شهدت عدة مناطق سورية خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الانتهاكات الخطيرة بحق المدنيين، طالت بالدرجة الأولى أبناء الطائفة الشيعية، إلى جانب عمليات خطف واقتحامات واعتقالات تعسفية شملت حتى العاملين في المجال الصحفي. وفيما يلي أبرز الوقائع الموثقة:
حلب | مقتل شاب بإطلاق نار
استُشهد الشاب عدنان أسامة زم، من مدينة نبل بريف حلب الشمالي، متأثراً بجراحه بعد تعرّضه لإطلاق نار مباشر من قبل مجموعات مسلّحة في حي الحمدانية بمدينة حلب، مساء يوم أمس 30 حزيران/يونيو.
دمشق – حي القدم | اختطاف رجل أعمال
تعرّض السيد أحمد عاقل (أبو كرم)، صاحب محل لقطع تبديل السيارات في حي القدم بدمشق، للاختطاف بتاريخ 28 حزيران/يونيو، بعد اقتحام محله من قبل 13 مسلحاً ملثماً. حيث قاموا بسرقة الأموال والوثائق، وتحطيم أجهزة المراقبة، واحتجاز العمال – ومن ضمنهم ابنه البالغ من العمر 20 عاماً – في دورة المياه، قبل أن يقتادوا عاقل إلى جهة مجهولة، وما يزال مصيره مجهولاً حتى الآن.
ريف حمص | سلسلة عمليات خطف
29 حزيران: اختُطف الشاب حافظ إبراهيم العلي من قرية عين التينة الشرقية، أثناء عودته من عمله في قرية المعاجير. آخر اتصال أجراه كان حوالي الساعة 17:30.
28 حزيران: اختُطف الشقيقان محمد حسن خليل وموسى حسن خليل من قرية حديدة أثناء توجههما إلى لبنان عبر معبر العريضة الحدودي، ولا معلومات عن مصيرهم حتى اللحظة.
جبلة | فقدان شاب
فُقد الاتصال بالشاب توفيق بشير سليمان (30 عاماً) من حي العمارة في جبلة، منذ خروجه باتجاه اللاذقية مساء الأربعاء 25 حزيران. ويُخشى أن يكون قد تعرّض للاختطاف في ظلّ تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.
ريف حمص – تلكلخ | حملة طائفية واعتقالات جماعية
قامت ميليشيات تنتمي لما يُعرف بـ”الأمن العام الجهادي” برفقة عناصر جهادية من قرية الزارة، باقتحام قريتي باروحة والسنديانة الغربية، في حملة وصفت بأنها ذات طابع طائفي تستهدف المدنيين من أبناء الطائفة العلوية.
مقاطع الفيديو المنشورة، والتي أُرفقت بأناشيد جهادية متطرفة، نُشرت على حساب المدعو جاسم المصري، الذي يُعرف بخطابه التحريضي الطائفي.
وتم توثيق اعتقال أكثر من 30 مدنياً من أبناء القريتين، دون مذكرات توقيف أو اتهامات واضحة.
يُذكر أن قرية باروحة كانت قد شهدت مجزرة قبل أسبوعين راح ضحيتها خمسة مدنيين من عائلة الأسعد.
دمشق – السيدة زينب | تهجير قسري واستهداف طائفي
أقدمت ميليشيات تابعة لما يُعرف بـ”الأمن العام الجهادي” على اقتحام فندق الحطيم في منطقة السيدة زينب، والذي يقطنه عدد من العائلات الشيعية كمقر سكني منذ سنوات.
وبحسب شهود عيان، تم الاعتداء بالضرب على رجال ونساء من القاطنين، واعتقال عدد منهم، دون توجيه تهم أو تحديد مكان الاحتجاز.
ويأتي ذلك في سياق قرار قضى بإخلاء المبنى من العائلات الشيعية فقط، فيما استُثنيت عائلة سنية تقطن في ذات المبنى.
وتشير المعلومات إلى أن قرار الإخلاء جاء بهدف إسكان نازحين من محافظة إدلب، وهو ما رفضته عدة عائلات تقيم في المبنى منذ أعوام.
دمشق | اعتقال صحفي
تم توثيق قيام جهاز الأمن السياسي في العاصمة دمشق باعتقال الصحفي نور الحسن، مراسل صحيفة المدن، دون توضيح أسباب الاعتقال أو مكان احتجازه. وتُعدّ هذه الحادثة جزءاً من حملة متواصلة تستهدف الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة، وتشكّل انتهاكاً صريحاً لحرية التعبير والصحافة في سوريا.
إن تكرار هذه الحوادث، وما تتضمنه من استهداف طائفي وانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان والحريات العامة، يثير قلقاً بالغاً، ويستوجب تحركاً عاجلاً من المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية الدولية، لضمان حماية المدنيين والصحفيين، ووقف الانتهاكات المتصاعدة.