في خطوة سياسية مُهمّة على الصعيد الأوروبي والدولي، اعتبر تقرير علمي صادر عن البرلمان الألماني (بوندستاج) تركيا قوة احتلال في سورية.
وجاء في التقرير الذي تم إعداده بتكليف من الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه اليوم الأربعاء، أنّه عند التدقيق في الأمر يتضح أنّ “التواجد العسكري التركي في منطقة عفرين شمالي سورية ومناطق أعزاز والباب وجرابلس شمالي البلاد يستوفي كافة معايير الاحتلال العسكري”.
ولم تضع الحكومة الألمانية حتى الآن تصنيفا لعملية عفرين وفقا للقانون الدولي، إلا أنّ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال في مارس الماضي إنّ العملية العسكرية التركية “لن تكون بالتأكيد متوافقة مع القانون الدولي”، إذا بقيت القوات التركية على الدوام في سورية.
وقالت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، سيفيم داجدلين، إنّ هذا التقرير يجب أن يكون صيحة إيقاظ للحكومة الألمانية، وأضافت: “إنّه لأمر مشين الاستمرار في عدم تقييم توغل واحتلال أجزاء من سورية من جانب تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على أنّه انتهاك للقانون الدولي رغم كافة تقارير ومواقف كافة الكتل البرلمانية”.
بينما تدّعي تركيا عدم رغبتها في البقاء بالأراضي السورية، إلا أنّها بدأت سريعا إدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السوري التي سيطرت عليها قوات موالية لها في إطار عمليتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون”، كاشفة بذلك عن وجه استعماري قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل السوريين وتغيير أسماء بعض الشوارع بأخرى تركية وفرض التعامل بالليرة التركية.
وعلى سبيل المثال، تقدم مؤسسة البريد والبرق التركية (PTT) خدماتها في المناطق السورية، للموظفين الأتراك والمواطنين السوريين معاً في المنطقة، حيث تلبي المؤسسة احتياجات الصيرفة والخدمات اللوجستية والشحن، وتقدم رواتب المدرسين والموظفين العاملين في وقف “المعارف” التركي بالمنطقة، والجنود الأتراك، فضلا عن رواتب الشرطة المحلية.
وتُعتبر بوابة التعليم هي الخطة الأخطر في عملية التتريك الجديدة نظرا لفرض اللغة والتاريخ التركيين على الطلبة السوريين بكل ما يحمله ذلك من عملية تزوير للعديد من الحقائق والوقائع التاريخية والثقافية والعلمية على حدّ سواء من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة، إذ تواصل تركيا توزيع الكتب المدرسية وفق المنهاج التركي على 360 ألف تلميذ داخل المناطق التي سيطرت عليها في إطار عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمالي سوريا.