مخاوف من إقامة بؤر استيطانية جديدة في عفرين بأموال “حملة التبرعات”


يبدي أهالي عفرين المهجرين عنها “قسرا” نتيجة الهجوم والاحتلال التركي لمدينتهم مخاوف كبيرة من أن تصل أموال حملات التبرع التي زادت وتيرتها مؤخرا إلى تركيا، وأن يتم استغلالها في بناء المزيد من المستوطنات على أراض وممتلكاتهم التي تمت مصادرتها من قبل القوات التركية، ومن قبل الجماعات السورية المسلحة الموالية لها.

ومن الحملات الأخيرة التي أعلن عنها ‏حملة ‎(دفء القلوب الرحيمة)، نظمت من قبل “فلسطينيي الداخل” ونجحت في جمع 10 ملايين دولار قالوا إنّها ستذهب لصالح المهجرين في مخيمات شمال غربي ‎سوريا.

يقول المحامي حسين نعسو، وهو ممثل الهيئة القانونية الكردية تعليقا على الحملة ” نخشى أن يتم استغلال طيبة الشعب الفلسطيني ومشاعرهم النبيلة وأن تذهب الأموال إلى خزينة الاحتلال التركي الذي يقوم باستخدامها في بناء المستوطنات في منطقة عفرين المحتلة لتوطين وإيواء عوائل المسلحين الموالين له من العرب والتركمان بغية تغيير ديموغرافية المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها القومية الكردية”.

ويضيف نعسو “تجمعنا مع الشعب الفلسطيني العظيم محطات نضالية يشهد لها التاريخ بدءاً من صلاح الدين الايوبي وانتهاءً بشهداء معركة قلعة الشقيف”.

وأشار نعسو أنّ تركيا قامت ببناء أكثر من 18 مستوطنة في منطقة عفرين بدعم جمعيات قطرية وكويتية وفلسطينية تتبع لتنظيم الاخوان المسلمين العالمي وأشهر تلك المستوطنات هي: قرية بسمة في منطقة شاديرة في ناحية شيراوة، مستوطنة جبل قاذقلي في حج حسنا، مستوطنة بافلون على جبل برصا، مستوطنة آفراز في قرية آفرازة ..”

نعسو ناشد الفلسطينيين وطالبهم بتوخي الدقة والحذر والامتناع عن دعم الاحتلال التركي بالأموال بحجة التبرع لصالح الأعمال الخيرية لأنّ من شأن ذاك الدعم أن يجعل منهم شركاء مع الاحتلال في بناء المستوطنات على الاراضي الكردية المحتلة والمسلوبة على غرار المستوطنات الاسرائيلية، وأنّ من لا يقبل الظلم والضيم على نفسه عليه ألا يقبله على الاخرين

من جانبه أبدى الدكتور إبراهيم مسلم تخوفه من أن تقوم تركيا باستغلال هذه الأموال ومايتم جمعه من أموال لكونها الجهة العسكرية والإدارية المسيطرة على المناطق التي سيتم توجيه الأموال إليها، محذرا من خطورة المشروع التركي في سوريا، وقال في سؤاله عن هذه الحملة “هذا الموضوع ليس بجديد وخاصة في مدينة عفرين وريفها، حيث هناك العديد من المنظمات، التي تقوم ببناء وحدات استيطانية من أجل تكريس عملية التغيير الديمغرافي”.

مسلم لم يخف خشيته من أن تقوم تركيا باستغلال أموال التبرعات لبناء مستوطنات في مناطق أخرى مثل تل أبيض (كري سبي) ورأس العين (سري كاني)، وأن يتم تمويل المستوطنين وتمليكهم بيوت المهجرين قسرا”.

هكذا “تفرخ” تركيا المستوطنات في الأراضي السورية المحتلة

تركيا تتجاهل الانتقادات الدولية وتواصل ببناء مستوطنات جديدة شمال سورية بذريعة توفير منازل للنازحين فيما تأوي فيها عوائل المرتزقة الموالين لها…

تواصل حكومة الرئيس التركي رجب أردوغان سياسة “تفريخ” المستوطنات بدعم من منظمات وجمعيات إسلاموية بعد أن فشلت في توفير دعم أوربي وأمريكي التي استبينت أنّ هدف تركيا هو توطين الموالين لها في تلك المستوطنات على حساب تهجير السكان الأصليين. كما تلقت تركيا اتهامات من الأمم المتحدة بالتورط في عمليات واسعة للتغيير الديمغرافي والتهجير.

وتخدع تركيا الرأي العام عبر ترويج دعاية أنّها تسعى لبناء المساكن للنازحين والهاربين من نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد لكن المتتبع لمنهجية وطريقة بناء هذه المستوطنات يصل لقناعة إنّها بقع استيطانية خاضعة لتركيا يتم افتتاح مدارس تركية فيها وبناء مساجد وتعيين أئمة موالين لتركيا للترويج للثقافة واللغة والدعاية التركية كما وأنّ افتتاح هذه المستوطنات يتم عبر ولاة أتراك وهي تخضع أمنيا لسيطرة أجهزتها الأمنية ويتم تسليم إدارتها لشخصيات تركية أو موالين لتركيا حاصلين على جنسيتها أضف أنّ مكاتب المنظمات الموجودة في تلك المخيمات ترعى أنشطة جهادية وغالب القاطنين فيها من عوائل المرتزقة الذين جندتهم تركيا في ليبيا وأذربيجان ومنهم جماعات مسلحة متورط في ارتكاب جرائم حرب.

وتشير تقارير مراقبي مركز توثيق الانتهاكات أنّ تركيا تواصل بناء المستوطنات في مدينة عفرين (ريف حلب) بشكل كبير وفي رأس العين ( الحسكة ) وتل أبيض ( الرقة)، لتوطين مئات الآلاف من الأشخاص فيها، مقابل تهجير قرابة مليون مدني من أهالي تلك المدن الحدودية منها.

ترغب تركيا في تسكين معظم اللاجئين السوريين العرب الموالين لها في المناطق الحدودية في سوريا، وتتمثل خطة تركية في سوريا حول إنشاء حزام من المستوطنات على طول الحدود التي كان يعيش فيها الكرد والأقليات الأخرى، وتحويلها إلى سلسلة من الوحدات السكنية المؤيدة لتركيا، من جهة ستكون معزولة عن تركيا، ومن جهة أخرى ستساعد في تعزيز ولاء اللاجئين السوريين لتركيا وهو مخطط كشف عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة متذرعا بأنّ هذه المناطق صحراوية لا تلائم معيشة الكرد وأنّها مناسبة لتوطين العرب فيها..

الرئيس التركي رجب أردوغان، كان قد عرض، خلال كلمته أمام زعماء العالم في الأمم المتحدة، في سبتمبر 2019، خريطة للمنطقة الآمنة المزعمة، وطرح مقترحات طموحة لبناء مئات القرى والبلدات الجديدة.

وأظهرت خريطته أنّ مليون سوري إلى مليوني من الموالين لتركيا سيجري توطينهم في مناطق يعيش فيها الكرد الذين سيتم تهجيرهم منها.

من يمول المشروع التركي في سوريا؟

مع فشل تركيا في إقناع الدول الأوربية، والولايات المتحدة لتوفير الأموال اللازمة لبناء المستوطنات، لجأت إلى فتح المجال لشبكة من المنظمات الإغاثية (الإنسانية) التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين بالتوغل في المنطقة، وبناء مستوطنات ويترافق ذلك مع بناء معاهد إسلامية لتنظيم الإخوان (المصنف على لوائح المنظمات الإرهابية).

وهذه الجمعيات كثفت نشاطها منذ منتصف 2020 وقامت ببناء المزيد من المستوطنات السكنية لإيواء النازحين، ضمن مخطط (التغيير الديموغرافي) في المنطقة، والتي باتت تلك الجمعيات أفضل أداة الآن بيد تركيا مع عجزها عن الاستمرار في توفير الأموال اللازمة لخدمة مشروعها.

ومؤخرا تم تداول صور تظهر قيام جمعية الأيادي البيضاء الكويتية ببناء وحدة سكنية في قرية شاديريه الإيزيدية في ريف ناحية شيراوا في جبل ليلون في عفرين، وهي مؤلفة من 12 وحدة سكنية، تضم 144 شقة سكنية في المرحلة الأولى، لتوطين عائلات مسلحي الميليشيات المدعومة من تركيا حيث لم تعد المنازل المعمرة مسبقا تكفيهم، ويتركز التوطين على العوائل التركمانية الأشد ولاء لتركيا، وخاصة من الذين تم إرسال أحد أفرادهم للقتال إلى جانب القوات التركية كمرتزقة في ليبيا وكارباخ.

كما وتواصل تركيا بناء 7 مستوطنات أخرى بغية توطين عوائل المسلحين الموالين لها في إطار التغيير الديمغرافي.

وتم إحصاء عدد من المنظمات التي تعتمد تركيا عليها لتوفير الأموال اللازمة لتنفيذ مشروع بناء المستوطنات ومنها:

إدارة الكوارث والطوارئ التركية- AFAD ، الإغاثة الإسلامية ، منظمة رحماء بينهم ، منظمة الرحمة ( النرويج) ، منظمة Islamic Help ، بيت الزكاة ، الرحمة العالمية ، فريق ملهم التطوعي ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، شباب الخير ، قوافل للإغاثة والتنمية، شباب الخير التطوعي، جمعية الإصلاح، الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري، الجالية المسلمة في فرنسا، فريق الخير التطوعي، جمعية السلام، مؤسسة النجاة الخيرية ، وحدة تنسيق الدعم، حملة شامنا ذخر وسند من الكويت، جمعية البنيان الخيرية ، مؤسسة الفرقان، الرابطة الطبية للمغتربين السوريين، مؤسسة طرابلس، فريق الإحسان الشبابي، لتناصح للدعوة والاعلام

قائمة المستوطنات في عفرين:

  • جنوبي قرية شاديرِيه بناحية شيروا.

  • جبل شيخ محمد شمالي بلدة كفرصفرة، جنديرس.

  • جبل شوتي، طريق جبل قازقلي شمالي بلدة كفرصفرة بجنديرس.

  • موقع ليجه بين قريتي قرمتلق وجقلا تحتاني.

  • شيخ الحديد، قرب المستوصف في بلدة شيخ الحديد.

  • موقعٍ جبلي قرب قرية حج حسنا، جنديرس.

  • قرية خالتا، شيروا.

  • ثلاث مستوطنات تتبع لقرية “تاتارا” في ناحية جنديرس ( جبل خورشيد “400” خيمة ، جبل حج محمد “350” خيمة ، جبل سبيله “300” خيمة ).

https://twitter.com/vdcnsy/status/1393284317539880972

تركيا تواصل نقل الآلاف من النازحين السوريين عبر أراضيها لتوطينهم في تل أبيض ورأس العين

“يدين إسرائيل ويحتل عفرين”.. أردوغان “يناقض نفسه” أمام الأمم المتحدة

أردوغان يطلب 27 مليار دولار..لاقامة مستوطنات في شمال سوريا بذريعة المنطقة الآمنة

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك