن لا نريد أن تتكرر هذه السياسة مرة أخرى في مناطقنا”.

ويجزم بالقول: “لا نستطيع استقبال من تلطخت أيديهم بالدماء في الهجمات التي حصلت في السنوات السابقة على منطقتنا”.

سري كانيه

“سري كانيه” كانت أول مدينة في شمال وشرقي سوريا تهاجمها المجموعات المسلحة باسم “الجيش السوري الحر”، والتي قَدِمَت عبر الحدود التركية أواخر عام 2012، بحسب قيادات عسكرية في سري كانية.

ويقول عماد منو، قائد مجلس سري كانية العسكري (في تصريحات إعلامية سابقة لنورث برس) إن تلك المجموعات كانت تترأسها كتيبة غرباء الشام التابعة لجبهة النصرة/القاعدة، “والمسلحون الذين احتلوا المدينة لم يكونوا سوريين فقط”.

وتضم المدينة تنوّعاً مجتمعياً من كرد وعرب وسريان وأرمن وشيشان ومسيحيين ويزيديين ومسلمين.

ويردف لقمان عيسى، المسؤول في المجلس المدني لسري كانيه “قدمنا في حربنا على الإرهاب منذ بداية الأزمة السورية أكثر من /11/ ألف شهيد و/22/ ألف جريح”.

ويضيف: “لا يمكن لأهالي المنطقة الذين قدّموا هذه التضحيات أن يستقبلوا من تسبب في ارتكاب الجرائم”.

ويذكر عيسى أنهم عانوا كثيرا من بطش الإرهاب منذ هجمات “الجماعات المسلحة” عليهم بدعم من الحكومة التركية، “وبعدما قاومنا تلك المجموعات نرى التهديد نفسه من قِبل تركيا الآن للهجوم على مناطقنا الآمنة”.

ويقول “مساعدة تركيا للمجموعات المسلحة وعلى رأسهم جبهة النصرة/القاعدة أثناء هجمات 2012-2013 على سري كانيه تُثير مخاوف كثيرة في الوقت الحالي بأن تتكرر تلك الحرب مرة أخرى، وكذلك هجمات تركيا على عفرين في 2018 أيضا وتهجير أهاليها يزيد من هذه المخاوف من أن تهاجم تركيا على منطقتنا هذه التي نحميها منذ أكثر من ثمانية سنوات”.

دور رئيسي

يقول لقمان عيسى، عضو اللجنة المدنية في سري كانيه للتنسيق مع التحالف الدولي, إن دور مجلسهم المدني في فترة تطبيق اتفاق “الآلية الأمنية” وما بعده، هو “دوري رئيسي في إدارة هذه المنطقة الآمنة الموجودة من قبل، ومجالسنا المحلية تتكون من أهالي سري كانيه”.

وهناك لجنة مدنية خاصة تنسق مع التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة الخارجية الأمريكية بشكل مباشر، بحسب المنسق المحلي.

“داعش”

يقول المنسق المحلي مع التحالف الدولي، لقمان عيسى، إن هدفهم في “الحفاظ على المكتسبات التي حققناها بعد طرد تنظيم داعش من المنطقة والحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة متطابقة مع الأهداف الأمريكية”

ويقول إنهم يثقون بالوساطة الأمريكية في التفاوض مع تركيا, ووجود قواتها على الأرض ضامن أساسي لنجاح هذا الاتفاق، “ولكننا نسعى لأن تكون لهذه المنطقة هويتها السياسية لضمان حقوق المكونات المجتمعية الموجودة في المنطقة”.

ويضيف: نحن لا نريد أن يعود تنظيم داعش إلى المنطقة ونريدها أن تبقى مستقرة، ومجلسنا هو الضامن لعدم عودة التنظيم إلى المنطقة من خلال قواتنا الأمنية الداخلية ومجالسنا الإدارية التي تضم كافة فئات المجتمع”.

ويُطالب لقمان عيسى بإشراف واعتراف دولي في هذه المنطقة لعدم عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

ويقول: “ما حققناه على الأرض في الحرب على الإرهاب، يجب أن يكون هناك اعتراف سياسي به”.

هدف استراتيجي

يكمل عيسى حديثه قائلاً “الجهود التي نقدمها لتحقيق “الآلية الأمنية” ما هي إلّا خطوة أولى في تحقيق هدفنا الاستراتيجي في تحقيق وإيجاد حل للأزمة السورية”.

ويضيف “تدخل تركيا في الأراضي السورية، لا يخدم الحل ويزيد من استمرار هذه المقتلة”.

المصدر

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك