التعليم في عفرين “دون المستوى” بدون حلول

تعترض قطاع التعليم في منطقة عفرين مشاكل “كثيرة”، تكشفت عقب شهر من بداية العام الدراسي الأول بعد السيطرة الكاملة على المنطقة من قبل القوات التركية وفصائل سوريا مسلحة كانت تقاتل سابقا تحت راية الجيش السوري الحر..

يقول مسؤول التعليم في المجلس المحلي لعفرين، عبدو نبهان، إنّ العمل بدأ منذ الأسابيع الأولى، من تشرين الأول الماضي، على تجهيز المدارس لاستقبال آلاف الطلاب من أبناء المدينة ومثلهم من المهجرين القادمين في عمليات التسوية الأخيرة من الغوطة الشرقية وريف حمص وكذلك النازحين من المحافظات الأخرى.

وتحدث نبهان عن الانتهاء بالفعل من تجهيز وتشغيل 232 مدرسة في مدينة عفرين ونواحيها السبع.

المدراس لا تستوعب الطلاب
لا يزال عدد المدارس في عفرين قليلًا بالنسبة لأعداد الطلاب الضخمة، وتتمثل المشكلة الرئيسية التي أفضت إلى هذا الوضع عمليات التخريب الواسعة التي تعرضت لها المدارس في أثناء الحرب نتيجة القصف التركي، وكذلك اعتماد المدارس كمقرات عسكرية من قبل الفصائل المسيطرة على المدينة.

وإثر ذلك يوضح نبهان أنّ معظم المدارس تسير بنظام الدوام الثاني، مشيراً إلى مشكلة أخرى تكمن في الجانب البشري ممثلًا بالمعلمين المختصين، فكثير من القرى تحوي مدارس وتكون جاهزة بشكل كامل، لكن لا يوجد كادر تعليمي في القرية أو محيطها يغطي كل المواد التعليمية.

الأستاذ مصطفى حسن، وهو معلم في المرحلة الإعدادية، تحدث لعنب بلدي عن معاناة المدرّسين في البداية من غموض الوضع التعليمي في مدينة عفرين، من ناحية المناهج والكوادر والاعتراف الرسمي بالشهادات الصادرة.

ويقول المدرّس، “في البداية كان كل معلم يدرّس الطلبة ما يراه مناسباً وما حفظه من المناهج السابقة لكل صف تعليمي، حتى تم اعتماد منهاج الحكومة السورية المؤقتة المعتمد في المناطق المحررة في الشمال السوري”، مشيراً، “لم تكن هناك أيّ كتب دراسية نسير وفقها أو يتم توزيعها على الطلبة حتى وصلت مؤخراً بعد شهر كامل من بداية العام الدراسي”.

وبحسب مكتب التربية التابع للمجلس المحلي في عفرين، فقد تمت طباعة أكثر من أربعة ملايين كتاب مدرسي وسيتم توزيعها تباعاً في مدينة عفرين ونواحيها.

وفي أثناء الحديث مع المدرّس سلط الضوء على ضعف الراتب المقدم للمعلم قائلاً، “لا يتجاوز 100 دولار تقريباً وهو غير كاف مع ارتفاع تكاليف المعيشة وحاجة بعض المعلمين للتنقل أحياناً، بالإضافة إلى عزوف كثير من المعلمين عن العمل في هذا المجال أو عدم استمرارهم”.

التعليم العالي لا يزال مبهماً
بالنسبة للتعليم في المراحل العليا (جامعات، معاهد) لا يزال الأمر غير واضح، ولا توجد خطوات فعلية بهذا الاتجاه، ويبقى الحديث عن عزم الجانب التركي افتتاح معاهد متوسطة في عفرين “طرحاً قيد الدراسة دون التنفيذ”.

وأوضح مسؤول التعليم عبدو نبهان، “هناك اتصالات وتنسيق مع الجانب التركي بهذا الخصوص، ونحن ندفع باتجاه افتتاح جامعة في عفرين تكون فرعاً لجامعة حكومية تركية، فالحديث عن معاهد فقط لا يخدم الطلبة في المدينة، وخصوصاً المتفوقين منهم، وقد حصلنا على وعود مبشرة بهذا الأمر”.

وبالنسبة للمعاهد والمدارس الخاصة، قال نبهان إنّ “جميع المدارس والمعاهد الخاصة سواء كانت للمراحل الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو العليا، وكذلك المعاهد الشرعية التي افتتحت في الجوامع وغيرها تم إغلاقها حتى حصولها على ترخيص موافق للشروط والمعايير المعتمدة من قبلنا ومن قبل الجانب التركي حتى لا تصبح هذه المعاهد والمدارس تدرس وفقاً لأهواء القائمين عليها أو المدرسين فيها”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك