أوصى المشاركون في منتدى نظمه “مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجيةNRls ” حول منطقة عفرين قرب حلب شمالي سوريا، بتحرك دولي وسياسي وقانوني لمواجهة ما وصفوه بـ”التغيير الديمغرافي” هناك.
وجاء في البيان الختامي للمنتدى الذي بدأت فعالياته الأحد واستمر ثلاثة ايام، في مدينة عامودا بالحسكة، وشارك به سياسيون غربيون بينهم وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير، المشاركين اتفقوا على تشكيل “مركز لتوثيق انتهاكات تركيا في عفرين” ولجنة لرفع دعاوي أمام محاكم دولية، وعقد ندوات في الدول “المؤثرة”.
وتضمن البيان توصيات أخرى منها فرض حظر جوي في شمالي سوريا لـ”منع تكرار تجربة عفرين”، واتخاذ إجراءات لضمان عودة النازحين واستعادة ممتلكاتهم، وتقديم دعم عاجل للنازحين من عفرين إلى مناطق أخرى شمال حلب.
واختتم المنتدى الدولي حول “التطهير العرقي والتغير الديمغرافي في عفرين”، أعماله بجلسة ختامية تمخضت عن بيان ختامي تضمن جملة توصيات.
وقرأ البيان من قبل الدكتورة فرح صابر، دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، ومتخصصة في الشؤون الإيرانية والتركية وقضايا الشرق الأوسط ومحاضرة في جامعة بغداد.
وجاء في نص البيان:
“بعد تعرض عفرين للاحتلال التركي ومرتزقته شرع مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية بمشاركة مع عدد من مراكز التوثيق والمنظمات الحقوقية بتوثيق الانتهاكات بأسماء الضحايا المدنيين من شهداء وجرحى وحالات الاختناق الناجمة عن استخدام الغازات السامة والمحرمة دولياً بالإضافة إلى توثيق الدمار الذي لحق بالمنازل والقرى والممتلكات.
وتوثيق القصف الممنهج الذي طال الأطقم الطبية والمرافق العامة والأماكن الحيوية مثل المدارس والأفران وشبكات مياه الشرب والمواقع الأثرية وقوافل المتضامنين القادمين من الشمال السوري إلى عفرين الذين غدوا هدفاُ لهجمات الدولة التركية الوحشية وممارساتها التي لا تمت للإنسانية بصلة.
إذ قامت الدولة التركية ومرتزقتها بعد احتلالهم لعفرين بفرض واقع احتلالي سعياً منها لضم جزء من الجغرافية السورية وواصلت سلطات الاحتلال ومرتزقتها الانتهاكات التي استهدفت سكان المنطقة الأصليين عبر تهجيرهم قسراً من خلال الخطف والقتل على الهوية والسرقة والاستيلاء على الممتلكات إضافة إلى اتباع سياسات التتريك الممنهجة والتي تعيد إلى الاذهان تاريخ السياسة الطورانية لعثمانيين عبر فرض اللغة التركية ومناهجا الدراسية وكذلك تغيير اسماء القرى والبلدات وتدمير المعالم التي ترمز إلى هوية المنطقة الحضارية بمعنى إعادة الهندسة الديمغرافية وفقاً لسياسة المحتل التركي .
أن خطورة سياسة التطهير العرقي والتغير الديمغرافي في ظل الصمت الدولي الذي تمارسه سلطات الاحتلال في عفرين وباقي أراضي الشمال السوري دفع المركز للبحث في ضرورة عقد منتدى دولي لكشف ممارسات الاحتلال والسياسات التي يمارسها بحق سكان عفرين من تهجير قسري وتدمير للمنازل ومصادرة الممتلكات وفرض الإتاوات واعتقاد السكان والتعدي على المدنيين لإيصال صوت أهالي عفرين إلى الرأي العام العالمي وتوثيق الممارسات التي يقوم بها المحتل التركي ومرتزقته بغية اطلاع المنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان على تلك الممارسات اللاإنسانية وغير العادلة اليت تتم بحق عفرين وأهلها.
توزع المنتدى على عدة محاور سياسية، عسكرية، تاريخية، ثقافية، اقتصادية وحقوقية، إذ تمت مناقشتها عبر بحوث ودراسات شاركت بها شخصيات أكاديمية وفكرية و سياسية قدمن فيها رؤيتها حول الاحتلال وممارساته وسبل التعامل معها وعلى مدار ثلاثة أيام وبحضور أكثر من 150 شخصية أكاديمية وسياسية وحقوقية وكذلك بمشاركة العديد من الشخصيات من مختلف أرجاء العالم عبر السكايب والفيديوهات المسجلة الذين لم تتهيأ لهم الظروف لحضورهم تمت مناقشة محاور المنتدى.
وبعد مناقشات مستفيضة تم الاتفاق على جملة توصيات للتحرك سياسياً وقانونياً وإعلامياً على المستوى الدولي لمواجهة نتائج الاحتلال التركي لعفرين والتداعيات السيئة لهذا الغزو، الذي يناقض كل قوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
التوصيات
1-دعوة لعقد منتديات ومؤتمرات لاحقة في الدول ذات الثقل الإقليمي والدولي حتى إزاحة الاحتلال عن عفرين، وأبدى المركز استعاده لتبني هذه الفعاليات.
2-تشكيل لجنة لمتابعة قرارات المنتدى وتوصياته من مختلف الاختصاصات والجنسيات.
3-تأسيس مركز لتوثيق الانتهاكات والممارسات التركية في عفرين.
4-تصعيد الجهود الدبلوماسية بخصوص عفرين في المنظمات الرسمية وغير الرسمية والاستمرار في التواصل مع الدول صاحبة القرار في شأن السوري.
5-تشكيل لجنة قانونية مهمتها رفع الدعاوي أمام المحاكم الدولية المختصة وتوثيق الانتهاكات لدى المؤسسات الحقوقية الدولية ومنظمات المجتمع الدولي.
6-تأسيس مركز إعلامي مهمته فضح انتهاكات الدولة التركية عبر مختلف وسائل الإعلام.
7-دعم ومساندة الإجراءات والخطوط التي تضمن عودة سكان عفرين إلى مناطقهم، واستعادة ممتلكاتهم عبر كل الوسائل المشروعة التي يكفلها القانون الدولية والمواثيق الإنسانية.
8-دعوة الشعب الكردي والسوري وكل الشعوب الصديقة لتكثيف جهودها عبر مختلف الفعاليات بهدف تحرير عفرين (جيجاي كرمينج) والدعوة إلى إعلان يوم عالمي للتضامن معها.
9-الدعوة إلى فرض حظر جوي على مناطق الشمال السوري لمنع تكرار تجربة عفرين.
10-توثيق أسماء القيادات العسكرية التركية ومرتزقتها التي قادت حملتها العدوانية على عفرين لتقديمهم للعدالة الدولية.
11-مناشدة الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم المطلوب والعاجل للنازحين في مقاطعة الشهباء.”