كشفت مصادر مطلعة عن وجود تنسيق بين تنظيم “داعش” وميليشيا الجيش الوطني الموالية لتركيا لتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة تستهدف مخبم الهول وروج وسجون في محافظة الحسكة، والتي تحتجز آلاف العناصر والقادة التابعين لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وبحسب المعلومات، فإن المخطط يتضمن خطة محكمة بمشاركة من الطائرات المسيّرة، واختراق السجون من عدة جهات، مع تنفيذ تفجيرات بواسطة سيارات مفخخة في محيط السجن وفي المناطق المدنية القريبة. الهدف من هذه العمليات إثارة الفوضى والرعب بين السكان، مما يسهل الوصول لتهريب قادة وعناصر خطيرين في تنظيم داعش.
ومخيم الهول، الذي يضم آلافاً من عوائل عناصر تنظيم “داعش”، إلى جانب سجون تحتجز فيها قادة وعناصر خطيرين من التنظيم، يتم تأمينه من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد). إلا أن هذه القوات تواجه ضغوطاً متزايدة من تركيا، حيث تتعرض مقراتها وتحركاتها للاستهداف بشكل متكرر من قبل الطائرات التركية، في ظل صمت دولي ملحوظ، لا سيما من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
ونحذر في مركز التوثيق من أن تنفيذ هذا المخطط، في حال نجاحه، قد يؤدي إلى كارثة حقيقية، خاصة مع عودة المخاوف من استئناف نشاط تنظيم “داعش” في سوريا. ومع الانشغال الدولي بالفوضى المتوقعة نتيجة سقوط نظام بشار الأسد، يُتوقع أن تشهد المنطقة فراغاً أمنياً قد يستغله التنظيم للعودة إلى الساحة بقوة.
العملية المحتملة تهدد إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وإعادة إحياء التنظيم الإرهابي، ما يتطلب تحركاً سريعاً من الأطراف الدولية للضغط على تركيا لوقف تصعيدها ودعم الجهود الرامية إلى تأمين السجون ومنع فرار عناصر “داعش” لا سيما وأن تركيا على إطلاع وقد تشارك في العملية عبر تمهيد جوي.
تضم سوريا عدداً من المخيمات والسجون التي تحتجز أفراداً مرتبطين بتنظيم “داعش” الإرهابي، سواء كانوا مقاتلين أو أفراد عائلاتهم. تُشرف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على إدارة هذه المنشآت، التي تشمل:
مخيم الهول:
يقع في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، ويُعتبر من أكبر المخيمات التي تؤوي عائلات مقاتلي “داعش”. في فبراير 2021، بلغ عدد سكان المخيم أكثر من 60,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال من جنسيات مختلفة، بما في ذلك حوالي 20,000 امرأة و50,000 طفل. شهد المخيم تدهوراً أمنياً ملحوظاً، مع تسجيل حوادث عنف وجرائم قتل داخله.
مخيم روج :
يقع أيضاً في محافظة الحسكة، ويضم حوالي 600 عائلة، أي ما يقارب 2,500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بينهم لاجئات عراقيات ونازحات سوريات، بالإضافة إلى عائلات مقاتلين أجانب في “داعش” من جنسيات غربية وعربية. يُعتبر هذا المخيم أكثر أماناً نسبياً مقارنةً بمخيم الهول، إلا أنه لا يزال يواجه تحديات أمنية وإنسانية.
السجون:
تحتجز قوات سوريا الديمقراطية حوالي 10,000 مقاتل من تنظيم “داعش” في عدة سجون بشمال شرق سوريا. تتفاوت تقديرات عدد هذه السجون، موزعين في 54 مركز احتجاز، منها 26 في محافظة الرقة، و20 في دير الزور، و8 في حلب. تُعاني هذه السجون من اكتظاظ وظروف معيشية صعبة، مما يثير مخاوف من محاولات هروب جماعية أو هجمات لاطلاق سراح المحتجزين.
تُشكّل هذه المخيمات والسجون تحدياً أمنياً وإنسانياً كبيراً، خاصةً مع تزايد المخاوف من عودة نشاط تنظيم “داعش” في المنطقة. تتطلب هذه الأوضاع تعاوناً دولياً لمعالجة قضايا المحتجزين وعائلاتهم، وضمان عدم استغلال هذه الظروف لزعزعة استقرار المنطقة مجدداً.