أعلن البنتاغون الثلاثاء أنّه أنجز إقامة نقاط مراقبة في شمال سوريا قرب الحدود التركية لمنع حصول أي مواجهة بين الجيش التركي وقوات سوريا الديمقراطية الذين تدعمهم، ضارباً بذلك عرض الحائط بالطلب الذي قدّمته رسمياً أنقرة لواشنطن للعدول عن إقامة هذه النقاط.
ودائما ما تشكو الولايات المتحدة من أنّ التوتر بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، التي تضم وحدات حماية الشعب، يعرقل في بعض الأحيان إحراز تقدم في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية حيث تشكل التهديات التركية سببا لتوقف حملات تشنها قسد ضد الدولة الاسلامية.
وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكولونيل روب مانينغ إنّه “بأمر من وزير الدفاع (جيم) ماتيس، أقامت الولايات المتّحدة مراكز مراقبة في المنطقة الحدودية شمال شرق سوريا لمعالجة المخاوف الأمنية لتركيا، حليفتنا في الناتو (حلف شمال الأطلسي)”.
وكان ماتيس أعلن نهاية نوفمبر الماضي أن الجيش الأميركي سيقيم نقاط مراقبة على امتداد الحدود الشمالية لسوريا لتجنب التوتر بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية حلفاء التحالف الدولي المُناهض للجهاديين.
وأوضح لصحفيين في البنتاغون أنّ تلك المواقع لن تتطلب إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى هناك، حيث يوجد بالفعل نحو 2000 جندي أميركي في سوريا.
وأضاف “نحن نأخذ مخاوف تركيا الأمنية على محمل الجدّ ونحن ملتزمون تنسيق جهودنا مع تركيا لتحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا”. وكانت تركيا أعلنت الجمعة أنّها طلبت من الولايات المتحدة التخلّي عن نقاط المراقبة هذه.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إنّ وزير الدفاع خلوصي أكار سلّم هذا الطلب للممثّل الخاص للولايات المتحدة بشأن النزاع السوري جيمس جيفري خلال اجتماع في أنقرة.
وكان أكار انتقد بحدّة في 24 نوفمبر عزم الولايات المتحدة على إقامة نقاط مراقبة في شمال سوريا بهدف منع أي مواجهة بين الجيش التركي و”وحدات حماية الشعب” التي تعتبر العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية.
ويومها قال أكار “أؤيّد الرأي القائل إنّ هذه التدابير ستزيد من تعقيد وضع معقّد أصلاً… لقد أبلغنا نظراءنا الأميركيين باستيائنا مرّات عدة”، موضحاً أنّه بحث هذه المسألة مؤخّراً مع رئيس الأركان الأميركي جو دانفورد.
وبحسب واشنطن فإنّ الهدف من إقامة هذه النقاط هو التأكّد من أن قوات سوريا الديموقراطية “لن تنسحب من المعركة” ضد تنظيم الدولة الإسلامية و”لنتمكن من سحق ما تبقى من الخلافة الجغرافية”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الأربعاء إن أي عمل عسكري من جانب واحد في شمال سوريا محل قلق بالغ و“غير مقبول“ وذلك بعد أن أعلنت تركيا أنها ستبدأ عملية عسكرية جديدة في المنطقة خلال أيام في شرقي الفرات.
وقال الكوماندر شون روبرتسون المتحدث باسم البنتاجون في بيان ”القيام بعمل عسكري من جانب واحد في شمال شرق سوريا خاصة في ظل احتمال وجود أفراد من الجيش الأمريكي هناك أو في محيط المنطقة محل قلق بالغ. أي أفعال من هذا النوع غير مقبولة بالنسبة لنا“.
وأضاف روبرتسون أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن تركيا الحدودي لكن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لم تنته وقوات سوريا الديمقراطية تظل ”شريكا ملتزما“ في التصدي للتنظيم المتشدد.
وكان مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، قال في وقت سابق لوكالة رويترز إن تصريحات أردوغان أثارت القلق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وإن هذا ربما يؤثر على القتال ضد الدولة الإسلامية.
وأوضح المسؤول أن القلق مبعثه أن العملية التركية ربما تصرف انتباه مقاتلي وحدات حماية الشعب في القطاع الأوسط من وادي نهر الفرات. واضاف “ثلاثة مواقع للمراقبة انشئت بالفعل. وأضاف أن المواقع عليها علامات واضحة وأن أي قوة تهاجم تلك المواقع ”ستكون على علم تام بأنها تهاجم الولايات المتحدة“.
من جهة ثانية أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها دربت 8 آلاف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية، في خطة تستهدف إعداد نحو 40 آلف مقاتل من قسد، لتأمين الاستقرار في سوريا.
وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، إن القوات التي سيتم تدريبها ستُسلّح وتُجَهّز بشكل جيد، لتأمين الاستقرار بالمنطقة، مبيناً أنه تم تدريب نحو 20% من هذه القوات. وأضاف دانفورد أن وجود القوات الأمريكية في سوريا مستدام حالياً، ولا يمكن تغييره بناءً على الأوضاع في البلاد، وعدم الاستقرار، وفق تعبيره.