نزح الآلاف المواطنين من مناطق الشمال السوري على مدار الشهريين الماضيين جراء حملة التصعيد العسكري لقوات الحكومة السورية والمعارضة المدعومة من تركيا وفق ما وثقت منظمة حقوقية.
وأسفرت الهجمات العسكرية عن سقوط عشرات المدنيين، وقال فريق منسقو الاستجابة في الشمال السوري إن التصعيد العسكري تسبب منذ 2 فبراير/ شباط الماضي بمقتل 244 مدنياً في محافظة إدلب وريفي حماة وحلب.
وبحسب بيان للمنظمة توزع كان عدد الضحايا فى إدلب (195)، في محافظة حماة (40)، وفي محافظة حلب (7)، في محافظة اللاذقية (2).
وسجل الفريق خلال الأسبوع الماضي فقط وفاة 45 مدنياً، بينهم 14 طفلاً نتيجة الهجمات المستمرة على المنطقة.
واليوم الإثنين وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ملف إدلب بـ”المشكلة الشائكة”، مؤكدًا إن بلاده لم تستطع تنفيذ خطة إنشاء منطقة منزوعة السلاح، التي تم التوصل لها مع تركيا نهاية العام الماضي، وتنص على فصل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، عن مناطق الفصائل العسكرية.
وقال “بوتين” في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان: إن “مشكلة إدلب شائكة، وصحيح أننا لم نتمكن بعد من تطبيق المعايير التي اتفقنا عليها في سوتشي، لكنني أعتقد أن حل هذه المشكلة ممكن”، وأضاف “أتمنى أن تسفر الجهود المشتركة عن إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في مناطق التوتر، وتقود في النهاية لتحييد المصدر الإرهابي”.
وعقب القمة الرروسية، التركية قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن حكومة بلاده وروسيا تسعيان لاتخاذ إجراءات مشتركة ضد المقاتلين الأجانب في محافظة إدلب، وأضاف “جاويش أوغلو” لقناة “إن تي في” التركية الأربعاء، أن “أنقرة وموسكو متفقتان على ضرورة اتخاذ إجراءات مشتركة ضد مقاتلين إرهابيين أجانب، ومجموعات متطرفة في المنطقة”، إضافة إلى التزامهما بتنفيذ الاتفاق الموقع بين رئيسي البلدين حول محافظة إدلب
وأردف “أوغلو” أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقف انتهاكات قوات النظام السوري للاتفاق، مشيرا أن استمرار الاشتباكات في سوريا يعرض العملية السياسية للخطر.
تغيير ديمغرافي
وفيما يخص عمليات النزوح الجماعي المتزايدة تحت ضغط التصعيد العسكري، لفت الفريق إلى أن 25 ألف و776 عائلة نزحت جراء العملية العسكرية، توزعوا على 35 ناحية ضمن المنطقة الممتدة من “درع الفرات” و”غصن الزيتون” وصولًا إلى مناطق شمال غرب سوريا.
ويخشى سكان منطقة عفرين الذين نزحوا إلى مناطق في ريف حلب الشمالي بعد العملية العسكرية التركية والسيطرة على مدينتهم في آذار 2018 من أن تعمد تركيا لإعادة توطين هؤلاء في قراهم وبلداتهم لتثبيت عمليات تغيير ديموغرافي و بدأت في ممارستها منذ سيطرتها على المدينة وتوطين آلاف السكان القادمين من الغوطة الشرقية ومنحهم هويات جديدة…والخطوة تثبت أن هنالك خطة مشتركة بين النظامين السوري والتركي بالفعل لإحداث موجة نزوح وتثبيت التغيير الديمغرافي.