يبدو أنّ السياسة التركية القائمة على التحريض وخلق الفتن بين العرب والأكراد لن تنتهي، وباتت سلاحها البديل بعد فشل مساعيها في الخصول على توافق للتوغل في منطقة شرق الفرات حيث اصطمدت طموحاتها بحائط الرفض الأمريكي والأوربي والكردي.
مساعي تركية امتدت لتشمل مُهاجمة أي خطوة داخلية للحوار، سواء بين الكرد فيما بينهم، أو بين العشائر العربية نفسها.
وتعتقد أنقرة من خلال سياستها هذه، أنّ بإمكانها اختلاق الذرائع بالتالي لمزيد من التدخل السياسي والديني في دول المنطقة، وصولاً للتدخل العسكري المباشر في بعض الدول، راغبة في ذلك ليس فقط لاستعادة ما تُسميه أمجاد الامبراطورية العثمانية، بل للمحافظة على استقرار حُكمها الذي بدا يتآكل، والظهور كمدافع عن مصالح الأمة الإسلامية وفقاً لمزاعمها.
وتستخدم المخابرات التركية وحزب العدالة والتنمية لذلك بشكل رئيسي وكالة أنباء الأناضول الحكومية التي تبثّ أخبارها باللغة العربية لمخاطبة شعوب المنطقة.
الأناضول نشرت الخميس مقابلة مع من قالت إنّه شيخ عشيرة الشعيطات أحد أكبر العشائر العربية في سوريا رافع عقلة الرجو، حيث نقلت عنه مُطالبته “السعودية والإمارات العربية المتحدة بوقف دعمها لقوات سورية الديمقراطية.
وتطرّق الرجو للزيارة التي أجراها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، مؤخراً، لمدينة ديرالزور في سوريا.
ويتردد سامر السبهان على زيارة مدينتي دير الزور والرقة السورية، حيث اجتمع مؤخرا في موقع حقل العمر النفطي وبحضور نائب وزير الخارجية الأميركي جويل رابيون، والسفير الأميركي ويليام روباك، بعدد من قادة قوات سوريا الديمقراطية وشيوخ ووجهاء قبائل ومجالس دير الزور.
وناقش الاجتماع آلية مكافحة داعش وضمان عدم عودته، إضافة إلى دعم المجلس المدني في المحافظة، وتقديم الخدمات لمنطقة شرق الفرات. كما تمّ بحث تعزيز اقتصاد المنطقة عن طريق دعم المشاريع والقطاعين الصحي والتعليمي.
وأفادت مصادر بأنّ الاجتماع تطرّق إلى التطورات التي تشهدها المنطقة، وآليات القضاء على خلايا تنظيم داعش الإرهابي، والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وفي ظلّ تنافس إقليمي دولي على كسب ودّ العشائر العربية في مناطق شرق الفرات السوري، تسعى الولايات المتحدة ودول خليجية وأوربية لتحقيق المزيد من التوافق الكردي الكردي والكردي العربي في مواجهة الفتنة التي تعمل كلّ من تركيا وقطر على إذكائها وتفاقمها، وبالتالي خلق الذرائع لاجتياح القوات التركية للمناطق التي تسيطر عليها قسد في سوريا.
وقال الرجو للأناضول، مدعيا أنه يتحدث باسم جميع العشائر العربية في سوريا “إن الشخصيات التي قابلها السبهان في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” لا يمثلون العشائر العربية حسب ادعائهم، فهؤلاء كانوا في السابق ضمن صفوف تنظيم داعش، والآن هم ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية”.
واعتبر الرجو “أن السعودية من خلال دعم قسد في سوريا، فهي تعمل ضد الشعب السوري وضد تركيا” وفق تعبيره.
واتهم الرجو السعودية بالتورط في علاقات سابقة مع تنظيم داعش.
وأكد “أن الوزير السعودي اشترى ذمم الشخصيات المذكورة بالمال وذلك لكي يكونوا ضمن صفوف “قسد”، بهدف تهدئة سكان المنطقة الغاضبين من “قسد” ولدفعهم لدعم المنظمة ضد الجيش السوري الحر وتركيا”.
وأوضح “أن الشخصيات التي التقاها السبهان هم ناصر الطرامي من عشيرة الشعيطات، وحاجم البشير من قبيلة البكارة، وأحمد الثامر من عشيرة البو جامل، و أحمد حامد الخبيل، وأبو نعيم الكسار من عشيرة البكير، وجميل محمود الهفل، والشيخ جميل الرشيد الهفل، من قبيلة العكيدات، وحمود المنادي من عشيرة الكرعان”.
وبحسب الرجو “فإن السبهان أعطى جميل الرشيد الهفل 300 ألف دولار، و حاجم البشير 250 ألف دولار، وأعطى كل من ناصر الطرامي و أحمد الثامر 150 ألف دولار”. وهو ما نفاه المذكورين في تصريحات سابقة.
ولفت الرجو أن “زيارة الوزير السعودي الأخير التي تمت برعاية أميركية، جاءت لوقف الاحتجاجات الواسعة والتي انطلقت مؤخراً في المنطقة وان”الوزير السعودي” طلب من الشخصيات المذكورة دعم قسد ضد تركيا” على حدّ تعبيره.
وذكر الرجو “أن وفدا إماراتيا زار المنطقة في يونيو الماضي واشترى بالمال ذمم بعض ضعاف النفوس، وذلك في نفس الإطار أي ضمان الدعم لقسد”، حسب قوله.
وأفاد الرجو أن “العشائر العربية لم تقبل بهذا التفاهم وأن العشائر تدعم الجيش الحر وجاهزة للقتال ضد النظام (السوري) و روسيا و قسد و ي ب ك وإيران”.
ودعا الرجو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إنشاء قواعد عسكرية تركية في محافظات الرقة ودير الزور و الحسكة”.
وساطة فرنسية
على صعيد آخر، هاجمت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء، ما قالت إنّه وساطة أطلقتها فرنسا لتحسين العلاقة وتقريب وجهات النظر بين المجلس الوطني الكردي السوري، وحزب الاتحاد الديمقراطي.
ونقلت الأناضول، إنّ فرنسا عرضت على المجلس فتح جميع مكاتبه في مناطق سيطرتها شرقي سوريا، والبدء بحوار بين الجانبين للتوصل إلى صيغة تفاهم.
وأوضحت المصادر أن المجلس الوطني الكردي أجرى خلال الأيام الماضية اجتماعا مغلقا لدراسة العرض الفرنسي، حيث عبر أعضاء المجلس عن عدم ثقتهم بالخطوة.