وسط أنباء عن قيام تركيا بنقل المرتزقة السوريين من ليبيا إلى أوكرانيا.. موسكو تحذر تركيا من التدخل في النزاع

وجهت موسكو الاثنين إنذار لتركيا ودولا أخرى من مغبة النزعة العسكرية في أوكرانيا، بينما يتصاعد التوتر في تخوف روسيا على ضوء تدخلات خارجية في الأزمة الأوكرانية وتحشيد من باب التضامن مع كييف التي تواجه بدورها أزمة مع الجار الروسي.

وقال وزير الخارجية الروسي في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الروسية على إثر محادثات أجرها مع نظيره المصري في القاهرة

وقال لافروف في أعقاب محادثات أجراها في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، الاثنين “نحث جميع الدول المسؤولة التي نتواصل معها ومنها تركيا على أن تقوم بتحليل الوضع والتصريحات النارية دائما للنظام في كييف ونحذرها من تشجيع النزعة العسكرية في أوكرانيا”.

وكان لافروف يرد على سؤال حول مدى قلق روسيا من توريد أنقرة أسلحة لأوكرانيا في خضم الأزمة الراهنة وبعد زيارة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى تركيا

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد نفى على اثر مباحثات مع نظيره الأوكراني أن يكون التعاون العسكري بين أنقرة وكييف موجه لدولة ثالثة في إشارة لروسيا.

كما يأتي التحذير الروسي لتركيا على إثر تقرير لشركة ‘بايكر’ كشفت فيه أنّ أنقرة باعت كييف طائرات مسيرة من طراز بيرقدار’.

وقد سلمت بالفعل ست طائرات مسيرة بالفعل لكييف وفقا لتقارير وسائل الإعلام. ووفقا لوزارة الدفاع في كييف تم إبرام عقود أخرى لتسليم طائرات مسيرة بما في ذلك الذخيرة وكذلك لبناء زوارق دورية ، في ديسمبر القادم.

وتأتي هذه التطورات بينما تشهد منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا) منذ أسابيع توترا عسكريا متصاعدا على خط التماس بين القوات الأوكرانية ومقاتلي جمهوريتي ‘دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين’ غير المعترف بهما.

وتخضع أجزاء من منطقتي لوهانسك ودونيتسك على طول الحدود الروسية لسيطرة المقاتلين الموالين لموسكو منذ عام 2014.

تركيا تنقل المرتزقة السوريين من ليبيا إلى أوكرانيا لقتال الروس:
سبق وأن أكدت مصادر حقوقية حيادية موثوقة إنّ مئات من المرتزقة السوريين التابعين للحكومة التركية في طرابلس قد غادروا الأراضي الليبية قبل نحو أسبوعين بدون أن يعودوا إلى تركيا ومنها إلى مناطق تحتلها تركيا شمال سوريا التي جاؤوا منها في الأصل، أكدت مصادر في مدينة الباب السورية الخاضعة لسيطرة مسلحين موالين لتركيا، إنّ 130 مرتزقاً سورياً تابعين للنظام التركي وصلوا إلى جبهات القتال المفترضة في أوكرانيا قادمين من ليبيا بعد اختفائهم دون معرفة الجهة التي قصدوها، وذلك لقتال القوات الروسية في حال نشوب مواجهات مسلحة بين الدولتين إثر تصاعد النزاع بينهما، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه مرتزقة آخرون بالتمدد إلى إفريقيا من بوابة الخدمات الإنسانية والعسكرية التركية، بحسب فيديو نشره أحد قادة تلك الجماعات.

وأوضحت المصادر أنّ “أقارب لهم ( من المرتزقة ) تواصلوا معهم أمس الثلاثاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الحدود داخل أوكرانيا، بالرغم من صدور قرار من الاستخبارات التركية بمنعهم من الاتصال بهم بأي شكل من أشكال التواصل”.

ونقلت مصادر في “الجيش الوطني السوري” الذي شكلته أنقرة من اندماج التنظيمات المتشددة التابعة لها في مناطق شمال وشمال شرق حلب، تأكيدهم أنّ طلائع إرهابيي بعض الفصائل مثل “السلطان مراد” و”الحمزات” و “سليمان شاه ” و “”لواء المعتصم ” ممن انتهت خدمتهم في ليبيا بموجب عقودهم مع الاستخبارات التركية، وصلوا إلى أوكرانيا خلال اليومين الماضيين إثر انقطاع أخبارهم منذ 26 مارس الماضي، وباشروا الانتشار في الأراضي الحدودية الروسية الأوكرانية، كإجراء احترازي بهدف المشاركة في الحرب ضد روسيا في حال نشوبها.

وبينت المصادر، أنّ الاستخبارات التركية طلبت من متزعمي الفصائل السورية المسلحة، تجهيز قوائم بأسماء المرتزقة وتحديد مواقع سرية لتدريبهم قبل التحاقهم بجبهات القتال، إذا استدعت تطورات الموقف بين روسيا وأوكرانيا ذلك.

وكشفوا أنّ رواتب المرتزقة السوريين في أوكرانيا تبلغ حوالي 3 آلاف دولار، وهو يعادل ضعف المبلغ السابق للقتال في ليبيا وأذربيجان.

وتوقعت تلك المصادر، أن يصل عدد المرتزقة السوريين المطلوب تجنيدهم وإرسالهم إلى أوكرانيا، بطلب من رئيس الحكومة الأوكرانية لنظيره التركي قبل أسبوع، إلى 7 آلاف مرتزق قابل للزيادة حسب الأوضاع الميدانية المرتقبة بين القوات الروسية والأوكرانية التي نشرتا جنوداً وعتاداً عسكرياً في المناطق الحدودية المشتركة بينهما في الأيام الأخيرة.

وعلى خط موازٍ تحدّثت تقارير عن إنّ المرتزق المدعو محمد الجاسم والملقب «أبو عمشة» متزعم ميليشيا «سليمان شاه» التابعة للاحتلال التركي ومتزعمين آخرين، بدأوا بالتمدّد إلى إفريقيا من بوابة الخدمات الإنسانية والعسكرية.

وأشارت مصادر في مدينة عفرين المحتلة من قبل النظام التركي، حسب القناة إلى أنّ «أبو عمشة» أرسل للمرّة الثالثة «مساعدات إنسانية»، بالتنسيق مع منظمة «تيكا» التركية الإغاثية إلى الكاميرون، وهو بصدد إرسال معونات إلى موزمبيق.

وأفادت المصادر بأنّ قادة مجموعات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي، باتت بعد ليبيا وأذربيجان في سباق التمدّد في إفريقيا من بوابة الخدمات الإنسانية والعسكرية التي ينشّط فيها مسلحوا تنظيم داعش الإرهابي، السّاعي لإحياء نشاطه في القرن الإفريقي، بعد انهياره في سورية والعراق.

وتتمتع تركيا بعلاقات مميزة مع أوكرانيا حيث ترفض الاعتراف بضم جزيرة القرم لروسيا، وهو ما يُعد أحد الملفات الخلافية في العلاقة بين أنقرة وموسكو.

بعد ليبيا وأذربيجان …هل تكون أوكرانيا وجهة جديدة للمرتزقة السوريين الذين تجندهم تركيا
أبدى اثنان على الأقل من قادة الجماعات السورية المسلحة الموالين لتركيا استعدادهم لإرسال عناصرهم كرمرتزقة للقتال في أوكرانيا ضد القوات الروسية ، وذلك عبر تغريدات على تويتر .

وهذان القياديان هما محمد الجاسم المعروف باسم أبو عمشة ، يتزعم ميليشيات ( سليمان شاه ) التي تحتل منطقة شيخ الحديد في مدينة عفرين بدعم تركي ، وقائد لواء المعتصم مصطفى سيجري ، والذي سبق أن بايع تنظيم الدولة الإسلامية داعش .

وبحسب تسجيل صوتي انتشر على التلغرام لقادة وعناصر الجماعات السورية المسلحة في المناطق الخاضعة لتركيا شمال سوريا ، حدد أحد المكلفين بتجنيد المرتزقة راتب الراغبين في الذهاب للقتال في أوكرانيا من 2000 إلى 3000 آلاف دولار.

وتعيش منطقة دونباس، الواقعة شرقي أوكرانيا والموالية لروسيا، منذ أواخر شهر مارس / آذار 2020، مؤشرات حرب بين الجيش الأوكراني من جهة، وقوات “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين” المعلنتين من طرف واحد والمدعومتين من موسكو من جهة أخرى، بعد وصول الوضع على خطّ التماس إلى أسوأ أحواله منذ توقيع اتفاقات الهدنة في يوليو / تموز 2020.

ويبدو أنّ تركيا التي سبق وأن جندت المسلحين السوريين الذين كانوا يقاتلون سابقا حكومة الرئيس السوري بشار الأسد كمرتزقة في ليبيا و في أذربيجان ترغب في دور متصاعد في تلك المنطقة المضطربة ، ولا بأس في أن ترسل وتدرب تلك الجماعات المسلحة في سوريا والموالية لها كوكلاء للقتال بالنيابة عن جيشها ضمن مساعي الرئيس التركي رجب أردوغان لتعزيز نفوذها في المنطقة برمتها.

وفي آخر جولات التصعيد الميداني، أعلن الجيش الأوكراني، الثلاثاء، إنّ جنديين في الخدمة قتلا بنيران الانفصاليين شرقي أوكرانيا، وذلك بعد يوم من رفض كييف مزاعم وصفتها بـ”الكاذبة” للانفصاليين، الذين اتهموا السبت الماضي الجيش الأوكراني بقتل طفل خلال قصف لهم بطائرة مسيّرة، في حين أعلنت موسكو فتح تحقيق في ذلك. كما وأعلنت قوات “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين” عن مقتل طفل وامرأة في قصف نفذه الجيش الاوكراني.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس، إنّ ممثلين عن بلاده والولايات المتحدة ناقشوا الوضع في شرق أوكرانيا. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد ذكرت، إنّها تجد التقارير حول التحشيد الروسي “ذات مصداقية”. وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس إنّ بلاده “ستكون قلقة من أيّة محاولة لموسكو للضغط على أوكرانيا، أكان ذلك داخل الأراضي الروسية أو في أوكرانيا”.

وكان بايدن أكد للرئيس الأوكراني خلال الاتصال على “الدعم الأميركي لوحدة الأراضي الأوكرانية بمواجهة العدوان الروسي في دونباس والقرم”، أي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. ورأى كوكتيش أنّ ذلك “يندرج ضمن العمل على زعزعة استقرار الأوضاع في روسيا عشية انتخابات مجلس الدوما (النواب)، المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل، وتوسيع رقعة العقوبات بحق روسيا، وبصفة خاصة لتعطيل مشروع السيل الشمالي 2 لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك