نددت قبائل ومكونات مدينة الحسكة في شمالي سوريا، بالتصريحات التركية بالتدخل في شمال سوريا، وشددت على مواجهة ماوصفوه ب “الاحتلال” في حال التفكير باجتياح مناطق شرقي نهر الفرات.
وعقد في صالة قلعة السلام بمدينة الحسكة، اليوم، ملتقى حواري بمشاركة أكثر من 100 قبيلة وعشيرة عربية وشخصيات اعتبارية من مختلف المكونات في مقاطعة الحسكة.
ونظم الملتقى تحت عنوان “ملتقى القبائل والمكونات في الحسكة ضد العدوان التركي وتدخله السافر في شؤون الشعب السوري”.
مستشار القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية للشؤون المدنية، ريزان كلو، تحدث في اللقاء وتوجه بالشكر لوجهاء العشائر في مقاطعة الحسكة حيال موقفهم الوطني ضد “العدوان التركي”، وثمن دور القوات العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية في دحر الإرهاب والتي لعبت عشائر المنطقة دوراً بارزاً في تشكيل عمادها.
وأشاد بالدور الكبير للعشائر ووعيهم ضد المؤامرات التي أحيكت من قبل القوى الخارجية، مبيناً أنّهم في الشمال السوري أمام مرحلة تاريخية لتحقيق أهداف ثورات “ربيع الشعوب” في الحرية والديمقراطية.
واتهم كلو الدولة التركية أنّها الداعم الرئيسي للإرهاب في المنطقة والمتمثل بمرتزقة داعش وهدفها اقتطاع الوطن السوري والاستمرار في العقلية العثمانية الاحتلالية وإبادة شعوب المنطقة.
وأضاف “ما جرى في عفرين خير مثال على الهمجية التركية التي كشفت عن أهدافها الاحتلالية بانتهاكها كافة المعايير الإنسانية بارتكاب جرائم القتل والنهب والسلب.
كما أوضح بأنّهم منفتحون على الحوار مع جميع الأطراف السورية لحل الأزمة السورية سياسياً، وتابع “سنعمل جاهدين في هذا الإطار لبناء سوريا ديمقراطية تعددية ترى فيها جميع المكونات السورية دورها ووجودها في هذا الوطن”.
وقال “المقاومة في عفرين ستستمر حتى استرجاع بلد الزيتون وسنقاوم حتى دحر الإرهاب والمحتلين من أرضنا”.
ومن ثم فتح باب الحوار أمام الحضور للنقاش، والذي عبر فيه وجهاء العشائر عن وقوفهم سداً منيعاً أمام كافة الهجمات التي تستهدف المنطقة.
وجاء في مداخلة رؤساء ووجهاء العشائر:
حسين السادة ممثل عشائر بني السبعة “من المتعارف عليه أنّ الثورات تبدأ من الفئة المثقفة لكن نحن ثورتنا بدأت من الجوامع وهو ما أبرز الدور الإرهابي الراديكالي وانحراف مسار الثورة، تركيا تحاول تأليب الواقع المعاش في سوريا وتأليب الشعوب ضد بعضها وخير مثال “وحدات حماية الشعب التي تحمي الشعب السوري” تنعتها بوحدات حماية الشعب الكردية في محاولة لتحريض الشعوب ضد الشعب الكردي على أساس أنّ الكرد يحاولون بناء دولة واقتطاع أراضي سورية.
لكن اتضح مؤخراً حقيقة الدولة التركية في الهجوم على شعوب المنطقة من خلال دعم المجموعات الإرهابية وإبادة الشعوب وتدمير المدن بدءاً من كوباني مروراً بشنكال وصولاً لعفرين وحالياً الشمال السوري عامة”.
هذه المجموعات المرتزقة التي تدعي بأنّهم (جيش حر) لكن في الواقع هذه المجاميع تدربت في تركيا ودخلت عفرين وسلبت كل ما رأت أعينهم، وأناشد الشعب السوري احتضان مقاومة عفرين والالتفاف حولها ودعم الشعب العفريني بكافة السبل”.
نايف الظاهر ممثل قبيلة الطي “الدولة التركية بنيت على دماء شعوب المنطقة وحكمت المنطقة تحت ستار الدين لكن الدين منها براء، وهدمت ما بناه المسلمون من العدالة والمساواة، وحرفت الإسلام، وحطمت الأرمن الذي آمنوا بالديانة المسيحية، وأبعدت الكرد عن بعضهم لنهش الجسد الكردي.
أردوغان جاء بالمرتزقة من كافة أصقاع الأرض، وعلينا أن نوحد صفوفنا ضد الاحتلال التركي”.
أكرم محشوش عضو مجلس عشيرة الجبور “نمر بوقت عصيب في ظل التهديدات التركية ويجب أن نتشاور ونناقش ما هو مطلوب منا، وعلينا الاستعداد للاحتلال التركي وأن نكون جاهزين وأن تتحول أقوالنا لأفعال.
علينا تحريك الحوار بين الأطراف السورية والدفع بها إلى الأمام في سياق الحوار (السوري – السوري) لأننا كعشائر المنطقة صمام الأمان للمنطقة، كما أنّ كل البيانات والاجتماعات في الخارج السوري مرفوضة “.
نواف الدخيل نائب رئيس مجلس عشيرة الجبور “سبات شعوب المنطقة هو ما يزيد الطين بلة، علينا التحرك ضد القوى الخارجية التي تحاول تجزئة الجسد السوري، ودحر الإرهاب من المنطقة”.
برخو نويا باسم المكون الآشوري “نحن دفعنا الثمن كباقي المكونات جراء الإرهاب، وقفنا وسنقف إلى جانب كافة شعوب المنطقة في الدفاع عن هذه الأرض، لقد تجرعنا سابقاً وصولاً إلى يومنا هذا من الأيادي العثمانية الإبادة والقتل إلى جانب تمزيق بلدنا في بلاد ما بين النهرين.
نحن لسنا مع أي حوار في الخارج السوري، نحن كجزء من قوات سوريا الديمقراطية والمتمثل بمجلسنا العسكري (مجلس حرس الخابور) سنحارب الإرهاب ونحن مع سوريا أرضاً وشعباً”.
محمد الطلاع من عشيرة البكارة “لن أزيد كثيراً عمّن سبقني، لكن علينا أن نصالح أنفسنا قبل الغير ونقف وقفة واحدة ضد الاحتلال التركي”.
سليمان أبو رأفت من عشرة الجبور في ناحية الشدادي “نحن ندعم الحوار السوري – السوري، تركيا دولة محتلة وندين الاحتلال والاستيطان، ونستنكر ما يجري في عفرين جملة وتفصيلاً، كما ندين البيان الأمريكي الذي يستهدف قادة منظومة المجتمع الكردستاني.
سنعمل على تقوية دعائم قوات سوريا الديمقراطية ولا نقبل جميع القوى التي تركتنا بين أنياب الذئاب في ليلة وضحاها”.
محمد الفهد ممثل عن عشيرة الشرابين “هذا الملتقى يدل على الحس الوطني للقبائل والعشائر في المنطقة. إنّ ما يهدد به أردوغان إعادة لأفعال أسلافه العثمانيين، وننصحه بألا يتدخل في شؤون الشمال السوري، وفي حال التفكير بذلك سيكون الرد قاسياً”.
ويأتي هذا الملتقى في ظل التهديدات المتكررة للاحتلال التركي ضد مناطق شرقي نهر الفرات.