تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من الاعتقالات وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وشهدت منطقة عفرين في شهر آب \ أغسطس 2020 اعتقال (100) شخص، بينهم 4 نساء، وطفل من الذين تمكنّا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة، كما وتم توثيق تعرض أكثر من 14 معتقلا للتعذيب، وسجلت حالتي وفاة تحت التعذيب، وحالتان لقتل المسنين.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة / الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.
قتل نحو 125 معتقلا تحت التعذيب منذ آذار 2018 في عموم المناطق السورية الخاضعة لتركيا شمال سوريا.
ومنذ سيطرتها على مناطق في شمال وشرق سوريا، يقوم “الجيش الوطني” بعمليات اعتقال عشوائية للمدنيين تحت ذرائع مختلفة أبرزها تأييد وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية أو الإدارة الذاتية، حيث قتل العشرات ممن اعتقلوا تحت التعذيب.
وتسبب الهجوم التركي وتوغلها في شمال سوريا في مقتل (2160) شخصا حتى الآن حسب تقارير أعدها مركز توثيق الانتهاكات، وقتل منهم تحت التعذيب 125 شخص في سجون الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا. كما طالت الاعتقالات (6790) شخص، وتم توثيق تعرض (908) شخص للتعذيب، تم الإفراج عن قرابة 4050 منهم، فيما مصير بقية المعتقلين مازال مجهولا، فيما بلغ عدد من تم طلب الفدية للإفراج عنهم 1010 شخص.
وقتل الشاب “خليل محمد بن سيدو” البالغ من العمر 38 عاما من أهالي قرية شرقيا التابعة لناحية بلبلة، في مدينة عفرين وكان يقيم في مدينة جندريسه، قتل نتيجة “نزيف داخلي” في الأمعاء، حيث كان قد اعتقل قبل 3 أيام من قبل عناصر مسلحة تابعة لفصيل “الجبهة الشامية” واضطروا للإفراج عنه بعد تدهور حالته الصحية، نتيجة التعذيب، وتم تسليمه لذويه وهو في حالة يرثى لها، ليفقد حياته بعد ثلاثة أيام بحسب أفراد من عائلته، الذين أكدوا تعرضه لنزيف داخلي بحسب شهادات الأطباء في مشفى عفرين، ورفضوا تسليمهم أي وثيقة تثبت ذلك
وسبق أن تعرض خليل للاختطاف في أب عام 2018 من قبل عناصر “الجبهة الشامية” وأفرج عنه بعد أن دفعت عائلته فدية مالية (مليون ونصف ليرة سورية) من أصل (3 ملايين) طلبه الخاطفون أو سيتم قتله.
بتاريخ 1 أيلول \ سبتمبر 2020 اقتحم عناصر من جهاز الشرطة العسكرية قرية عكاش في ناحية راجو وقاموا بخطف شخصين عرف منهم : نوري نظمي رشيد عكاش وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، وكان والد “نوري” المسن نظمي رشيد عكاش 73 عاماً قد فقد حياته في القرية بتاريخ 25/05/2020 إثر الاعتداء عليه من قبل المستوطنين الرعاة وسط حقله الزراعي.
وفي مدينة عفرين تم خطف المواطن باسل محمد 30 عاماً وهو من أهالي قرية عكا التابعة لناحية بلبل بالقرب من جامع بلال الحبشي بحي الأشرفية وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
بتاريخ 2 أيلول \ سبتمبر 2020 اقتحمت جماعة مسلحة من عناصر جهاز الشرطة الموالي لتركيا قرية “بريمجة” التابعة لناحية “معبطلي” في عفرين وقام بتفتيش عشوائي للعشرات من منازل الأهالي، اعتقل خلال الحملة 5 أشخاص “مسنين” وهم : نشأت خليل حنان(76 عام)، عارف قازقلي احمو (69 عام)، أسعد إبراهيم مراد(73 عام)، محمد إبراهيم مراد(66 عام)، محمد خليل حنان(67 عام)، حيثُ تمّ نقل المختطفين إلى مركز قيادة “الشرطة العسكرية”.