المأزق التركي في سوريا ….

1- إرسال الجيش السوري لتعزيزات ضخمة وأسلحة ثقيلة إلى محاور ريف حلب الشمالي ونصب قاذفات صواريخ خطوة متقدمة توضح تماما مدى المأزق التركي شمال سوريا حيث يقتل المزيد من جنود أردوغان في عمليات فدائية دقيقة في إدلب وريف حلب والحسكة والرقة.
2- ماذا عن التهديد التي أطلقها أردوغان باحتلال مدن جديدة وثم تراجعه وبناء آمال في أن يحجز موعداً في قمة العشرين المرتقبة مع الرئيس جو بايدن الذي رفض لقاءه قبل ذلك في اجتماعات الجمعية العامة وأمل لقاء جديد مع الرئيس بوتين ومحاولة إقناع واحد منهم بضوء أخضر لغزوة جديدة؟
3- قد نختلف في بعض الرؤى لكن من المؤكد أنّنا جميعا متفقون على نقطتين:
– تركيا لن تستطيع التقدم مترا واحدا دون ضوء أخضر أمريكي في شرق الفرات، وروسي غربي الفرات (عدا منبج).
– المرتزقة الموالين لتركيا باسم الجيش الوطني عاجزين عن إطلاق رصاصة واحدة بدون أوامر تركية، وهم غير قادرين على احتلال قرية واحدة دون غطاء جوي ودعم الجيش التركي على الأرض.
4- احتمالية شن هجوم جديد يستهدف شرق الفرات ( كوباني ، عين عيس ، تل تمر ) :
لا يمتلك أردوغان أيّة أوراق في شرق الفرات ليقدمها لأي طرف هنا وعقد صفقة، حتى ذريعة المنطقة الآمنة وعودة النازحين فشلت لكون هذه المناطق تحولت لبؤر لانتشار الإرهاب والجريمة والانتهاكات.
منطقة شرق الفرات خاضعة لاتفاقات معقدة بين 4 أطراف رئيسية (قسد، أمريكا ، روسيا ، تركيا) يدرك أردوغان جيدا أنّ أي كسر لهذا الاتفاق ستكون عواقبه كارثية عليه شخصياً وعلى نظامه حيث سيفعل الأمر التنفيذي رقم 13894 الذي مدده الرئيس جو بايدن تلقائيا مع وجود فريق قوي في البيت الأبيض والبنتاغون ودور فعال لبريت ماكفورك وهو ما يشكل رعبا حقيقا في أروقة قصر أردوغان.
ونذكر أنّ هذه المناطق يقطنها قرابة 100 ألف من المهجرين قسرا من مدينتي تل أبيض وسري كاني المحتلتين من قبل الجيش التركي وميليشيات الجيش الوطني وهؤلاء ممنوعون من العودة وتعرضت منازلهم للنهب والاحتلال.
5- احتمالية شن هجوم جديد بلدة تل رفعت ومنبح :
يقطن في هذه المنطقة قرابة 130 ألفا من المهجرين قسرا من مدينة عفرين المحتلة، وهي منطقة يمتلك فيها أردوغان ورقة إدلب وعقد صفقة تبادل مع روسيا لكن هنالك مشكلة كبرى أخرى وهي إيران التي تنتشر بشكل فعال في نبل والزهراء وتتحكم بالطريق إلى حلب من الشهباء وتل رفعت ومنبج ولا يمكن للروس بأي حال التحرك هنا دون إيران أو عقد أيّة صفقات وسبق أن رفضوا البتة وبشكل قاطع ونهائي أي تلاعب بخريطة توزع القوى وهنا نتذكر كيف أنّ ايران أفشلت صفقة تل رفعت مقابل جسر الشغور في حزيران 2019 وأنّ تحقيق ذلك كان سيعني تعرض قرابة 100 ألف يقطنون نبل والزهراء من الشيعة للإبادة وهذا يشكل هزيمة كبرى لإيران أخلاقيا،  إضافة لذلك فإنّ نفوذها في ريف حلب وشمال سوريا سيذوب تماما مقابل صفر منافع.
وعليه فلا فرص متوفرة لأردوغان لا شرق الفرات ولا غربه، وأنّ التهديدات التي يطلقها غايتها أن تدفع لوقف استهداف جنوده مع ارتفاع عدد القتلى وعجزه عن حمايتهم وما يتعرض له من ضغوط داخلية كبيرة من المعارضة ومن أعضاء حزبه في أنّ مهمته في سوريا فشلت، واستراتيجيته في سوريا فشلت … وأنّه كما ذهب يطلب الصفح من مصر ومن السعودية ومن الإمارات يجب أن يتوقف هنا ويتوقف قتل جنودهم في معركة خاسرة وأنّه لا يستطيع للأبد حماية الإرهابي أبو عمشة وأبو حاتم وأخواتهم.
أردوغان يتأمل لقاء مع جو بايدن في قمة العشرين هذا خالص طموحه، لقاءه بالرئيس بوتين كان مخيبا لآماله لا سيما وأنّ الطائرات الروسية استهدفت مرتزقته في نقاط عميقة وهو مازال في الجو في طريق العودة.
هكذا تجري الأمور … رفض بايدن لقاء أردوغان في هامش اجتماعات الجمعية العامة، تهجم عليه أردوغان الذي أجل عدوته لخمسة أيام وذهب بعد ذلك إلى موسكو والتقى بوتين، فشل في روسيا أيضا واليوم عاد وهو يبدي رغبة كبيرة أن يقبل بايدن الاجتماع به في قمة العشرين.
‏أردوغان خسر الملايين من الدولارات ولم يحصل على طائرات F35 لأنّه تورط في شراء S400 الروسية التي هو عاجز عن تشغيلها، واليوم يسترجي واشنطن أن تعوضه بمنحه طائرات F-16 لتعويض خسارته لكن حتى ذلك غير ممكن لكون تركيا تخضع لعقوبات وفق قانون مكافحة خصوم أمريكا وهو قانون يعرف اختصارا باسم CAATSA وهو يعني حرمان تركيا من الوصول إلى الدعم المالي من المؤسسات المالية الدولية. وحظر الأسلحة والذخيرة، لا سيما المستخدمة في سياق الهجوم على قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا. كما وأنّ القانون يتيح فرض عقوبات على الدول الأخرى التي تبيع الأسلحة لتركيا.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك