أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، الأحد استئناف عملياتها العسكرية ضد داعش في آخر جيب يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد.
ويأتي ذلك بعد عشرة أيام على تعليق العمليات العسكرية ردا على القصف التركي لمناطق في شمال سوريا واستهداف القوات التي تقاتل تنظيم الدولة في ريف ديرالزور.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان إنّه “نتيجة الاتصالات المكثفة بين القيادة العامة لقواتنا وقادة التحالف الدولي (بقيادة واشنطن) وكذلك الحركة الدبلوماسية النشطة التي استهدفت نزع فتيل الأزمة على الحدود … فقد ارتأت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية استئناف عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش”.
استغلّ تنظيم “داعش” الهجمات التركيّة على قرانا الحدوديّة، واضطرار قوّاتنا لإيقاف الحملة ريثما تزول التهديدات على حدودنا الشماليّة، فشنّ التنظيم الإرهابيّ سلسلة من العمليّات الهجوميّة المعاكسة، مستخدماً السيّارات المفخّخة وما يسمى بـ”الانغماسيين”، مستفيداً من الظروف العسكريّة المستجدّة نتيجة الهجمات التركيّة سالفة الذكر.
ونتيجة الاتّصالات المكثّفة بين القيادة العامّة لقوّاتنا وقادة التّحالف الدّولي، وكذلك الحركة الدّبلوماسيّة النشطة التي استهدفت نزع فتيل الأزمة على الحدود، والدعوات الإيجابيّة من قبل الحلفاء لضبط النفس وتركيز الجهود على محاربة الإرهاب وملاحقته، بما يساهم في دعم الاستقرار في المنطقة ويصبّ في مصلحة كلّ الأطراف، فقد ارتأت القيادة العامّة لقوّات سوريّا الديمقراطيّة استئناف عمليّاتها العسكريّة ضدّ تنظيم “داعش”، والعمل على إلحاق الهزيمة النهائيّة به.
العمليّات الهجوميّة التي أعلنّا عن إيقافها، كانت محصورة في العمليّات البرّيّة، فيما كانت العمليّات الجوّيّة مستمرّة، حيث استهدف طيران التّحالف هذا الأسبوع العديد من تمركزات الإرهابيّين ودمّرت عدداً من الأهداف بالإضافة لمقتل العديد من الإرهابيين.
كذلك، فقد نفّذت وحدة خاصّة من قوّاتنا عمليّة نوعيّة خاصّة بإسناد من الطائرات المروحيّة للتّحالف الدّوليّ، أدّت بالنتيجة إلى اعتقال أحد كبار قياديّي تنظيم “داعش” الإرهابيّ في الرّقّة، وهو ما يدلّ على أنّ التنظيم ما زال يمتلك جذوراً وخلايا نائمة حتّى في المناطق المحرّرة، وبالتالي يؤكّد على ضرورة استمرار هذا التّحالف والتعاون على المدى الطويل لتأمين عوامل الاستقرار ومنع ظهور التنظيمات الإرهابيّة.
إنّ قوّاتنا، مستمرّة وملتزمة باستكمال حملة عاصفة الجزيرة وملاحقة تنظيم “داعش” في حوض الفرات الأوسط وإنهاء (معركة دحر الإرهاب) بالقضاء على “داعش”، وكذلك ملاحقة فلوله وخلاياه النائمة أينما وجدوا، أو تواجدوا.
إنّ قوّاتنا، إذ تلاحق الإرهاب؛ فإنّها تهيب بالأخوة المدنيّين، تجنّب مراكز “داعش” والابتعاد عن الأماكن المحتمَلة للاستهداف، وإنّنا إذ نعلَم بأنّ التنظيم الإرهابيّ يُجبِر المدنيين على التجمّع في أماكن محدّدة، أو يتّخذ من أماكن السكن مستودعاً لأسلحته، ويتّخذ من المدنيّين دروعاً بشريّة، فإنّنا ندعو المدنيّين لاتّخاذ وسائل ومسالك الخروج من المناطق العسكريّة؛ لتجنّب وقوع حوادث تُلحِقُ الضرَرَ بهم.
إنّ القيادة العامّة لقوّات سوريّا الديمقراطيّة، وفي الوقت الذي تؤكّد عزمها على ملاحقة الإرهاب، فإنّها تؤكّد بالمثل عزمها حماية الحدود الدّوليّة لشمال سوريّا وتأمين السلم الأهليّ لكلّ مكوّناتها، داعيةً إلى اتّخاذ الحوار سبيلاً لحلّ جميع المشاكل والابتعاد عن لغة التهديد والتصعيد التي لا يمكن أن يؤدّي إلى نتائج. وكذلك فإنّ قوّاتنا التي تدعو إلى الاحتكام للغة العقل والمنطق، فإنّها تؤكّد بأنّنا دُعاةَ أخوّة وسلام ولسنا تهديداً ضدّ أحد، ونحن على قناعة تامّة بأنّ طاولة الحوار هي السبيل الأفضل لوضع الحلول والتصوّرات المناسبة لكلّ ما يمكن أن يعترضنا من إشكالات.
المجد والخلود للشهداء
الخزي والعار للإرهاب وداعميه
المركز الإعلاميّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة
11/11/2018