جحيم الحرب يلاحق أهل المدن المحتلة خارجها.. هذا ما يعانيه السوريون الذين غادروا مرغمين إلى عفرين و رأس العين وتل أبيض

في ظل الحرب الدائرة في سوريا، تشتد معاناة أهالي 3 مدن رئيسية شمال سوريا عفرين ، تل أبيض ، رأس العين (المهجرين قسرا ، والقاطنين فيهم). فبعد احتلال تركيا لهذه المدن ضمن سياسيات “التهجير وتغيير الهندسة الاجتماعية وإعادة التوطين”، حيث شهدت هذه المدن تهجيرًا قسريًا يعتبر من أكبر مآسي النزوح السوري.

فلا تقتصر معاناة أهالي المدن الثلاث عند الاحتلال التركي على ظروف المعيشة الصعبة فقط، بل تتجاوز ذلك إلى جحيم الحرب الذي يتبعهم أينما ذهبوا. فالقصف المستمر يطال مخيماتهم والمعاناة ترافقهم حتى داخل المناطق التي يلجأون إليها في محاولة للنجاة. تركيا تخطط لتشتيتهم وتشريدهم كي يفقدوا أي أمل في العودة، وهي لا ترغب في رؤيتهم يقطنون في مخيمات أقيمت على حدود التماس في أقرب مكان لهم من منازلهم.

هذه المعاناة لها أوجه متعددة مع القصور البارز في تلبية أدنى متطلباتهم الحياتية وتتفاقم بسبب نقص (انعدام) الإمدادات الطبية والإغاثية، حيث يعانون من نقص حاد في الغذاء والمأوى الآمن، مما يجعلهم عرضة للأمراض والجوع وغياب فرص التعليم.

عندما نلقي نظرة على واقعهم اليومي، نرى بوضوح الألم الذي يعيشونه، حيث يسعى الناس جاهدين للبقاء على قيد الحياة، مثلما يسعون للبقاء قرب مدينتهم بأمل العودة لمنازلهم وهو الأمل الذي يتضائل مع تراكم السنوات ولكن الظروف القاسية والمحن التي يواجهونها تجعل من الصعب عليهم البقاء متفائلين بالمستقبل.

في ظل هذا الوضع، يناشد النازحون المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري لتوفير المساعدة الإنسانية وإيجاد حلول دائمة لإنهاء معاناتهم ليعودوا لمنازلهم وقراهم ومدنهم، حيث يستحقون الحياة الكريمة كأي إنسان آخر.

مخيمات مُهجّرو عفرين:
خمس في مقاطعة الشهباء، يعيش هؤلاء المهجّرون في مخيمات “سردم”، “برخدان”، “عفرين”، “العودة”، و”الشهباء”، حيث يتم تنظيمها وإدارتها بناءً على نظام الكومينات والمجالس. يستمرون في مقاومتهم حتى تحقيق العودة إلى أرضهم¹.

مخيم “برخدان” يعد أول مخيم أُنشِئ في مقاطعة الشهباء، ويتكون من 825 خيمة وما يقرب من 800 عائلة. أما مخيم “سردم”، فهو أكبر مخيم لمهجري عفرين في المنطقة، يضم 988 خيمة ويقطن فيه حوالي 910 عائلة و3739 شخصًا¹.

رغم الصعوبات، يظلون مصممين على البقاء والمقاومة، مؤكدين حقهم في العودة وإنهاء الاحتلال⁴. هؤلاء الأبطال يجعلون من مخيماتهم جنة صغيرة، حيث يتخذون من الأشجار والورود غطاءً لخيمهم، يحمون به أملهم وإصرارهم على العودة إلى أرضهم.

قصف تركيا المستمر يفاقم المأساة:
فيما يبدو أنّ مأساة النازحين من سوريا لا تنتهي، تزداد الأوضاع تعقيدًا وتصعيدًا بوجود القصف التركي المستمر على مناطق مثل عفرين ورأس العين وتل أبيض.

تعيش هذه المناطق تحت وطأة القصف المستمر الذي يستهدف الأحياء السكنية والبنى التحتية، مما يتسبب في خسائر بشرية كبيرة وتدمير مدمر للمنازل والبنية التحتية.

النازحون الذين فروا من هذه المناطق يعيشون حياة مروعة، حيث يعانون من نقص حاد في الإمدادات الأساسية مثل المأكل والمشرب والدواء، إضافة إلى الخوف المستمر من القصف والهجمات المسلحة.

وبالرغم من جهود المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي في تقديم المساعدات، إلا أنّ الاحتياجات لاتزال تفوق الإمكانيات المتاحة، مما يجعل الوضع الإنساني يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.

تتطلب الأوضاع الراهنة تدخلاً فوريًا من المجتمع الدولي لوقف القصف التركي وإيجاد حلول سلمية لهذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، فالنازحون يستحقون حياة آمنة وكريمة كأي إنسان آخر.

عنوان: “التشرد والمأساة: قصة النازحين من عفرين في مخيمات اللاجئين”

منذ احتلال تركيا لمدينة عفرين في سوريا، شهدت المنطقة موجة هائلة من التشرد، حيث اضطر الآلاف من السكان للفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان والحماية. ومع وجود القصف المستمر وانتهاكات حقوق الإنسان، فإنّ الحياة في عفرين أصبحت لا تُطاق.

يعيش النازحون السوريون الذين فروا من عفرين الآن في مخيمات اللاجئين، حيث تتراكم المعاناة عليهم يوميًا. تفتقر هذه المخيمات إلى البنية التحتية الأساسية والخدمات الضرورية مثل الماء النظيف والطعام والرعاية الصحية، مما يجعل الظروف المعيشية صعبة للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه النازحون تحديات أخرى مثل نقص التعليم والفرص الاقتصادية، مما يجعل من الصعب عليهم بناء حياة جديدة بعيدًا عن ديارهم.

تتطلب الأوضاع الراهنة تدخلاً عاجلًا من المجتمع الدولي لتوفير المساعدة الإنسانية اللازمة للنازحين وتحسين ظروفهم المعيشية في المخيمات. كما ينبغي على الدول المعنية العمل على إيجاد حلول دبلوماسية سلمية لإنهاء الصراع في المنطقة وإعادة الاستقرار والأمان للمدنيين السوريين.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك