الشتاء يزيد معاناة نازحي مخيم بمدينة جرابلس بحلب

تسبب فصل الشتاء زيادة معاناة نازحي مخيم “الجبل” في مدينة جرابلس (100 شمال شرق مدينة حلب) شمال سوريا، وسط مطالبات للمنظمات الإنسانية بتقديم الدعم لهم.

وتسببت عاصفة مطرية ضربت المخيم منذ أيام بتشكل بعض السيول ودخول المياه إلى الخيام، إضافة لتضرر الطرق الترابية وعجز الأطفال عن قطعها.

سكان المخيم اشتكوا من قلة الدعم والفساد والمحسوبيات وإهمال شؤونهم من قبل الجهات الإدارية التابعة للحكومة التركية وإنّهم يحتاجون لعوازل مطرية لترميم خيامهم المهترئة ومنع الأمطار من الدخول إليها، كما طالبوا المنظمات الإنسانية والجهات المحلية بتقديم الدعم له وإيجاد حلول لمشاكلهم.

وأشر أحد أطفال المخيم أنّ الأمطار تسبب بغرق خيمة عائلته، كما أنّهم يجدون صعوبة بالسير على الطرقات نتيجة تجمع الطين فيها.

ويعاني ساكني المخيمات شمالي سوريا من الأوضاع السيئة ونقص الخدمات واحتكار تركيا العمل الإغاثي بمؤسسة افاد وسط مناشدات للمنظمات الإنسانية والمجالس المحلية لتخفيف المعاناة وتوفير اللقاح والأدوية ووسائل التدفئة دون تلق رد، وتزداد المعاناة مع اقتراب فصل الشتاء إذ سبق أن جرفت مياه الأمطار مخيمات عدة.

البيوت الطينية.. سلاح المهجرين لمواجهة الشتاء في جرابلس:
أوضح ’’حمزة التدمري‘‘ وهو نازح من مدينة تدمر شرقي حمص أنّ بداية سكنه كانت في خيمة، ولكن مع سوء الأحوال وبداية كل شتاء، حيث تتساقط الأمطار بغزارة وتدخل للخيمة وتغرقها، عدا عن الرياح القوية التي تقتلع أجزائها، اضطر لبناء منزل طيني، موضحاً أنه ليس لديه قدرة على بناء منزل بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء.

وأشار الشاب المهجّر من حمص إلى أنّ بناء المنزل المكوّن من غرفة ومطبخ وحمامات تبلغ تكلفته ما يقارب مليون ليرة سورية ونصف.

وشدد التدمري على أنّ غلاء أسعار مواد البناء هو مادفعه لبناء منزل من الطين بطريقة تراثية قديمة، حيث وجد في هذه الطريقة الوسيلة الأنجح للوقاية من برد الشتاء وحر الصيف، لافتاً إلى أنّها غير مكلفة.

بدوره، أوضح ’’غسان‘‘ وهو مهجّر من ديرالزور طريقة صنع البيت الطيني، قائلاً: ’’يتم تجميع التراب المخصص للبناء وخلط رقاقات خشبية صغيرة معه بعد خلطه بالماء، ويتم وضعه في قوالب مخصصة في الشمس، وبعد أن يجف يتم استخدامه‘‘.

ويرى ’’غسان‘‘ أنّ نسبة المهجرين الذين يعتمدون على هذه الطريقة باتت تزداد مع ازدياد أعدادهم من جهة، وفقدانهم الأمل بتحسين وضعهم المعيشي من قبل المعنيين من جهة آخرى.

من جهته، قال المهندس المعماري ’’عبدالرحمن هلال‘‘، إنّ البيوت الطينية هي طريقة تقليدية، لكنها في الوقت ذاته هي ناجحة، ومن مميزاتها أنّها تعطي برودة في فصل الصيف وحرارة في الشتاء، خصوصاً مع انقطاع تام للكهرباء، كما أنّها غير مكلفة في ظل الظروف المعيشية السيئة للمهجرين وكثرة البطالة.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك