أعلنت (هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية) في مدينة القامشلي، عبر مؤتمر صحفي حضره عشرات من وسائل الإعلام في سبمتبر من العام الجاري تسليمَها لامرأة سودانية لحكومة بلادها، ومعها طفلها الرضيع البالغ من العمر شهراً واحداً، كانت منتسبة إلى صفوف (تنظيم الدولية الإسلامية/ داعش)، وحضر عملية التسليم كل من مسؤول العلاقات الخارجية لـ (الإدارة الذاتية) عبد الكريم عمر، ومستشار السفير السوداني في العاصمة السورية دمشق هشام علي.
وكانت وكالة (رويترز)، قد نقلت عن مسؤول العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية، أنّه “يوجد ألف أسير محتجز لديهم (500 مقاتل أجنبي و500 غير مقاتلين) ينحدرون من نحو 40 دولة، وأنّ القوات ستحاول، عن طريق الحوار، وعن طريق المفاوضات، تسليمهم إلى دولهم، وقد تمت إعادة 50 أو 60 شخصًا آخرين إلى دول كروسيا وإندونيسيا، من بينهم نساء وأطفال، وتم مؤخراً بتسليم محتجزة سودانية إلى بلادها”.
وأفاد بأنّ “(قوات سوريا الديمقراطية) تُحارب الآن، لاستعادة آخر القرى التي لا تزال تحت سيطرة (داعش)، على نهر الفرات قرب الحدود مع العراق، واحتجزت مزيداً من المسلحين الأجانب”، مؤكداً أنّ “الإدارة تفتقر إلى الموارد لتعيد تأهيل كثير من السجناء بشكل ملائم”، وأنّها “ستقدّم المقاتلين السوريين إلى المحاكمة، لكنها لن تُحاكم الأجانب، كما أنّها لن تُعدم أحداً، لأنّها لا تطبق عقوبة الإعدام”.
وسعت (قوات سوريا الديمقراطية) إلى التخلص من ملف أسرى (داعش)، وقامت في 2 حزيران/ يونيو، بإطلاق سراح تسعة من مقاتلي التنظيم في مدينة الطبقة، كانوا في سجن (عايد)، بعد اعتقالهم مدة سبعة أشهر. إضافة إلى عقدها عدة صفقات تبادل للأسرى، بينها وبين التنظيم، كان آخرها في شهر نيسان/ أبريل، إذ جرت مفاوضات بين ممثلين عن القوات ووسطاء ووجهاء من ريف دير الزور، أفضت إلى عقد اتفاق لتبادل الأسرى، تم في حقل العمر النفطي بدير الزور.
وفي السادس من الشهر الماضي، أعلنت قوات (قسد)، في بيان لها، أنّها “مستعدة بشكل تام لأي عملية تبادل بين أسرى (داعش) لديها، والمختطفين من مدينة السويداء”، بعد هجوم التنظيم على المدينة، وتمكنه من خطف أكثر من 30 شخصا بينهم نساء وأطفال وهو التعهد الذي يعتقد أنّ القوات نفذته بعد اتمام عملية التبادل بنجاح.
(قوات سوريا الديمقراطية) قامت كذلك في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، بتسليم 13 امرأة و29 طفلاً، من أصول روسية وشيشانية وداغستانية وكازاخية، كانت قد اعتقلتهم في مدينة الرقة، إلى وفد عسكري روسي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة القامشلي.
ومع الخطوة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بالانسحاب من شمال شرق سوريا ظهر موضوع مصير آلاف الأسرة المعتقلين لدى قسد وكيفية التعامل معهم في ظل رفض الدول الغربية استقبال مواطنيها المنتمين للتنظيم.
احصاء اخير كشف أنّ أعداد الأطفال والنساء بلغ نحو 2080 طفلاً ومواطنة من 44 جنسية مختلفة غير سورية، فيما بلغ تعداد المسلحين حوالي 1100 مقاتل من 31 جنسية مختلفة غير سورية، إضافة إلى الآلاف من الدواعش المحليين. وأنّ هنالك نقاشات جدية لإطلاق سراح كل هؤلاء آنفي الذكر، والذين يتجاوز عددهم 8 الف نتيجة رفض دولهم استقبالهم، حيث أبدت دولة واحدة استعدادها لإرجاع مواطنيها إلى بلادهم، فيما امتنعت كامل البلدان التي ينتمي إليها عناصر التنظيم والأطفال والنساء، بإعادتهم إلى بلدانهم رغم التواصل المستمر من قبل الإدارة الذاتية والجهات القيادية في شرق الفرات، لتحقيق عملية عودة السجناء والموجودين لديهم في السجون والمخيمات، من جنسيات غير سورية إلى بلدانهم.
وكانت إدارة ترامب قد انشأت فريق عمل مشترك بين وكالات الاستخبارات، بما في ذلك مسؤولين من وزارة الدفاع والعدل، لمساعدة قسد في التعامل مع ملف معتقلي داعش؛ لكن مع خطوة اعلان الانسحاب المبهمة ستختلط الأوراق مجددا، بانتظار التفاصيل التي من المتوقع أن تتضمن الابقاء على الجهود الاستخباراتية، والأمنية والاكتفاء فقط بالانسحاب العسكري المحدود.