المجلس الوطني الكردي يدعم “المنطقة الآمنة” التركية ويكشف عن قبول تركي لمشاركة قواته في إدارتها مع الجيش الحر

في تناقض واضح للمواقف بين قيادات المجلس الوطني الكردي السوري يدل على عمق الخلافات الداخلية قال عضو المجلس الكردي عبد الباسط حمو والذي عينته أنقرة في منصب نائب للائتلاف باسطنبول أن المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إنشاءها تمثل حلا لمشكلة شمال سوريا ولعموم سوريا.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 15 يناير / كانون الثاني الجاري، أن أنقرة تعتزم إقامة منطقة آمنة شمالي الجارة سوريا، وهدد بذبح الأكراد هناك ودفنهم في خنادقهم وهي التصريحات التي أثارت حفيظة المسؤولين الغربيين ودفعت وزير الدفاع الأمريكي وممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي للاستقالة لا سيما وأن ترامب كان قد اتخذ موقفا بالانسحاب من سوريا ليتراجع عن الخطوة لاحقا ويقرر إبقاء 400 جندي مع رصد مبلغ 550 مليون دولار ضمن ميزانية 2020 لدعم قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري.

وأضاف حمو في مقابلة مع الأناضول بمقر الائتلاف في مدينة إسطنبول التركية، أن “مبادرة المنطقة الآمنة هي بداية حل للإشكاليات الموجودة في شمالي سوريا، ثم إيجاد الحل لباقي المناطق السورية”.

وزاد أن “قرار الانسحاب الأمريكي كان متوقعا”.

حمو كشف أن “المجلس الكردي عرض على تركيا استعداده للمشاركة في إدارة تلك المنطقة وأن لديهم قوات تدربوا في شمال العراق، وأن اجندتهم وطنية سورية ويعملون لمصلحة سوريا”.

وتابع: “قواتنا قادرة على المشاركة في قيادة تلك المنطقة….. مع أبناءها العرب والتركمان”.

وتابع: ” التعاون التركي الأمريكي يمثل إضعافا لدور (وحدات حماية الشعب)، لأن من سيملأ الفراغ هناك هم البيشمركة السورية، والتصريحات التركية بتواجدها واضحة”.

واستطرد: “المنطقة (شمالي سوريا) متاخمة لتركيا، وهي حليف للولايات المتحدة والناتو (حلف شمال الأطلسي)، وتوجد مصالح مشتركة.. قد تكون هناك اختلافات، لكن الحل يكون بالتوافق، وأيضا التوافق مع أبناء المنطقة”.

وأعرب عن اعتقاده بأنه سيكون هناك “حل مشترك بين أمريكا وتركيا والمعارضة السورية وأبناء المنطقة، بموافقة روسيا، خاصة مع زيارة الرئيس أردوغان لروسيا وسيكون أحد أهم ملفات الزيارة هو المنطقة الآمنة بعد الانسحاب الأمريكي”.

قال حمو: “منذ بداية الثورة (2011) اختار الأكراد والمجلس الكردي الوقوف ضد الطاغية بشار الأسد، ولم يتغير موقفهم”.

وأردف أن “حزب الاتحاد الديمقراطي “بدأ يستفرد بالحكم بدعم من الأسد، وعند إعلان الإدارة الذاتية، عارضها المجلس الوطني الكردي، فبدأ (ب ي د) بملاحقة مؤيدي وأعضاء المجلس، ويشن حملة اعتقالات مستمرة”.

وتحدث عن معاملة سيئة للغاية يتعرض لها المعتقلون في السجون: “المعاملة قاسية جدا، وتوجد ظروف نفسية صعبة.. لا يزال كثيرون مختفين، مثلا مصير بهزات دورسن غير معلوم، وهو مختف، وكذلك مصير سبعة ضباط أكراد انضموا إلى الثورة لا يزال مجهولا”.

وتابع: “توجد اعتقالات متواصلة في ظروف صعبة للمعتقلين من تعذيب وسجن انفرادي، فضلا عن عمليات اختطاف وتجنيد لمدنيين، وملاحقة صحفيين.. الحياة السياسية والحرية معدومة”.

واتهم (ب ي د) بابعاد المعارضة.. واغلاق مكاتب المجلس، واعتقال المناضلين والنشطاء وصحفيي الثورة ومن يعمل ضد النظام”.

حمو قال إن “تركيا تحتضن الثورة السورية منذ بدايتها، وتقف إلى جانب الشعب السوري”.

وتابع: “الكرد جزء من المعارضة، ولم نلمس أي تمييز أو تضييق على الأكراد في كافة الولايات التركية”.

وأردف: “تركيا تحتضن على أراضيها آلاف المهجرين من عين العرب.. لم نلاحظ أي تمييز، لا يوجد إقصاء للكرد ولا المجلس الكردي.. أنا هنا في الائتلاف ونرفع أعلامنا التي ترمز إلينا”.

وقال: “تركيا لا تفرض قرارات علينا.. قراراتنا نابعة من مصلحة وطنية.. نؤمن بالحل السياسي والتوافق والحوار وحسن الجوار بين الشعوب التركية والعربية والكردية”.

ولم يتحدث حمو عن جرائم الحرب التي تمارسها تركيا في منطقة عفرين بعد عام من “الاحتلال” حيث كان قد دعم مع مجلسه تلك الحملة منذ البداية كما يدعم الآن المخطط التركي لغزو شمال شرق سوريا.

واعترف حمو في تصريحات سابقة أن تركيا بعد سيطرتها على عفرين منعتهم كمجلس وطني كردي من زيارة عفرين أو التواجد فيها.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك