تواصل تركيا جني ثمار تدخلها في الشأن السوري وانشاؤها جماعات مسلحة من خلال هزيمة منكرة لحقت بهذه الجماعات المسلحة فيما تنتظرها مواجهات دامية أخرى قد تجعل اتفاق سوتشي في مهب الريح.
هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة سابقا أحرزت تقدما اليوم الأربعاء في هجومها على مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا في شمال غرب سوريا ليقتربوا من جبهات القتال مع قوات الحكومة السورية.
ويثير التقدم تساؤلات بشأن مصير إتفاق سوتشي لنزع السلاح الذي أبرم في سبتمبر بين تركيا وروسيا، والذي حال دون أن يشن الجيش السوري هجوما على محافظة إدلب.
وتوسع هيئة تحرير الشام التي تنتمي إلى السلفية الجهادية المتشددة ،التي تعدها روسيا تنظيما إرهابيا، سيطرتها على المنطقة الخاضعة للمعارضة والتي تضم محافظة إدلب ومناطق مجاورة في محافظات” حلب وحماة واللاذقية”.
واعترفت المعارضة إنّ الهيئة انتزعت السيطرة على أربع قرى في سهل الغاب الثلاثاء، حيث استعادت “هيئة تحرير الشام” سيطرتها على تلة سيرتل الاستراتيجية غرب مدينة حلب في منطقة دارة عزة وقرى مجاورة وعلى منطقة جنديرس في عفرين حيث أغلقت جميع الطرق الواصلة بين منطقة عفرين وريف حلب الغربي بسبب المعارك بين الجيش الوطني و هيئة تحرير الشام.
وأدى قصف المعارضة لإصابة أطفال بجروح، حيث سقطت قذيفة على مدرسة أبناء الشام في منطقة أطمة (40 كم شمال مدينة إدلب). ودارت معارك في سهل الغاب وتمكنت الهيئة من السيطرة على قرى الهبيط وترملا وعابدين وسفوهن وهم يستعدون للتقدم صوب بلدتي أريحا ومعرة النعمان وإن تحققت السيطرة عليهما ستصبح إدلب كليا تحت سيطرة الهيئة.
وتشهد محافظة إدلب، منذ اربعة أشهر، وقفا هشا لإطلاق النار، ما سمح لآخر معاقل الفصائل المعارضة والجهادية في شمال غرب سوريا بتجنب هجوم واسع كان النظام السوري ينوي القيام به.
كانت موسكو وأنقرة توصلتا في 17 سبتمبر إلى إتفاق نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها.
وتشمل المنطقة المنزوعة السلاح، والتي يراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً، أطراف محافظة إدلب ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة والجهادية في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي.
تسيطر هيئة تحرير الشام على 60 بالمئة من مساحة محافظة إدلب. فيما تسيطر الفصائل مقاتلة تدعمها تركيا، على المناطق المتبقية من المحافظة.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً مدمراً تسبب بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.