“الجندرما” تعتدي بالضرب على صحفي سوري حاول عبور الحدود عقب ترحيله

اعتدى حرس الحدود التركي “الجندرما” ليل السبت – الأحد، على الصحفي السوري ” يعرب الدالي ” اثناء محاولته عبور الحدود باتجاه الأراضي التركية عقب ترحيله منها.

وكتب الإعلامي يعرب إن عناصر من “الجندرما” ألقوا القبض عليه برفقة خمسة آخرين، خلال محاولتهم دخول الأراضي التركية التي رحّل منها قبل أيام، حيث قاموا بضربه وإرهابه بالكلاب وتصوريه لرفضه أوامر العمل في محيط نقطة الحراسة، قبل أن يسلموه إلى بوابة العبور باتجاه الأراضي السورية في منطقة “كلس”.

وأضاف “الدالي” أنه دخل الأراضي التركية لطلب اللجوء من السفارة الفرنسية، عقب تواصله مع منظمة “مراسلون بلا حدود” المعنية بشؤون الصحفيين، والتي أبلغته أنها لا تستطيع مساعدته كونه داخل الأراضي السورية.

وروى الدالي ما تعرض له من ضرب قبل ترحيله إلى الأراضي السورية للمرة الثانية، مشبهاً ظروف احتجازه هناك بما حصل له مع “هيئة تحرير الشام” النصرة سابقاً.

وكان الدالي دخل تركيا بالتهريب لأنهم لم يسمحوا له بالدخول رسمياً، لتقديم طلب لجوء إلى فرنسا عن طريق منظمة “مراسلون بلا حدود”.

وروى الناشط أن الدرك التركي (الجندرمة) ضبطه وتعمد إهانته والسخرية منه، وجعله يعمل بسقاية الشجر والحفر في الأرض قبل ترحيله إلى سوريا.

وقال: “أجبروني على تحية العلم التركي بقوة، وأخذوا يصورون على الموبايلات ويسخرون مني. هذا الموقف شبيه بما حصل معي عند هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)”.

وأضاف أنهم “ضربوني بين ظهري ورقبتي وأخذونا، ولو لم يكن الموضوع لطلب لجوء لم أدخل تركيا. كان معي أوراق تشرح وضعي ولكنهم لم يقيموا اعتباراً لأي شيء”.

يذكر أن السلطات التركية أجبرت آلاف اللاجئين من بينهم أطفال على العودة إلى الأراضي السوري قسرا بحجة عدم امتلاكهم أوراق الحماية المؤقتة “الكيمليك” التي تمكنهم من الإقامة في تركيا، وهو ما اعتبره حقوقيون يعتبرون ذلك خرقا للقانون الدولي الإنساني.

وتواصل أعداد الخسائر البشرية الناجمة عن استهداف حرس الحدود التركي ارتفاعها، إثر قتل مزيد من السوريين ممن حاولوا الهروب من الموت فتلقَّفهم الموت برصاصات تركية.

وتُظهر العديد من الأشرطة المُصوّرة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم.

واليوم الجمعة قتلت قوات حرس الحدود التركية الشابة هديل احمد الحسين الدخيل بعد اصابتها بطلق ناري في الصدر على الحدود التركية السوري أثناء محاولة عبورها للجانب التركي.

وأصبحت حوادث قتل اللاجئين شائعة أكثر فأكثر في السنوات الثلاث الماضية، رغم ادعاء السلطات التركية أنها تتبع سياسة الحدود المفتوحة في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011.

وارتفع عدد القتلى السوريين برصاص جنود الأتراك إلى 438 لاجئا، بينهم ( 80 طفلا دون سن 18 عاما، و 55 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 385 مواطنا وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود هربا من الحرب المندلعة في سوريا منذ 8 سنوات أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.

وقتلت الجندرمة التركية الأثنين اللاجئ “هشام مصطفى” من مدينة السفيرة وكان يقيم في تركيا وقامت السلطات التركية بترحيله إلى الأراضي السورية قسرا منذ قرابة 25 يوم، بسبب عدم حوزته على بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” حيث بقيت زوجته وأولاده الثلاثة في تركيا، ما دفعه لمحاولة الدخول لاحقا من أراضي محافظة إدلب قرب بلدة دركوش، حيث أطلقت “الجندرما” عليه النار ما أدى لمقتله.

وكانت السلطات التركية رحلت 6160 لاجئا سوريا خلال شهر تموز الفائت حسب ما صرحت إدارة معبر “باب الهوى” على موقعها الرسمي.

وتعرض مئات السويين لإطلاق نار واعتداء من قبل حرس الحدود التركي خلال محاولتهم العبور بشكل غير قانوني إلى تركيا، هاربين من الحرب والاوضاع الصعبة في بلدهم حيث تدعم تركيا اطرافا مسلحة.

والجمعة، 4 اغسطس فقد الطفل ماهر حسن، حياته متأثرا بجراحه بعد أيامٍ على إصابته برصاص الجندرمة التركية في قرية سفتك في مقاطعة كوباني على الحدود التركية. ماهر (17 عاماً) أصيب برصاصة في الرأس في الـ30 من تموز/يوليو المنصرم، أثناء مساعدته لأهله في ترميم سطح منزلهم في قرية سفتك غرب مدينة كوباني.

وفي الأربعاء 24 يوليو أصيب الشاب “كانيوار شاهين جزائر” ( 29 عاماً) من أهالي قرية قره موغ شرقي كوباني بطلقتين في الكتف أثناء عمله في أرضه قرب قرية غريب على الحدود السورية -التركية، حيث تم اسعافه إلى مشافي مدينة كوباني وتحويله إلى مشافي مدينة منبج؛ لتلقي العلاج.

وبتاريخ 20 يوليو الجاري قتل شاب من أبناء مدينة سلقين برصاص قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” أثناء مروره على الطريق الواصل بين بلدة دركوش وقرية الدرية الحدودية مع ولاياة هاتاي / لواء اسكندرون غرب إدلب، كما وأصيب نازحان اثنين في مخيم صلاح الدين غرب جسر الشغور، برصاص عشوائي مصدره حرس الحدود التركي أثناء ملاحقة -الجندرما- لمهربين حاولوا دخول الأراضي التركية الجمعة.

الانتهاكات تجاه اللاجئين والنازحين على حد سواء من قبل الجندرما متواصلة رغم أن تركيا تعتبر من الدول الضامنة لوقف التصعيد وتشارك كأحد أطراف الصراع الرئيسية في سوريا وتقع على عاتقها مهمة حماية اللاجئين والنازخين فصباح السبت اعتقلت الجندرمة لاجئين وقامت بضربهم بشكل وحشي بالإضافة إلى حلاقة شعر الرأس والحاجبين لتمييزهم في حالة حاولوا العودة إلى الحدود التركية.

بحسب احصائية من مركز توثيق الانتهاكات Vdc-Nsy فإنّ الجندرمة التركية قتلت حتى نهاية تموز من العام الجاري 436 شخصا بينهم ( 80 طفلا دون سن 18 عامًا، و 53 امرأة) ووثق إصابة 376 بجروح.

وتتكرر حالات استهداف “الجندرمة” للاجئين السوريين الذين يحاولون عبور الحدود من سوريا هربا من الحرب الدائرة في بلادهم، كما قامت ببناء جدار عازل على طول حدودها التي يبلغ طولها 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.

في إدلب الإثنين 11 شباط، عُثر على جثث 10 مدنيين على الشريط الحدودي، بالقرب من بلدة زرزور شمالي إدلب في منطقة دركوش ..معظم الجثامين بقيت داخل الأراضي التركية بينهم أطفال ونساء.

وفي حزيران، قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، برصاص “الجندرمة” التركية، في أثناء محاولتهم العبور من منطقة دركوش بريف إدلب إلى الأراضي التركية.

وكانت أبرز الحوادث السابقة في حزيران 2016، حين قتل 11 شخصًا بينهم نساء وأطفال، قرب معبر خربة الجوز في ريف إدلب الغربي إضافة لمقتل 9 مدنيين أغلبهم نساء في 9 فبراير 2019.

وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير لها فبراير الماضي إن قوات حرس الحدود التركية تطلق النار عشوائيا على طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا، ويعيدونهم بشكل جماعي إلى حيث قدموا.

وذكرت المنظمة، التي يقع مقرها في نيويورك، أنها تحدثت مع 13 سوريا قالوا جميعهم إن قوات حرس الحدود التركية أطلقت النار عليهم بينما كانوا لا يزالون في سوريا، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، من بينهم طفل، وإصابة عدد آخر.
ونفت الحكومة التركية جميع هذه المزاعم، وقالت إن حرس الحدود يعملون لحماية الحدود، لا لقتل الناس.

وقال مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز ردا على تقرير هيومن رايتس ووتش: “لم تحدث أبدا أية حالة إطلاق نار على مدنيين على الحدود”.

الشاب السوري عبد الكريم خلف، كان قال مؤخراً في مقابلة مع “أحوال تركية”: “حالما دخلنا تركيا، وجدنا أنفسنا محاصرين من حوالي عشرين جنديا من قوات الدرك التركية. وقبل أن نتمكن من فعل أي شيء، انهالوا علينا بالضرب بالهراوات وبكعوب بنادقهم بقوة، لدرجة أنني كدت أفقد الوعي. لذا بدأت بالركض نحو الجدار مرة أخرى، وتسلقته مجددا عائدا إلى الجانب السوري. ثم فقدت الوعي بالفعل.. لكن مجموعة من السكان المحليين هرعت بي إلى المستشفى. فيما بقي ابنا عمي على الجانب التركي ولم يتمكنا أبدا من العودة بسبب الضرب والتعذيب اللذين تعرضا له على أيدي قوات حرس الحدود التركية.”

وقال مسؤولون في المستشفى إن جثتي ابني عمه وجدتا متروكتين في وقت لاحق في منطقة الحدود قبل أن يتم نقلهما إلى مستشفى محلي.

وتواصل أعداد الخسائر البشرية الناجمة عن استهداف حرس الحدود التركي ارتفاعها، إثر قتل مزيد من السوريين ممن حاولوا الهروب من الموت فتلقَّفهم الموت برصاصات تركية.
وتُظهر العديد من الأشرطة المُصوّرة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك