أشرفت تركيا على عقد لقائين خلال الأسبوع الأخير لأطياف المعارضة السورية الموالية لها، بهدف تشكيل المزيد من الضغط على الولايات المتحدة وعلى روسيا لمنحها ضوء أخضر لتنفيذ خطتها في التوغل في مناطق قوات سوريا الديمقراطية.
اللقاء الأول في منطقة اعزاز شمال مدينة حلب ضم كل من الفيالق الثلاث التي تنضوي تحت لواء الجيش الوطني بالإضافة لـ ممثل عن حركة احرار الشام في إدلب وممثل عن فصيل صقور الشام في إدلب وممثل عن حركة الزنكي، وذلك بغية دراسة التطورات الجارية مؤخرا والمتعلقة بـ منبج وإدلب. الاجتماع فشل في توحيد الفصائل وانسحب ممثل فيلق الشام عن الاجتماع بأوامر من المخابرات التركية حيث كان مخططا أن تعلن الفصائل توحيدها لمهاجمة هيئة تحرير الشام، وهو ما لا تقبله تركيا التي تسعى لدفع الفصائل إلى مواجهة وحدات حماية الشعب كخيار استراتيجي وليس قيام بأي هجوم ضد الهيئة أو الجيش السوري.
وفي مدينة عنتاب عقد لقاء ثاني ضم كيانات سياسية معارضة موالية لأنقرة، بهدف مناقشة بناء استراتيجة ضغط حول منبج، حيث تخطط تركيا لغزوها.
اللقاء حضره رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب، وعدد من أعضاء ائتلاف المعارضة السورية في اسطنبول إلى جانب نشطاء وشخصيات معارضة أخرى تعيش في تركيا.
جهات حضرت اللقاء كشفت أنّ الهدف منه مساعدة تركيا على التوغل في منبج.
وتذهب التقديرات إلى وجود نصف مليون سوري يقطنون المدينة، وأنّها تتمتع بميزات اقتصادية تجعلها ذات أهمية استراتيجية. فهي ليست على الحدود التركية بشكل مباشر، وفي نفس الوقت، يمر قربها طريق دولي يربط بين الحسكة وحلب.
وتشهد منبج استقراراً أمنياً، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد مسلحي تنظيم الدولة من المدينة في حزيران 2016 وتم تشكيل قوات أمنية وعسكرية ومجالس إدارية تنظم شؤون المدينة والبلدات، وهو ما وفر الأمن والاستقرار في ظل الفلتان الأمني والفوضى التي تعيشها المدن المجاورة التي تسيطر عليها تركيا لا سيما جرابلس والباب واعزاز وعفرين.حيث انتعشت في منبج حركة العقارات، ولم تواجه مشكلات خدمية.
بالمقابل يواجه أداء المجالس المحلية والفصائل المسلحة في منطقة “درع الفرات”، المدعومة تركياً، انتقادات جراء مظاهر الفوضى والفساد.
وكشف المصدر أنّ المناقشات تضمنت رؤية تركيا بأن تتقبل المعارضة النظام السوري، من باب قبول مؤسساته بحسب ما نقله جمال قارصلي وهو أحد ابناء منبج الذي حضر الاجتماع، ويعيش في المانيا مع عائلته. قارصلي كشف كذلك إنّ النقاشات صار في منحى أن تتقبل المعارضة مشاركة النظام حكم المدينة لو نجحت تركيا في اجتياحها، وإنّ مصيرها في النهاية سيكون بيد النظام.