لا تحظى فكرة المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا إلى إنشائها في شمال سوريا بأية موافقة أو تأييد من ابناء المنطقة ومختلف مؤسساتها التي ترفض التدخل التركي، وتعتبره احتلال هدفه خلق الفوضى وضرب الأمن والاستقرار.
ورفض ممثلون عن القبائل والعشائر السورية في مدينة حلب إضافة لممثلي المنظمات السياسية والأحزاب والمنظمات المدنية والاجتماعية إقامة المنطقة الآمنة المطروحة شمالي البلاد، مؤكدين تمسكهم بوحدة الأراضي السورية.
وتحت شعار “نحو سوريا لا مركزية ديمقراطية” نظم “المنتدى الحواري الأول في مدينة حلب”من قبل “مجلس سوريا الديمقراطية”بحضور 67 شخصية حزبية ومستقلة ومثقفة، وشخصيات دينية (مسيحية، إيزيدية، مسلمة) إلى جانب ممثلي العشائر وذلك في صالة عفرين بحي الشيخ مقصود، وضم برنامج المنتدى عدة محاور للنقاش عليها وهي “آخر المستجدات السياسية على الساحة السورية، المشاريع التركية وانتهاكاته في الشمال السوري، عرض عن المجريات التي حصلت في الأزمة السورية، ودور المرأة في الثورة”.
وحضر المنتدى “شيوخ العشائر والقبائل من (بنو شعبان، البكارة، بني زيد، خفاجة، بناوي، والجيسات، وقبيلة الطي)، وممثلون عن الأحزاب (كـ حزب الإدارة الشعبية، حزب سوريا المستقبل، التحالف الوطني السوري الديمقراطي، حزب السوري القومي، حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي)، حزب الإتحاد الديمقراطي، حزب سوريا القومي الاجتماعي)، وممثلوا المؤسسات المدنية (حركة المجتمع الديمقراطي، مجلس المرأة السورية، مؤسسات مدنية، شخصيات من أديان مختلفة مسيحية، إيزيدية، مسلمة)، فريق السوريات للسلام، مؤتمر ستار، وشخصيات مثقفة منهم أدباء، وأطباء ومعلمين”.
في البداية تم قراءة برقية الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية من قبل عضوة مجلس سوريا الديمقراطية مكتب حلب روشان محمد شددت فيها على اهمية وقف الحرب السورية، وفرض السلام… وانتقدت الدور التركي في تأجيج “الحرب الأهلية”:
بالنسبة لتركيا الجارة الأقرب إلى سوريا والتي تشاركها حدوداً على مسافة أكثر من 800 كم2 استغلت الأزمة السورية منذ بداية الثورة فقامت باحتضان المجموعات المرتزقة ودعمت الجماعات السلفية وسهلت عبور الآلاف من المقاتلين الأجانب عبر حدودها للقتال في سوريا ضمن صفوف داعش إلى أبعد الحدود.
تركيا التي أطماعها في سوريا لا تقف عند أي حد فهي لا تريد إقامة أي كيان كردي على حدودها وتحارب التجارب الديمقراطية بالإضافة إلى أطماعهم التوسعية في احتلال أجزاء من الأراضي السورية كما حدث في الباب وجرابلس وإدلب وأخيراً في عفرين.
وسلطت البرقية الضوء على ما ارتكبته تركيا في عفرين من انتهاكات ومقتل أكثر من 384 مدني بينهم 55 طفل و136 امرأة وتهجير أكثر من 350 ألف مواطن باتجاه مخيمات اللجوء في شمال حلب مع وقوع انتهاكات يومية بحق من تبقى من السكان في عفرين من تعرضهم للقتل والنهب والسلب وتعرض المقاطعة للتغيير الديمغرافي، وكل ذلك يجري وسط صمت دولي مريب”.
وأوضحت البرقية التأكيد على “رفض إقامة منطقة آمنة تحت إدارة تركيا” وأنّهم يعتبرون أي دور تركي هو بمثابة “احتلال لمناطق شمال وشرق سوريا” وهو “تهديد حقيقي لأمن وسلامة شعوب المنطقة”.
وألقى الرئيس المشترك لمكتب المجلس في حلب مرعي الشبلي كلمة اتهم فيها أطراف دولية وسورية متعاونة معها بالعمل على اجهاض “عملية التحول الديمقراطي المجتمعي في سوريا وشرق الأوسط وذلك عبر براديغما الحل الديمقراطي والذي يتبناها مجلس سوريا الديمقراطية ممثلة آمال الشعوب وتطلعاتها نحو مستقبل”.
وأثنى مرعي على “تجربة الإدارات الذاتية”:
كانت التجربة الفريدة من نوعها كونها حررت ووفرت الأمان والاستقرار والتعليم ومن مبادئه وأولوياته العيش المشترك في مناطق شمال وشرق سوريا وذلك كان من نتاج ثورة شمال سوريا التي انتهجت لنفسها الخط الثالث، والعيش المشترك في مناطق شمال وشرق سوريا.
وأكد في نهاية حديثه أنّه بتأسيس م س د والمبادرات التي قامت بها بتشكيل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تهدف لحل الأزمة السورية وقامت بعدة مبادرات ومنها الحوار السوري- السوري) والتي أثبتت أنّ الحل السوري يكمن على الأرض السورية.
https://www.youtube.com/watch?v=cn3goghdn0Y