وشن الهجوم عدد من مقاتلين كانوا ينتمون إلى تجمع “أسود الشرقية” المعارض، قبل أن يطلقوا على أنفسهم “لواء التوحيد” بقيادة شخص يدعى “أبو خولة”، وسيطروا خلالها على منطقة الكراجات، وعدة شوارع في بلدة تادف المحاذية لمدينة الباب من الجهة الجنوبية.
وردت قوات الحكومة السورية على الهجمة بقصف مدينة الباب وهو ما ادى لاصابة خمسة مدنيين بجراح بلدة تادف الواقعة جنوب الباب.
وقد تحمل الخطوة العسكرية التي جرت منفردة بدون مشاركة باقي فصائل درع الفرات تبعات سياسية في الملف السوري، خاصة على تركيا، إذ تعد الخرق الأول من جانب المعارضة التي تدعمها تركيا (درع الفرات) “لتفاهمات أستانة”، والتي ترعاها كل من روسيا وإيران وتركيا في المقام الأول.
وبث مقاتلو المعارضة تسجيلات مصورة للاشتباكات داخل بلدة تادف في أثناء اقتحامها، في وقت استقبل فيه مستشفى مدينة الباب سبعة جرحى لمقاتلين شاركوا في الاقتحام.
“أبو خولة”، علل سبب الانسحاب بضغوط مورست عليهم من قبل قادة بعض الفصائل، التي اعتبرتهم “متمردين”.
وأشار المقاتل ذاته إلى أن “دوافع الهجوم نصرة لدرعا”، إذ تشن قوات الأسد وميليشيات موالية له هجومًا على محافظة درعا جنوبي سوريا وهي منطقة أخرى تدخل ضمن “تفاهمات أستانة” لمناطق “تخفيف التوتر”.
وكان فصيل “أسود الشرقية” أصدر مطلع شهر حزيران أمرًا إداريًا بفصل “كتيبة الحمزة” التي يقودها “أبو خولة”، لعدم التزامه بأوامر قيادة التجمع.
وشهدت بلدة تادف منذ إعلان “تفاهمات أستانة” حول مناطق “تخفيف التوتر”، مناوشات واشتباكات محدودة بين قوات الأسد وقوات المعارضة، ولم ترجح كفة أي طرف على آخر أو تؤثر على خريطة السيطرة.
هذا واغلقت “الشرطة العسكرية” التابعين لتركية منطقة مشفى الحكمة الذي نقلت اليه عشرات الجرحى نتيجة القصف.
وكانت قوات النظام دخلت مدينة تادف في 26 شباط من عام 2017، بعد معارك مع تنظيم “داعش”، وشهدت المسافة الفاصلة بين تادف والباب، ولم تشهد منذ ذاك الوقت تلك المسافة التي لا تتعدى كيلومترا واحدا، اي اشتباكات او موجهات بين الجيش الحر بضمانات تركية.
https://youtu.be/Lho2xUeRBHc