لم يكشف طرفا اتفاقية منبج الجديدة أيّة تفاصيل حولها، حيث اكتفى كل من مجلس منبج العسكري ووحدات حماية الشعب من جهة والجيش السوري باصدار بيانات تتحدث عن انتشار قوات الجيش في أو داخل المدينة، تزامن مع قيام الاعلام الرسمي السوري بتنفيذ جولة مصورة داخل منبج وأحيائها.
ففي الوقت الذي رحب الكرملين بالاتفاق وأنّه خطوة إيجابية ستسهم في استعادة استقرار الوضع في البلاد، سارعت قوات التحالف الدولي التي لم تغادر بعد قاعدة السعيدية في منبج، لنشر بيان يؤكد أنّهم لم يغادرو المدينة، فيما نشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بيانا تضمن تأكيدات من إنّ المرحلة التالية من الدعم الأمريكي للتحالف الدولي في سوريا ستكون محكمة ومدروسة بشكل جيد، ومترابطة.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها في “تويتر”، الجمعة، أنّ “المرحلة التالية من الدعم الأمريكي للتحالف الدولي في سوريا، عملية محكمة ومدروسة بشكل جيد، ومن خلال دعم متبادل (بين أطراف التحالف)، وتركز على انسحاب أفراد قواتنا مع اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لضمان سلامتهم وحمايتهم”.
كما وأطلقت القوات الأمريكية القنابل المضيئة باتجاه مواقع الجيش السوري في بلدة العريمة ومواقع انتشاره على ضفة نهر الساجور عند الأطراف الغربية لمدينة منبج.
مصادر مطلعة كشفت عن أهم بنود الاتفاق وسمته ” اتفاق انتشار (قوات حرس الحدود) السورية” حيث شمل الاتفاق على أن يبادر الجيش السوري لنشر جنوده على طول مناطق التماس في منبج بالمنطقة الفاصلة بين مناطق سيطرة تنظيمات (درع الفرات) الموالية لتركيا، وبين مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، وأنّه بالفعل تم نشر للجنود على طول الخط الغربي والشمالي على امتداد ضفة نهر الساجور.
المصدر لم يكشف أيّة تفاصيل تتعلق بالوضع داخل منبج وإن كان سيظل على حاله، وإّن إدارتها المدنية، والأمنية ستنال اعترافا من قبل دمشق لكنه أشار أنّ هذه الأمور لم يتم النقاش حولها في المرحلة الاولى التي ركزت على الهدف المشترك وهو إبعاد خطر تركيا وتوغلها المحتمل في المدينة التي يسكنها قرابة نصف مليون نسمة. مؤكدا حرص الطرفين على انجاح الاتفاق الذي سيتم تطبيقه في المراحل المقبلة على شرق الفرات، حيث تجري مناقشات على مستوى عالي بين قادة قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية باشراف أمريكي روسي لإيجاد صيغة مناسبة تضمن نشر حرس الحدود على طول الحدود مع تركيا وهو ما سيعني افشال الخططط التركية لاحتلال المنطقة، كما وجرى التأكيد على أنّ موضوع الانسحاب التركي من عفرين ومناطق أخرى في ريف حلب على طاولة التفاوض، فالانسحاب الأمريكي يجب أن يترافق مع انسحاب بقية الدول ولاسيما تركيا وأنّ ذلك سيضمن خطوة مهمة نحو تحقيق السلام ووقف الحرب في سوريا.
كما وكشف المصدر أنّ الاتفاق تضمن خطة لانسحاب الجنود الأمريكيين من منبج من قاعدة السعيدية، والتي سيجري تسليمها للروس لتحويلها لنقطة مراقبة وأنّ الجدول الزمني للانسحاب من المدينة سيتم خلال 5 إلى 7 أيام.