نقل مئات السجناء الكرد من عفرين إلى سجني الراعي وحور كلس وسط اتهامات بالتعذيب والتغييب القسري

كشفت مصادر محلية من مدينة عفرين أن السلطات المحلية بإشراف مباشر من الاستخبارات التركية، قامت مؤخراً بنقل ما بين 650 إلى 700 سجين كردي من سجون عفرين إلى سجني الراعي وحور كلس شمال حلب، حيث صدرت بحق العديد منهم أحكام قاسية، دون الالتزام بشروط المحاكمات العادلة.

وبحسب الشهادات، فإن المعتقلين تعرضوا في تلك السجون للتعذيب وسوء المعاملة، إضافة إلى حرمانهم من التواصل مع ذويهم طيلة فترة التحقيق، ما يرقى إلى مستوى الاعتقال والتغييب القسري. وتشير المعلومات إلى أن أغلب عمليات الاعتقال جرت بطريقة عشوائية، خلال مداهمات لقرى وبلدات في ريف عفرين، بذريعة البحث عن أسلحة، حيث كان الاكتفاء أحياناً بوجود صور لشخصيات كردية داخل منازل المعتقلين كمبرر للاحتجاز.

مدينة الراعي، التي تطلق عليها تركيا اسم “جوبان باي”، تخضع بشكل كامل لسيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من أنقرة، وتُعتبر مقراً لأكثر المرافق الحساسة في المنطقة، فيما يعد فصيل “فرقة السلطان مراد” بقيادة فهيم أحمد عيسى القوة الأبرز هناك.

وأكدت المصادر أن نقل المعتقلين من عفرين إلى سجني الراعي وحور كلس جاء في محاولة لإبعادهم عن أنظار الرأي العام ومنع ذويهم من زيارتهم، وسط مخاوف من تعرضهم لموجات جديدة من التعذيب، أو حتى ترحيلهم إلى السجون التركية، الأمر الذي قد يعني ضياع الأمل في إطلاق سراحهم.