عفرين – 14 يونيو 2025
رغم مرور أكثر من سبع سنوات على سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا على منطقة عفرين، ما تزال الانتهاكات بحق السكان الأصليين الكرد، خصوصاً العائدين منهم إلى قراهم، تتواصل عبر وسائل متعددة، أبرزها الاعتقالات التعسفية وفرض الإتاوات، ما يشكل عقبة رئيسية أمام عودة المهجّرين قسراً إلى ديارهم.
وفي هذا السياق، فرضت ما تُعرف بـ”أمنية العمشات” التابعة لفرقة السلطان سليمان شاه، بقيادة المدعو سيف الدين الجاسم، إتاوات مالية على عدد من المواطنين الكُرد في ناحية شيه/شيخ الحديد والقرى التابعة لها:
المواطن شيروان إبراهيم أُجبر على دفع مبلغ 900 دولار أمريكي مقابل استعادة منزله المستولى عليه منذ سبع سنوات، بالإضافة إلى 200 دولار أخرى مقابل حفر بئر أرتوازي.
كما فُرض على المواطن أحمد رفعت، من أهالي البلدة، مبلغ 500 دولار أمريكي لقاء حفر بئر قرب المستوصف الطبي في البلدة.
هذه الممارسات تجري في ظل تراجع الدور الرسمي للفصائل وتقلّص عدد الحواجز، إلا أن هيمنتها الأمنية لا تزال تطال حياة المدنيين من خلال الابتزاز المالي والترهيب.
اعتقال شاب كردي بعد يوم واحد من عودته إلى قريته
وفي حادثة منفصلة، أقدمت دورية مسلحة يُعتقد أنها تابعة لـ”الأمن العام” في ناحية معبطلي، صباح اليوم الجمعة 13 يونيو، على اعتقال الشاب الكردي خليل مصطفى عارف دادو (25 عاماً)، من سكان قرية حسيه/ميركان التابعة لناحية معبطلي.
وبحسب مصادر محلية، فإن خليل كان قد عاد إلى قريته يوم أمس فقط، الخميس 12 يونيو، بعد تهجيره القسري عام 2018 عقب احتلال عفرين، وكان حينها قاصراً يبلغ من العمر 17 عاماً. وقد تم اعتقاله دون توجيه أي تهم واضحة، ولا تزال الجهة التي قامت بالاعتقال ومكان احتجازه مجهولين حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
تستمر هذه الانتهاكات بالرغم من مزاعم الجهات المسيطرة في المنطقة بتحسين الأوضاع الأمنية. وتشير شهادات متطابقة إلى أن الكُرد العائدين يتعرضون بشكل متزايد لممارسات تهدف إلى ترهيبهم وإجبارهم على الرحيل مجدداً، وسط صمت دولي ومحلي عن هذه الانتهاكات التي ترقى في بعض حالاتها إلى جرائم التغيير الديمغرافي والاستيلاء المنهجي على ممتلكات السكان الأصليين.